بعد قرار منع استيراد الفانوس الصيني وغيره من الخارج، وذلك بغرض العودة مرة أخرى لمجد الصناعة المصرية والاعتماد على الفانوس المصري في شهر رمضان الكريم، بعد أن طغى الفانوس المستورد عليه فترة طويلة، عادت بقوة الفوانيس المصرية تغزو الاسواق بأشكال واحجام مختلفة لتجذب انتباه المشترى بمختلف اعماره. فيما قام محررو الوفد بجولة بمنطقة باب الخلق والدرب الأحمر وسؤال بائعي الفوانيس المستورد عن مدى اقبال الزبائن عليه واسعاره والجديد منه. فيما قال سامح يونس بائع فوانيس بمنطقة الدرب الأحمر، إنه يعمل بمهنة بيع الفوانيس المستوردة بجانب الفانوس المصري، مؤكداً أنهم هذا العام لم يستوردوا فوانيس جديدة من الخارج، وبالتالي لا يوجد لديهم أشكال جديدة للفانوس المستورد سواء الصيني أو غيره. وأوضح يونس أن الفوانيس المطروحة بالسوق مجرد لعب أطفال، ويتم تركيب اسطوانات أغاني رمضانية مصرية لتصبح فانوس يباع للطفل. الإقبال على المصري: ولفت بائع الفوانيس بالدرب الأحمر، أن الإقبال هذا العام على الفانوس المصري بشكل كبير وليس المستورد، والزبائن تشتري الفانوس الزينة المضئ"انستريا"، وهو عبارة عن فانوس بلاسيك رفيع مزود بإضاءات نور من الداخل ويعتبر من الزينة الرمضانية المضيئة، وتبدأ اسعارها من 25ل 40 جنيها. وعرض لنا يونس أسعار الفوانيس المستوردة المتواجدة بالمحل الخاص به التى تبدأ ب45 جنيها، بجانب أنواع اخرى تزيد عن ذلك. الفانوس المصري.. يكسب: واعرب يونس عن سعادته من إقبال الزبائن على الفانوس المصري بشكر كبير والابتعاد عن المستورد، معللاً بذلك أنهم طوروا شكل الفانوس المصري وقدموا للطفل فانوسا مصريا خشبا ينور ويغني بأغاني الأطفال المحببة لديهم والمرتبطة بالشهر الكريم. واتفق معه في الرأي أيمن عبدالسلام، صاحب محل فوانيس مستوردة، على أنه لم تطرح أي فوانيس مستوردة جديدة بالسوق المصري. غلق مصانع مصرية: وقال عبدالسلام: "كنت بشتغل في الفوانيس البلاستيك المصرية إنتاج شركة النحاس ومعمار وغيرهما، وبعد غزو الفانوس المستورد الصيني للسوق المصري، اغلقت تلك المصانع وبدأت استورد الفانوس واشتغل فيه". وأشار عبدالسلام، أنه بعد قرار منع استيراد الفانوس من الخارج، بالفعل لم يتم دخول أي شحنة فوانيس مستوردة، مستاء من رد فعل المستوردين بعد هذا القرار بأنهم يتلاعبوا على القرار باستيراد شحنة لعب أطفال ثم تقوم التجار بلعبة صغيرة وهى تغيير اسطوانتها الأجنبية بأغاني رمضانية ارتبطت بالشهر الكريم، ويطرحوها بالسوق على هيئة فانوس رمضان للأطفال. تحويل اللعبة لفانوس: وأعطى مثال حي بذلك قبل قرار منع الاستيراد، حين نفذت بضائع الفوانيس المستوردة وقيام التجار بتجميع كافة اللعب الجديدة المنتشرة وقتها وكانت عبارة عن لعب على هيئة الرجل العسكري، وتباع بسعر 12 جنيها، ثم قاموا بتزويدها باسطوانات أغنية "وحوي يا وحوي"، وأعادوا توزيعها بالأسواق باعتبارها فانوس ولكن باضعاف السعر والذي وصل ل 50 و70 جنيها. ذكريات الفانوس: واسترجع بائع الفوانيس المستوردة، ذكريات ظهور الفانوس الصيني وغيره وقال:"كان زمان كل سنة في اشكال جديدة مرتبطة ببرنامج أو مسلسل كرتوني او شخصية كرتونية يتعلق الأطفال بها، فيقوم المستورد بطلب هذه الشخصية من المصنع على شكل فانوس مستغل شهرة وحب الأطفال ليها لكن دلوقتي مبقاش في جديد كلها أشكال قديمة". الأسعار "مولعة": واستكمل عبد السلام، أن الأسعار هذا العام مولعة -على حد تعبيره- لافتا أن سعر الفانوس الشعبي المستورد الذى شكله كالفانوس وليس لعبة، سعره زاد 10 جنيهات ليبدأ ب22 جنيها وأكثر. مضيفاً أنه كان تاجر فوانيس مستوردة جملة، ولكنه في الفترة الأخيرة لم يورد بضائع لأي من التجار التجزئة والقطاعي بسبب قلة الشغل. ووصف نسبة الإقبال بالضعيفة معللاً بذلك وجود الإمتحانات و ما يعانيه المصري من سوء في الحالة الإقتصادية، وكثرة المصاريف مما يجعل شراء أي شئ ترفيهي عبئًا على عائل الأسرة خاصة من لديهم أكثر من طفل، متوقعا أن يزيد الإقبال الايام الاخيرة في شهر شعبان. ترحيب بالفانوس المصري: ورحب عبد السلام، بإندماج شغله في الفوانيس المستوردة بالفوانيس المصرية الخشبية والمزينة، قائلاً:" بدأت اشتغل في الفانوس المصري الخشبي منها والصاج، موضحا أن الفوانيس الخشبية مصنعة باتقان عالٍ وهناك فوانيس خشبية صناعة دمياطية جميلة جدا وبجودة عالية، كما أنه ينور ويغني كمان وب30 جنيها، وشغله افضل من المستورد واستطاع أن ينافسه". الأيدي المصرية ماهرة: وأكد بائع الفوانيس بباب الخلق، أن الأيدي المصرية تستطيع صناعة فوانيس تنافس المستورد لجودتها، ولكن الشعب المصري كسول لا يريد أن يعمل كثيرا ولكنه إذا اتقن عمله أصبح جودته أعلى من الصناعة الخارجية، فضلا عن وجود عائق أمام الصناعة المصرية وهو غلاء الخامات. أمنية منع الاستيراد: وتمنى أن يتوقف ويمنع الاستيراد نهائيا، وأن يجتهد الصانع المصري ويطور نفسه ليقدم نفس إتقان المستورد، خاصة وأن الفانوس الخشب تم عرضه في بادئ الأمر مستورد، ومع إصدار المصري منه طغى عليه، إلى أن يتحول السوق المصري كله بالصناعات المصرية دون المستورد. فانوس بيلف وبينور: واستطرد حديثه وقال:" هناك أشكال كثيرة من الفوانيس المصرية منها المطرز والخشب، بجانب ابتكار بعض التجار في تغيير شكل الفانوس، ويزينه ويضيف له إضاءات مختلفة لجذب الانتباه بجانب تركيب موتور ويجعله يدور، وهكذا يلفت انتباه الزبون، وهذا الفانوس سعره يترواح ما بين 60 ل90 جنيها باختلاف حجمه وامكانياته. شاهد الفيديو: