رفض الدكتور يوسف القرضاوي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ما وصفه ب بتأمين الطغاة"، في إشارة لاستضافة المملكة السعودية للرئيس التونسي المخلوع، زين العابدين بن علي على أراضيها. وتابع في حديثه لبرنامج الشريعة والحياة، بثته قناة الجزيرة القطرية مساء اليوم الأحد: إن هناك أناس يسرقون الثورات من أصحابها، منبهًا الشعب التونسي بأن يكون في غاية اليقظة لهؤلاء. ودعا د.القرضاوي، الرئيس التونسي المؤقت "فؤاد المبزع" بأن يبدأ عمله بالافراج عن سجناء الرأي والمعتقلين بغير محاكمة، و"إعطاء الحرية للجميع لان الحرية مقدمة عن تطبيق الشريعة". وفيما حيا كفاح الشعب التونسي في إزالة "الطاغية" انتقد تسليم مقاليد السلطة لأتباع الرئيس المخلوع، مشددا على ضرورة كفالة حق العمل السياسي للجميع دون استثناء، إلا لطرف "تلطخت يده بدم الابرياء، لأنه يجب ان ينالوا عقابهم". وطالب د.القرضاوي المسلمين بالالتزام بتعاليم دينهم، والتعبير عن احتجاجاتهم دون انتحار، واللجوء "لوسائل كثيرة نستطيع ان نحتج بها". وكان رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد أشاد في وقت سابق ب"ثورة الشعب التونسي" التي قادت إلى خلع الرئيس زين العابدين بن علي، ودعا إلى إكمال المسيرة "وإسقاط بقية رموز النظام بعد أن سقط الطاغية". وقال في اتصال هاتفي بقناة الجزيرة القطرية: "بعد أن سقط الصنم الأكبر هبل، يجب أن تسقط بقية الأصنام المحيطة به من اللات والعزى، وبقية الخدام الذين ينتمون للنظام الذي عانى منه التونسيون سنوات طويلة". كما انتقد د.القرضاوي، تكليف رئيس الوزراء في عهد بن علي (محمد الغنوشي) بتشكيل الحكومة المؤقتة، وقال إنه "لا يجدر برجل قتلت حكومته العديد من الناس أن تناط به مسؤولية تشكيل حكومة إنقاذ البلاد" من أزمتها الراهنة. وأضاف: "نريد حكومة إنقاذ جديدة ليس بها أحد من الحزب الحاكم، لا بد أن تكون حكومة من خارج الحزب". ودعا إلى عودة المغتربين إلى تونس، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وعودة مظاهر الحياة إلى طبيعتها.