نظمت وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية محاضرة بعنوان "معالم منهج الأزهر الشريف في الدين والتدين"، تحدث فيها فضيلة الشيخ أسامة السيد الأزهري؛ المدرس بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر.. أدار المحاضرة، التي حضرها نخبة من المثقفين والمتخصصين والطلاب والباحثين؛ ومنهم الداعية معز مسعود، والدكتور خالد عزب؛ مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية، والباحث حسام تمام؛ رئيس وحدة الدراسات المستقبلية ورئيس تحرير سلسلة "مراصد.". وعرض الشيخ أسامة الأزهري في المحاضرة ورقته البحثية "معالم منهج الأزهر الشريف في الدين والتدين"، والتي تهدف إلى بيان منهج الأزهر في فهم الدين، وكذلك التمييز بينه وبين غيره من المناهج التي تزخر بها الساحة الإسلامية الراهنة. وأوضح أن الأحداث التي يمر بها العالم غالبا ما تُبنى على رؤى وفكر تستند إليه؛ فجورج بوش الابن مثلا كان يستند لفكر ورؤية صامويل هنتنجتون في مؤلفه "صراع الحضارات". وأشار قائلا:"كان الأزهر الشريف محركا رئيسيا للأحداث والرؤى والأفكار خلال عدة قرون؛ حيث يمكن ملاحظة أنشطته ورصد تأثيره في مصر والعالم الإسلامي من خلال علمائه وقياداته والكتابات التي أصدرها والدوائر العلمية التي نمّاها حتى وصلت العلوم التي تدرس به في القرنين الثاني والثالث عشر إلى 70 علما.. وبيّن الأزهري أنه أراد من خلال ورقته بحث العقلية الأزهرية لاستخراج المعالم الكبرى والمكونات التي شغلت العقل الأزهري؛ فقام بعمل رصد تاريخي للأزهر من أبعاد مختلفة، وقرأ الكتب التي تذكر سير العلماء الأزهريين بدءا من القرن العاشر الهجري إلى عهدنا الحالي . ورأى أن المنهج الأزهري لم يكن فقط علميا، بل كان دورا تاريخيا ترتبت عليه حركة اجتماعية، فالأزهر كان يجتمع فيه ما يزيد عن 10 آلاف طالب علم، في الوقت الذي لم يكن له أية فروع في أقاليم مصر المختلفة، فكان بمثابة المدرسة العلمية الوحيدة التي يأتي إليها الوافدون من كافة الأقطار. وشدد الأزهري على أن الدور الاجتماعي الذي يقدمه الأزهر، إضافة إلى ذلك التفاعل بين العلماء والمفكرين والجمهور، هما الأساسان الذين أسهما في ثبات شخصية الإنسان المصري. وقال الشيخ أسامة الأزهري إنه من خلال ورقته البحثية توصل إلى أن هناك ثماني نقاط مشيرا إلى أن مقاصد الشريعة يتثبت الأزهري مما وراء النصوص والأحاديث والفتاوى. و أكد الشيخ أسامة الأزهري أن الإنسان المصري يعيش حاليا في ظل وجود الكثير من السلبيات على رأسها تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، والانغلاق على الذات وعدم اتساع الأفق لقبول الآخر. وأشار إلى أن الأحداث الجارية تبين أن السبيل يكمن في العودة إلى المنهج الأزهري الذي أورد مكوناته، مضيفا أن الإنسان المصري عاش لعدة قرون وهو يحمل المنهج الأزهري في سلام مع كافة الديانات والثقافات، دون أن ينتج عن ذلك تطرفا أو تعصبا لأن الإسلام دين وحضارة، موردا ما قاله مكرم عبيد: "أنا مسيحي ديانة مسلم حضارة". وطالب الأزهري الإعلام بالالتفات إلى الإيجابيات التي يقوم بها الأزهر، وليس فقط التركيز على السلبيات التي لا يعاني منها وحده، وإنما مصر كلها.