فى صبيحة يوم شم النسيم، تلتف العائلات حول الراديو ومن بعده شاشات التلفاز من أجل معرفة ومتابعة الحفل الذى سيحييه أحد المطربين بشغف وانتظار أجدد أغانيهم التى كانوا دائمًا يعلنون عنها فى حفلات شم النسيم. لذلك كانت حفلات الإذاعة المصرية والتليفزيون المصري حلم المطربين وبوابة الشهرة والفخر، وكانت بعنوان "حفلات ليالى التليفزيون" واختفت حفلات "أضواء المدينة"، التى كانت تنظمها الإذاعة المصرية ويبدو أننا سنعيش كثيرا على ذكريات حفلات فريد وحليم ونجاة وفايزة أحمد فى عيد الربيع. وقبل استعراض حفلات النجوم العظام، لم تستطع أى مطربة الغناء للربيع وشم النسيم مثلما أبدعت الراحلة "سعاد حسنى" فى أغنية "الدنيا ربيع" كلمات العملاق صلاح جاهين، ألحان الموسيقار الراحل كمال الطويل. هذه الحفلات مرتبطة في الأساس بالمطرب فريد الأطراش طوال 25 عاما كان يبدع ويشدو ويتجلى في ليلة شم النسيم وأصبح لفريد حفلة كل شم نسيم على مسرح ديانا، وأصبحت أغانى الربيع العلامة المميزة للحفلات حتى قرر الرجوع لبيروت فى منتصف الستينات. وفى شم النسيم عام 1970، عاد فريد إلى القاهرة وغنى أغنيته الأشهر "أدى الربيع"، حيث صفق له الجمهور ما يقرب من 10 دقائق متواصلة ليتربع من جديد على عرش حفلات عيد الربيع، وهى من كلمات مأمون الشناوى، منذ ذلك اليوم والمصريون يعتبرونها أحد ملامح احتفالهم بأعياد الربيع التى تختلط فيها الكلمات بالألحان لتعطى الإحساس بالربيع. فيما أصبح الفنان عبد الحليم حافظ هو نجم تلك الحفلات وغنى أغنيات لشم النسيم والربيع مثل "جمال الورد"، وكان يغنى هذه الأغانى فى حفلات الربيع وتألق أيضًا العندليب بأغنيته الشهيرة "زي الهوا" وتفاعل معه الجمهور يوم "شم النسيم". أما أشهر أغانيه فى شم النسيم فكانت "قارئة الفنجان" فى إبريل1976 بنادي الترسانة الرياضي وهي الحفلة التي حصل بها شغب من بعض الجمهور وكانت "قارئة الفنجان" هي آخر إبداعات العندليب الأسمر من كلمات نزار قباني وألحان محمد الموجي. أما قيثارة الغناء "نجاة الصغيرة " فكانت بطلة حفلات النادى الأهلى فى أواخر السبعينيات و أوائل الثمانينيات، وكان الجمهور كامل العدد فى حفلاتها دائمًا وكانت تشدو أشهر أغانيها وهى (لاتكذبى، وانا بعشق البحر، القريب منك بعيد ) وتعتبر أغنية "عيون القلب " أشهر أغانى نجاة طوال تاريخها الفنى، والتى قدمتها فى حفلة شم النسيم بالنادى الأهلى وهى من الحان الموسيقار "محمد الموجى" . وكان لكروان الشرق الفنانة فايزة أحمد حضورًا قويًا وواضح فى حفلات شم النسيم، فى الثمانينات وتحولت حفلات "الربيع" إلى منافسة بينها وبين الفنانة وردة الجزائرية وكانت لها أغانى شهيرة فى حفلات الربيع ومنها " تهجرني بحكاية ، رسالة من امرأة، بيت العز" وأخيرًا غابت حفلات الربيع عنا و وكنا نتمنى لو ان الزمان يعود يومًا ولكن ظل وبقى معنا فى شم النسيم هو الاستمتاع بتناول الفسيخ.