احتفل تمثال الحرية مساء يوم الجمعة الماضية بمرور125 عاماً على تشييده بجزيرة الحرية الواقعة في خليج نيويورك وسط آلاف الأمريكيين والفرنسيين بإطلاق الألعاب النارية في السماء لمدة 12 دقيقة متواصلة أثناء سماع الموسيقى الوطنية بالولاياتالمتحدةالأمريكية. ويعد تمثال الحرية عملاً فنياً نحتياً قامت فرنسا بإهدائه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية في 28 أكتوبر عام 1886 كهدية تذكارية، بهدف توثيق الصداقة والصلات بين البلدين بمناسبة الذكري المئوية للثورة الأمريكية، ومنذ ذلك الحين استقر التمثال بموقعه المطل علي خليج نيويورك بولاية نيويوركالأمريكية على بعد 600 متر عن مدينة جيرسي بولاية نيوجيرسي و2.5 كيلومتر إلي الجنوب الغربي من مانهاتن ليكون في استقبال كل زائري البلاد سواء كانوا سائحين أو مهاجرين. قام بتصميمه فريدريك بارتولدي بينما صمم هيكله الإنشائي غوستاف إيفل. ويرمز التمثال للديمقراطية أو الفكر الليبرالي الحر حيث يمثل سيدة تحررت من قيود الاستبداد التي ألقيت عند إحدي قدميها، ممسكة في يدها اليمني بمشعل يرمز إلي الحرية، بينما تحمل في يدها اليسري كتابا نقش عليه بأحرف رومانية جملة "4 يوليو 1776" وهو تاريخ إعلان الاستقلال الأمريكي، كما ترتدي علي رأسها تاجاً مكوناً من 7 أسنة تمثل آشعة ترمز إلى البحار السبع أو القارات السبع الموجودة في العالم. وكان النحات الفرنسي الشهير فريدريك بارتولدي قد صمم نموذجا مصغرا لتمثال يمثل سيدة تحمل مشعلاً في يدها في عام 1869، وعرضه على الخديو إسماعيل ليتم وضع التمثال في مدخل قناة السويس المفتتحة حديثا في 16 نوفمبر من العام نفسه، لكن الخديو إسماعيل اعتذر عن قبول اقتراح بارتولدي نظراً للتكاليف الباهظة التي يتطلبها هذا المشروع، ولضيق إمكانيات مصر الاقتصادية لمثل هذا المشروع خاصة بعد تكاليف حفر القناة ثم حفل افتتاحها. في الوقت ذاته كانت الجمهورية الفرنسية الثالثة تتملكها فكرة إهداء هدايا تذكارية لدول شقيقة عبر البحار من أجل تأصيل روابط الصداقة بها، لذلك تم التفكير في إهداء الولاياتالمتحدةالأمريكية هذا التمثال في ذكري احتفالها بالذكري المئوية لإعلان الاستقلال.