أثارت الثورة الشعبية التونسية، التي انتهت بهروب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بعد حكم دام 23 سنة حالة من التفاؤل الحذر في نفوس الكثير من الشعوب العربية التي ملت السكون الذي تعيشه منذ سنوات طويلة لم تشهد خلالها رحيل زعيم عربي عن كرسي الحكم، ولم تعرف معنى الثورة الحقيقية على ظلم حاكم مستبد استأثر بالكرسي .
بهذه المناسبة، طرحت بوابة الوفد الالكترونية على زوارها تساؤلا بشأن إمكانية تكرار السيناريو التونسي في دول أخرى، وما هي هذه الدول؟ . وشارك في المداخلة 116، اعتبر 112 منهم بما نسبته 98 بالمائة من إجمالي المشاركين أن مصر تتصدر قائمة الدول العربية التي تحتاج إلى ثورة حقيقية، فتحت عنوان دولة الظلم ساعة، قال أحد القراء "آن الأوان أن يسترد الشعب المصري إنسانيته وأن يعرف ما يعيشه غيره من الشعوب من رفاهية ورخاء بعد أن عانى كثيرا من عصابة اللصوص التي تسيطر على ثروات ومقدرات الوطن...نريد أن يستيقظ المصريون مثلما استيقظ التونسيون فدولة الظلم ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة". طالب زوار الوفد الشعب المصري بالثورة، فتحت عنوان "مش كفايه يا ولاد مصر بقى و لا إيه، قال أحد القراء "هتفضلوا كده .. طب علشان عيالكم ..مش لهم حق يعيشوا ..ولا عوزنهم يحصل فهم اللى حصل فيكم .. لو بتحبوا ولادكم كفاية كده ويلا نتحرك ". استنكر فريق كبير من المشاركين في الاستطلاع حالة سكون الشعب المصري وقبوله بالأمر الواقع، إذ قال أحد القراء "في تونس قامت الدنيا ولم تقعد علشان واحد حرق نفسه لأنه يعانى من البطالة وعندما بدأت المظاهرات تعامل معها الأمن بعنف زائد ومن هنا لم يرض الشعب بما يحدث وبدأت الثورة العارمة التى لم تتوقف إلا بعد خروج بن على هذا هو شعب تونس الحر ؟؟؟؟ ... ولكن عندنا يقتل خالد سعيد وبلال ويهان الشعب يوميا فى أقسام الشرطة والمصالح الحكومية ولايحرك أحد ساكنا ويتم تفجير كنيسة القديسين ولايقال وزير الداخلية والشعب ساكت لايتحرك .....إن شعبنا المصرى تم تنويمه ونشر البانجو والحشيش علشان يفضل الشعب مكبر دماغه ". وقال قارئ آخر "نحن شعب جبان خائف نخاف علي لقمة العيش والمذلة نضرب ونسكت بقينا أرخص من التراب وذلك لأجل عيون الرئيس والوزراء تجردنا من عروبتنا بقينا نستحي من كلمة انت مصري البنغال ليهم كرامة علينا الي متي ومبارك والولادة والحاشية الفاسدة بتنهب فينا وفي خيراتنا بداية من قناة السويس ونهاية بالآثار والسياحة والضرائب فهل نكون رجالة ولو يوم واحد يذكره التاريخ وإن شاء الله نموت بعد ذلك في دولة قلت فيها الرجال والنظر إلي الكراسي". واستمرارا لحالة التشاؤم قال أحد القراء "الدور حسب الظاهر من الأوضاع كالتالي الجزائر ثم السودان ثم اليمن ثم بعد حين من الدهر مصر، ليه لأن المصريين أصبحوا جسداً خاملاً لايؤثرون ولايتأثرون ولا يغرك ماتراه على الساحة المصرية من متشدقين بالكلمات والمواقف العنترية فكل يغني على ليله". كما برر أحد القراء حاجة مصر لثورة حقيقية بالقول "يارب ياكريم يكون الدور على مصر علشان كفاية كدة 30 عام ظلم واستبداد وقهر وسرقة واغتصاب للكرامة وتزوير إرادة الشعب و تزوير انتخابات و غلاء أسعار و بيع غاز و توريث و أحمد عز و ممدوح إسماعيل و هانى سرور و فساد". وحاول أحد المشاركين ربط التغيير فقط بالرئيس "احنا بنحترم الرئيس مبارك لكن ليس معناه انه لا يسمع للشعب ويسمع لرجالته المستفيدين الرئيس مبارك يتلو واقع الحزب الوطنى وهم قلة ولم يستطع أن يتحقق من معاناة الشباب والمواطنين ". تنوعت اتجاهات نحو 2 بالمائة من المشاركين، إذ رأي البعض أن الدول العربية والخليجية جميعا في حاجة إلى ثورة حقيقية على زعمائها، حيث قال أحد المشاركين " الدور لا يقتصر على دولة عربية بعينها، فسبب انتفاضة الشعب التونسى هى عدم الاكتراث به، وليس مجرد البطالة وغلو المعيشة ، فمشكلة الحاكم العربى تكمن فى عدم الاستماع إلى الشارع والاستماع فقط إلى من يسمون بالمستشارين والوزراء فقط ، ولن يعرف الحاكم العربى نبض الشارع مادام هو حريصاً على مجرد كرسى الحكم". وذهب أحد القراء بالقول إن الدور "على الدكتاتور معمر القذافى فهو أكبر دكتاتور فى العالم وأكبر نظام ظالم فى العالم العربى .. طبعا كلهم ظلمة ومحتالين وأتمنى أن تكون ثورة تونس هى الشرارة الاولى للثورة العربية إن شاء الله". ودعا أحد المشاركين شباب سوريا لاتباع منهج نظرائه في تونس، قائلا "تعلموا يا شباب سوريا من التوانسة الأبطال اخرجوا للشارع فلن تخسروا إلا ذلكم و ستربحوا كرامتكم و حريتكم حان الوقت لكي تحل الديمقراطية في سوريا رئيس للأبد شئ غير معقول شو بسوريه ما في غير عائلة الاسد...(بن علي) او مخلوف(الطرابلسي) فلنهب عاجلاً". وأعرب أحد المشاركين عن أمله في رؤية زعيم عربي كالرئيس التركي عبدالله جول قائلا " يارب عاوزين واحد زي عبدالله جول محترم وزوجته محترمة مش شياطين والفاتحة لأرواح شهداء تونس شهداء التغيير".