الإذاعية «إيناس جوهر» هى بكل المقاييس ظاهرة نادرة فى تاريخ الإذاعة المصرية، صوتها دائماً يبعث على التفاؤل وإزالة الهموم من خلال الميكروفون، أصبحت نجمة، رفضت تماماً الظهور على شاشة التلفزيون كمذيعة لأنها عاشقة للراديو ومن خلاله حققت نجاحاً كبيراً وشهرة عريضة. لا ينسى أحد برنامجها الشهير «تسالى» وحواراتها الشيقة، وما زالت تعطى حتى الآن بالبرنامج الأسبوعى بمناسبة ومن غير مناسبة. على إذاعة الشرق الأوسط تدرجت فى المناصب المختلفة حتى وصلت لمنصب رئيس الإذاعة وجلست على هذا المقعد 4 سنوات، وما زالت تعطى بسخاء للأجيال المختلفة وتعلم الشباب أصول العمل الإذاعى. تحدثنا معها فى هذا الحوار حول برنامجها الشهير «تسالى»، وهل من الممكن أن يعود؟.. ورأيها فى الأجيال الجديدة سواء فى الإذاعة المصرية أو الإذاعات الخاصة؟ ولماذا رفضت العمل فى التليفزيون وأساتذتها فى الإذاعة؟ وبماذا تنصح الأجيال الجديدة؟ وهل فقدت الإذاعة المصرية بريقها؟ وما هو المذيع الذى لا تحبه إيناس جوهر؟ وما هو البرنامج التى تعتز به؟ نريد التعرف على سر نجاح برنامج «تسالى» وهل من الممكن أن يعود؟ - بصراحة شديدة سر نجاح هذا البرنامج الذى استمر لسنوات طويلة كُتاب البرنامج وهم: فتحي الملا ومصطفى الشندويلى ومحمد الشوربجى وحسن عمران، وبالطبع مستوى مذيعى البرنامج إيناس جوهر وإبراهيم صبرى وإمام عمر أداء مختلف ومعلومات حية. على فكرة البرنامج كان يحتاج مجهوداً كبيراً لم نكن نعيش عصر النت. أقول لك مفاجأة أن هذا البرنامج حصل فى منتصف الثمانينات على جائزة أفضل برنامج واحتل المركز السادس على مستوى العالم فى مسابقة إذاعة مونت كارلو، وأعتقد أن هذه أرفع جائزة فى تاريخ الإذاعة المصرية على مدى تاريخها الطويل. هل توافقين على إعادة تقديم البرنامج؟ - طبعاً أوافق يا ريت «تسالى» يعود من تانى. هل ترشحى اسماً معيناً للمشاركة فى تقديم البرنامج؟ - دون تردد إسعاد يونس تمتلك كل مقومات المذيعة الناجحة وهى فى الأصل صديقة وزميلة، والحمد لله إمام عمر وإبراهيم صبرى موجودان ولكن ربما تكون المشكلة فى الكتابة. نريد التعرف على السر الحقيقى لنجاح إيناس جوهر؟ - النجاح فى حد ذاته نعمة من عند الله والقبول أيضاً، بصراحة اعتمدت طوال حياتى الإذاعية على الثقافة فى كل المجالات وعدم الاستظراف والهيافة، كل كلمة أقولها عبر الميكروفون لابد أن تكون فى محلها، والثقة بالنفس عامل أساسى فى النجاح. ما عيوب شباب المذيعين والمذيعات خاصة فى الإذاعات الخاصة؟ - الاستظراف والتفاهة والهيافة فى أحيان كثيرة. أقول لهم هناك فرق بين الاستظراف وقلة الأدب. أنصحهم بالانضباط والثقة بالنفس واحترام المستمع. ولكن هناك عناصر ممتازة فى راديو النيل منهم حسام عصام وبسنت بكر وخلود نادر. من هم أساتذة إيناس جوهر فى الإذاعة؟ - أعتز جداً بأساتذتى أميمة عبدالعزيز وجلال معوض وطاهر أبوزيد ومديحة نجيب وأعتز جداً بسمير صبرى ومفيد فوزى. ما المذيع الذى لا تحبه إيناس جوهر؟ - دون تردد يوسف الحسينى مذيع صوته مستفز فى أحيان كثيرة. ما رأيك فى إذاعة الشرق الأوسط التى شهدت مجد إيناس جوهر؟ - للأسف الشديد نجمها فى أفول ولا أعرف متى ستعود وأحمل مسئولية ذلك لمن اختار قيادتها. نفسى الشرق الأوسط ترجع كما كانت. ومن يعجبك حالياً فى إذاعة الشرق الأوسط. - شيرين الخطيب وشيرين عبدالخالق وشيرين فهمى كلهن شيرين وهن من العناصر الممتازة والمجتهدة. هل فقدت الإذاعة المصرية بريقها؟ - طبعاً لا. الإذاعة المصرية ما زالت قائمة وبقوة رغم كل السلبيات أقول بكل صدق الإذاعة المصرية تسكن وجدان الملايين. لا ننسى أبداً أن ملايين المصريين ارتبطوا بالإذاعة عبر أكثر من 80 عاماً استمعوا للقرآن الكريم بأصوات ذهبية للعمالقة محمد رفعت ومصطفى إسماعيل وعبدالباسط عبدالصمد وغيرهم. استمعوا من خلال الإذاعة لأصوات عمالقة الغناء أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وغيرهم، هذا فضلاً عن الدراما الإذاعية التى أثرت الوجدان على مدى سنوات طويلة والعمالقة من المذيعين والمذيعات. الإذاعة المصرية ستبقى دوماً جزءاً أساسياً فى وجدان ملايين المصريين، وهى ما زالت أسرع وأسهل وسيلة إعلامية، مهما تعددت الفضائيات ووسائل الاتصال الحديثة ومع ذلك استمرت الإذاعة ومع ذلك جاذبة ملايين المستمعين. ما البرنامج الذى تعتز به إيناس جوهر؟ - ضيف على الإفطار الذى قدمته لسنوات طويلة فى شهر رمضان، كنت أستضيف فى كل حلقة كبار السياسيين والنجوم فى مصر على الهواء. أعتز جداً بالحوار الذى أجريته مع الراحل الكبير الدكتور بطرس بطرس غالى. كانت أياماً حلوة والحمد لله على كل حال. ما أبرز المطبات التى تعرضت لها فى عملك الإذاعى؟ - لا أنسى كنت بسجل حلقة مع الزميلة سناء منصور مع أحد خبراء الطاقة ودخلت مع سناء فى هيستيريا ضحك متواصل ولم نستطع السيطرة على أنفسنا. الحمد لله الحلقة كانت مسجلة وفى حلقة أخرى فى ذكرى رحيل الإذاعى جلال معوض شعرت بحالة حزن شديدة جداً ولم أستطع استكمال الحلقة. لماذا رفضتِ العمل كمذيعة فى التليفزيون؟ - بصراحة شديدة الكاميرا «ماحبتنيش». وعلى العموم أنا بحب الإذاعة ومن خلالها حققت تقريباً كل طموحاتى، ولم أندم للحظة لأننى بالفعل حققت نجاحات كبيرة من خلال الميكروفون. ما رأيك فى استبعاد أصحاب المعاشات من تقديم برامج وحرمان المستمعين من عمالقة واستثناء البعض من هذا القرار؟ - بصراحة قبل كده كانت الحكاية زيادة على اللزوم وتكاثرت برامج أصحاب المعاشات على حساب ميزانية الإذاعة والمذيعين والمذيعات الشباب. لكنى بالطبع ضد استبعاد مذيعين ومذيعات عمالقة وأصوات لن تعوض حرام حرمان المستمعين من مذيع على مستوى كامل البيطار أو أمينة صبرى أو نجوى أبوالنجا وغيرهم كثيرون، وذلك على سبيل المثال وليس الحصر. هل تنتهى برامج يموت أصحابها؟ - دعنا نعترف بأن هناك برامج ارتبطت بأصحابها وماتت بعد رحيلهم، تلك تقريباً قاعدة «كلمتين وبس» للعملاق فؤاد المهندس، ماينفعش حد غيره يقدمه، حاولت الإذاعة إسناد المهمة لآخرين وفشلوا جميعاً. ولا أتصور «على الناصية» دون آمال فهمى، أو «عصر من الغناء» دون جلال معوض، هناك مذيعون عمالقة لديهم كاريزما خاصة وحضور أمام الميكروفون من الصعب إن لم يكن مستحيل أن يستمر برنامج لعشرات السنين بصوت مذيع معين ثم يتحول البرنامج لمذيع آخر. هناك نوعية من البرامج سكنت وجدان الملايين لابد أن نعترف بأن هناك نوعية من البرامج تموت مع أصحابها، ولو توقفوا عن تقديمها وهم على قيد الحياة تموت أيضاً. ما أبرز السلبيات التى تعانى منها حالياً الإذاعة المصرية. - للأسف بعض المذيعين والمذيعات لا يعرفون الفارق بين الچنچل والبرومو، وأنا مستاءة جداً من إهدار حق المؤلف والملحن فى ذكر أسمائهم قبل إذاعة الأغنية فى بعض الأحيان.. هذا يمثل إهداراً كاملاً لحق المؤلف والملحن. من هم أبرز أصدقاء إيناس جوهر. - أصدقائى كثيرون جداً، ولكن صديقتى الحقيقية مصر بلدى وعشقى الأول والأخير.