بكاء وصراخ .. هلع وركض هنا وهناك .. ابني أين ابني تركته عند باب المحل يلهو مع إخوته وفجأة لم أجده، هزت صرخات "سلمى" أرواح رواد أحد المولات .. طالبت بسرعة إغلاق أبواب المول لكنها لم تجد أي من رجال الأمن في محيط المكان الذي تصرخ فيه، وحينما توصل من حولها لأحدهم كان الجاني لاذ بالفرار ولم يعد لابنها أي أثر. سارعت الأم الثكلى بطلب شريط الفيديو الخاص بالمحل الذي حدثت فيه الكارثة فهو أيسر طريقة للتعرف على الجاني، لكنها فوجئت بعدم وجود كاميرا مراقبة، فطالبت بشريط فيديو الدور فوجدتها معطلة منذ فترة، وفي هذه اللحظة تيقنت وهي جميع رواد المول بأن المكان غير مؤمن بالمرة، فقررت تحرير محضر تتهم فيه إدارة المول التجاري بالتقصير فكان الرد أن الطفل مسؤليتها الشخصية. التأمين والزحام "لابد من تأمين المولات وزيادة عدد أفراد الأمن خاصة في الأعياد والمناسبات" .. نداء عاجل نادت به أغلب الأسر ومرتادي المحال والمولات التجارية والحدائق العامة، خاصة في أيام الزحام والانفلات الأمني الذي لم تنجوا منه منطقة سكنية ولم يميز بين حي راقي وآخر شعبي. في عز الظهر يقول محمد أتوخى الحذر قبل الذهاب لأي مكان خاصة في الأعياد والمناسبات ولا أفضل الأماكن المزدحمة فهي بمثابة ساحة خصبة للسارقين خاصة وأنهم الآن يتخذون مظهر مختلف تماماً عن ذي قبل، فيمكن أن تجد شخص يرتدي أفخم الثياب لكنه مسجل خطر. ويكمل أذكر أني كنت أجلس في المنطقة المفتوحة للطعام بأحد المولات التجارية ووجدت شخص يمسك بصينية طعام واستأذن في الجلوس فأذنت له، وفجأة جاء شخص آخر على أنه لا يعرفه، وأخذا يتجاذبان معي أطراف الحديث ثم استاذن أحدهما وإذا بالموبايلات الخاصة بنا نحن الإثنين غير موجود على الطاولة. بحثنا عن الرجل فلم نجده فوجدت الشخص الذي اختفى موبايله معي يستأذن في الرحيل وأنه يستعوض الله في ماله، لا أدري لماذا شعرت بالشك نحوه وفي مكتب الأمن الخاص بالمول وجهت اتهامي له، وبالفعل وبعد التحريات اكتشف الضابط أنه مسجل خطر وأنه شقيق الشخص الذي لاذ بالفرار. أطفالي أولاً وتقول "ريم" لابد من اختيار المكان المناسب والآمن بالنسبة لأطفالي قبل أي شيء آخر، وأحترم جدا المولات التجارية التي تخصص جزء يكون أشبه بحضانة للأطفال تحوي ألعاباً وبها مربيات يسهل التواصل معهم عبر الهاتف واللاسلكي طيلة تواجدي في المول، لذا فلا أشغل بالي كثيرا أثناء التسوق. وتتابع "ريم" لابد من تأمين مداخل ومخارج أي مول وعدم السماح لأي طفل بالخروج أو حتى الدخول بدون ذويهم، كما أرجوا زيادة عدد رجال الأمن في كل دور من المولات وذلك لسرعة الإستجابة لنداء أي مستغيث. تفتيش ذاتي للأسف بعض المولات تعتمد على وجود أمن ظاهري فقط عند الأبواب فتسمح لأي أحد بالدخول بدون تفتيش مما يتسبب في مشكلات لا حصر لها، ذات يوم نشبت مشادة كلامية بين اثنين من العمال في أحد هذه المولات تطورت لتراشق بالكلمات وتبادل الضرب بين أصدقاء كل منهما، وفجأة ظهرت أسلحة بيضاء ثم طلقات أعيرة نارية، لينتهي الأمر بحالة ذعر وشرطة لكن بعد أن لاذ أصحاب هذه الاسلحة بالفرار بمنتهى السهولة. ويتسائل "عامر" : لا أدري لماذا يعترض البعض على التفتيش الذاتي بالجهاز أو على تفتيش الحقائب والسيارات فهو اجراء طبيعي جدا ومتبع في أرقى البلدان، ولماذا تفتقر بعض المولات لإنتشار كاميرات المراقبة فهي أول شيئ لابد من تزويد المحال التجارية والمطاعم والمولات به، ولا أبالغ إذا طالبت بإنتشارها على جميع البوابات، حتى المنتقبات لماذا لا يتم التعامل معهم بمنتهى الإحترام ويتم التحقق من شخصيتهم في مكتب الأمن. المولات أكثر أمانا أما "هدى"، فترى أن المولات التجارية تعد أنسب مكان للتسوق والترفيه فهي أماكن متكاملة بها السينما والسوبر ماركت ومحال الملابس، بصراحة أشعر بالأمان في أي مول أذهب إليه، فالشعب المصري بطبعه طيب ويجير المستغيث، صحيح أن إنتشار السارقين زاد في الفترة الأخيرة لكن هذا بسبب فلول النظام السابق الذين يتعمدون بث الذعر في نفوس الشعب الطيب. بينما يؤكد "أحمد" صاحب محل في أحد المولات، على أن التأمين يأتي من الإنسان نفسه أولاً بألا يتواجد في أماكن مزدحمة. ويضيف: هذا الأمر يشغل بالي أكثر من التفكير في مدى تأمين أي مول أذهب إليه فنحن نُسرق في الداخل والخارج، لذا أفضل أن تقتصر محفظة الرجل وحقيبة السيدة على النقود التي سيحتاجها فقط، وترك أصول البطاقة ورخصة القيادة في المنزل، لا أترك أطفالي بمفردهم في أي مكان سواء مول أو محل أو شارع. كما تشدد " هايدي " على ضرورة إلتزام رواد أي مول بقواعد الأمن والسلامة، ومساعدة رجال الأمن في القيام بواجبهم خاصة مع تزايد الأعداد وحالة اللا أمن التي نحيا فيها، كما ترجو استعادة الثقة في رجال الأمن والاعتراف بحاجة الجميع الملحة لوجودهم بالشكل الذي يحترم آدميتنا ويضمن احترامنا لهم. شاهد الفيديو