ومنة ومى إسلام صقر رمضان، توأم مصرى ملتصق بالحياة، متشبث بالأمل، من قرية دمشلى مركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، هما توأم القوة والبراءة معاً، ابتسامتهما تمنح الدنيا رقة وجمالاً.. يصف الأب وهو عامل زراعى باليومية حالة توأمه بقوله: منى ومى ولدتا فى 21 يونيه 2015 ملتصقتين بالرأس، وتحتاجان إلى إجراء عملية جراحية لفصلهما حتى تعيشا حياة طبيعية كباقى الأطفال، ويضيف أن العملية مكلفة، وهو على باب الله ويعانى ظروفًا معيشية صعبة وليس له مصدر ثابت للدخل، وأنه اضطر إلى الانتقال إلى محافظة الشرقية للإقامة لدى خاله حتى يتمكن من مباشرة رحلة علاج طفلتيه فى القاهرة والقليوبية. ويستكمل الوالد المأساة: «ذهبت بطفلتىّ إلى مستشفى أبوالريش للأطفال لعلاجهما من الالتصاق، وهناك أدخلتا إلى الحضانات لصعوبة حالتهما، وقرر الأطباء إجراء عملية فصل لهما بعد مرور 90 يوماً، وطلبوا منى أشعة وتحاليل بعد مرور 40 يوماً على وجودهما فى الحضانات، وقال الأطباء إن هناك وريداً مشتركاً بين الطفلتين، وسيتم إجراء العملية فى المستشفى، ولكن بعد مرور 90 يوماً لم يجر المستشفى العملية للطفلتين، وإنما طُلب منى أن أغادر بهما، على أن يتم إجراء العملية بعد سنة. ويؤكد والد التوأم الملتصق منة ومى أنه طرق كل الأبواب، سواء وزارة الصحة، أو الأزهر، والمستشفيات الخاصة عبر استغاثات من خلال الصحافة والإعلام فى مصر والسعودية، وتوجه بالاستغاثة للملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين والسفارة السعودية بالقاهرة، خاصة أننا نسمع كثيراً عن المبادرات الإنسانية التى تبنتها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وتضيف الأم «فاطمة»، بدموع تبتهل إلى الله أن ينقذ فلذة كبدها، وبصوت واهن: «أنا عايزة أقول للرئيس عبدالفتاح السيسى، إحنا غلابة وما لناش غيرك، يا ريت تسفر بناتى يعملوا العملية، انا نفسي يشوفوا بعض، هما حاسين ببعض، وبيمسكوا أيديهم، نفسى يشوفوا بعض، وانا املي في ربنا كبير». وتقول الأم: إن قلبها مطمئن ونفسها أن تصل استغاثاتها المكلومة للملك «سلمان» خادم الحرمين الشريفين، وأن يسمع صوتها المسئولون فى القاهرةوالرياض حتى تتم العملية في مستشفى الحرس الوطنى السعودى على يد الدكتور «عبدالله الربيعة» الذى أجرى العديد من حالات فصل التوائم. وتشير «فاطمة» إلى أن توأمها يصارع الموت والحياة معاً وأن واحدة منهما فى حالة صحية سيئة جدًا وتتقيأ دماً بسبب عيوب خلقية فى القلب والرئة اليسرى، فيما تعانى الأخرى من مياه على قشرة المخ. الاستغاثة التى يطلقها والدا التوأم «منة ومي» ليست من فراغ لما تتمتع به العاصمة السعودية الرياض من سمعة عالمية وسجل مشرف فى مجال فصل التوائم السيامى برعاية خاصة من خادم الحرمين الشريفين شخصياً، حيث تتم الآن استكمال عملية فصل التوأم السيامى السورى «تقى ويقين»، فى مستشفى الملك عبدالله التخصصى للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية، بوزارة الحرس الوطنى بالرياض. وكانت أول عملية لفصل توائم ملتصقة فى السعودية قد تمت فى 31 ديسمبر 1990 لتوأم سيامى سعودى ملتصق فى منطقة البطن، وتمت العملية فى مستشفى الملك فيصل التخصصى الرياض على يد وزير الصحة السعودى السابق الجراح الدكتور عبدالله الربيعة وبعد نجاح العملية توالت عمليات فصل التوائم فى المملكة. أما العملية الثانية فمن نصيب التوأم السودانى «سماح وهبة» اللتين ولدتا بالتصاق فى البطن والحوض ومنطقة أسفل الصدر، وقد استغرقت العملية 18 ساعة متواصلة وكللت بالنجاح، أما العملية الثالثة فكانت فصل التوأم السعوديتين «سمر وسحر» اللتين كانتا أيضاً ملتصقتين فى أسفل الصدر والبطن والحوض. وانتقلت عمليات فصل التوائم من مستشفى الملك فيصل التخصصى إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطنى، حيث أُجريت رابع عملية فصل للتوائم وكانت للتوأم السعودى «حسن وحسين» الملتصقين فى أسفل البطن والحوض، تلتها عملية الفصل للتوأم السودانى «نجلاء ونسيبة» المشتركتين فى الكبد، وبعدها استقبلت المملكة التوأم الماليزى «أحمد ومحمد» واستغرقت عملية فصلهما 23 ساعة. كما أجريت عملية فصل التوأم المصرى «تاليا وتالين» وكانت أول عملية تُنقل تليفزيونياً على الهواء مباشرة، وأعقبها فصل التوأم الفلبينى «برنسس آن وبرنسس ماى» التى استغرقت عمليتهما 8 ساعات بالرغم من أنه كان مقرراً إجراؤها فى 16 ساعة، وشهدت مدينة الملك عبدالعزيز الطبية كذلك عمليات فصل التوأم البولندى «أولجا وداريا» والمصرى «آلاء وولاء» والمغربى «حفصة وإلهام» والعراقى «فاطمة وزهرة» والكاميرونى «فنبوم وشفوبو» والسعودى «عبدالله وعبدالرحمن» والعراقى «إياد وزياد» والمغربى «سعدية وعزيزة» والأردنى «محمد وأمجد» والسعودى «ريم ورنا» والجزائرى «سارة وإكرام».