الأطباء تركوها تنزف 3 أيام وكسروا لها 11 ضلعًا وأعطوها أدرينالين زيادة.. وأخيرًا اكتشفوا وفاتها فى دمياط قصة جديدة عن الإهمال الطبي تستحق أن تروى. بطلتها طبيبة فى عمر الزهور تعرضت لحادث سير، فكان قدرها أن تدخل للمستشفى كمريضة وهناك فتحت أمامها أبواب الجحيم وذاقت أسرتها مرارة الإهمال فيما دفعت هى حياتها على أثر تجربة مؤلمة تجسد فصولها ما يعانى منه ملايين المصريين عن ترددهم على المستشفيات التى بات الداخل لها مفقودًا والخارج مولودًا. أثارت وفاة الدكتورة إيناس عويضة حسن، طبيبة الأمراض الجلدية بالمستشفى التخصصي داخل مستشفى الطوارئ بالمنصورة، جدلًا واسعًا، وغضبًا شديدًا، بين أهالى دمياط بسبب الإهمال الذى أدى إلى وفاة إيناس بأحدى مستشفيات المنصورة، أثر تعرضها لحادث سير. التقت «الوفد» بالدكتورة أمجاد عويضة أخت الدكتورة التى تسبب الإهمال فى مقتلها، حيث قالت إهمال الأطباء والتشخيص الخاطئ هو من قتل أختى، وكانت الدكتورة إيناس 30 سنة تعرضت إلى حادث سير بطريق دمياطالمنصورة، تم نقلها إلى مستشفى الطوارئ بالمنصورة لإسعافها، وذكر تقرير الاستقبال أنها تعانى من كسور متعددة بالكاحل والضلوع والركبة بينما تجاهل التقرير إصابتها بنزيف في المخ، وتم وضعها تحت الملاحظة، فاكتشف الأطباء وجود نزيف بالبطن، لكنهم أكدوا أنه متوسط الدرجة، وسيتم تقييمه بالعناية المركزة وفوجئ طبيب العناية أن نسبة الهيموجلوبين، نزلت من 10 إلى 6 خلال 12 ساعة بسبب نزيف داخلي، وهنا طلب من طبيب الجراحة المناوب إدخالها العمليات فورًا، لكنه اعترض ورفض قائلًا: مش شغلك، وظلا يتناقشان طيلة ساعتين، تضيف أمجاد: ظلت أختى على حالتها دون إسعاف حتى اليوم التالى، وحاولت الاستعانة بأى طبيب لكن الجميع تجاهلونى ولم يعطوا أى أهمية لصراخى وأنا أرى أختى فى تدهور مستمر، فقمت بالاتصال ببعض أقاربى للتوسط لدى مدير المستشفى والأطباء للاهتمام بالمريضة، فجاء ابن خالى طبيب جراحة وقام باستدعاء رئيس قسم الجراحة الذى قام بفحصها فاكتشف وجود تهتك بالطحال وجزء من الكبد وأماكن متفرقة من الأمعاء. فتم إدخالها غرفة العمليات فورًا للسيطرة على نزيف البطن الذى استمر24 ساعة بحجة أنه متوسط ولا خوف منه، وبعد خروجها من العملية فوجئنا باستمرار هبوط الهيموجلوبين مما يعنى وجود نزيف بمنطقة أخرى غير البطن، واعتقدت أنه ربما يكون هناك تهتك بالرئة وخاصة أنى أرى أختى تختنق وتعانى صعوبة بالتنفس، ولكنهم استبعدوا ذلك، ثم فوجئت بزيادة كبيرة فى الكرياتين، نتيجة تأخرهم فى عمل أشعة مقطعية لها لاكتشاف النزيف على الرئة. تواصل شقيقة الضحية رواية فصول المأساة: وجدت أختى تعانى من صعوبة شديدة بالتنفس وكأنها فى حالة هستيريا فتطبق على يدى بقوة، فصرخت فى الطبيب ماذا حدث لأختى؟، فكان رده لا تقلقى أنا سعيد مما يحدث فهذا مجرد إفاقة من البنج، ثم أعطاها مخدرًا، اعتقدت أنها نامت ثم فوجئت بضغطها ينزل إلى 20 على 50 فأخذت أصرخ حتى جاء الطبيب وأخبرنى أنها غيبوبة ولا داعى للقلق، ثم جاء طبيب وأخذ يحذرهم لأنهم تجاهلوا تركيب أنبوب من أمس الأول لشفط الدم فشفطوا 3 جالونات دم من أمعائها، ثم دخلت فى غيبوبة من الدرجة الثالثة، ثم توقف القلب، فتم وضعها على جهاز التنفس الصناعى، رغم أنها ماتت، وأثناء ذلك اكتشفنا أنهم كسروا لها 11 ضلعًا، فى محاولات فاشلة منهم لإنقاذها بعد فوات الأوان، حيث أكد تقرير دخولها الطوارئ كسر أربعة ضلوع، لكن محاولاتهم الفاشلة كسرت الباقى، كما أعطوها منشط الأدرينالين لتنشيطها لكنهم أعطوها كمية كبيرة جدًا.. فالطبيعى إعطاء المريض نسبة لا تزيد علي 20 لكنهم أعطوها 70 مما أدى إلى حدوث غرغرينا بكل أصابعها، وأكملت الدكتورة أمجاد حديثها: لن أترك حق أختى وسأتقدم بعدة بلاغات حتى يعاقب من تسببوا فى قتل أختى واتهمتهم بالإهمال، وسوء التشخيص، وبتركها تنزف ثلاثة أيام متتالية حتى منع وصول الأكسجين للمخ مما أدى إلى غيبوبة أدت للوفاة، وفى لقاء آخر مع والدة الدكتورة إيناس التى كانت تبكى قائلة: منهم لله حرقوا قلبى، لقد كانت صغيرتى وكانت تواسينى في مرضى، فكنت أقول لها لا تخافى يا صغيرتى فلن يخطفنى الموت إلا بعد زواجك، لقد أحرق موتها قلبى، وأصبحت أعيش ما تبقى لى لأتجرع مرارة فراقها والحسرة على ما أصابها، منهم لله.