وصلت طائرة شحن اسرائيلية الي العاصمة التركية أنقرة حاملة مساعدات انسانية لضحايا الزلزال الذي ضرب شرق البلاد الاحد الماضي. وهبطت الطائرة التابعة لشركة الطيران الوطنية الاسرائيلية وعلى متنها خمسة مساكن مسبقة الصنع. واعلن مصدر في سفارة اسرائيل في انقرة ان المساعدة الانسانية ستنقل على متن ثلاث شاحنات انطلقت واحدة منها. وقبلت تركيا الاربعاء الماضي بالمساعدة التي عرضتها اسرائيل وعدة بلدان لمواجهة الوضع في فان. واتخذت تركيا هذا القرار رغم تدهور العلاقات بين البلدين منذ مقتل تسعة اتراك في هجوم شنته البحرية الاسرائيلية على سفينة مساعدات انسانية كانت متوجهة في 2010 الى غزة لكسر الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع الفلسطيني. واعلنت شبكات التلفزيون التركية ان طالبا في التاسعة عشرة من عمره انتشل حيا من تحت الانقاض بعد 91 ساعة على الزلزال الذي ضرب محافظة فان شرق تركيا. وتم انتشال محمد الذي لم يعرف اسم عائلته على الفور، من تحت انقاض مبنى من اربع طبقات دمره الزلزال في ارجيس المدينة الاكثر تضررا بالهزة الارضية. وارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال الي 523 قتيلا و1650 جريحا في محافظة فان. واعلنت الادارة الرسمية لمواجهة حالات الطوارىء في تركيا هذه الحصيلة المؤقتة الجديدة التي تفيد ان عدد الناجين الذين انتشلوا من تحت الانقاض ارتفع الى 185 شخصا. واقر رجب طيب اردوجان رئيس الوزراء التركي بان الحكومة وافقت على قبول المساعدة الدولية ، معترفا بوجود “خلل” في ارسال اول المساعدات الى ضحايا الزلزال العنيف الذي هز محافظة فان بينما تعرضت شاحنات مساعدة من الهلال الاحمر للنهب. وقال اردوجان :”في البداية وخلال الاربعة والعشرين ساعة الاولى حصل خلل ونعترف بذلك” مؤكدا ان الدولة حشدت كل قواها بكافة مؤسساتها لمساعدة الناجين من الزلزال. وقد عبر منكوبون في محافظة فان الشرقية عن غضبهم وانتقدوا بطء توزيع الخيام واتهموا السلطات بالتمييز الاتني في توزيع المساعدات. ويشكل الاكراد اغلبية السكان في شرق البلاد. لكن اردوجان رفض الانتقادات معتبرا ان الخيم ال17 الفا التي ارسلت الى ضحايا الزلزال كافية. واعلن مدير الهلال الاحمر لفرانس برس ان مجهولين نهبوا 17 شاحنة مساعدات في فان. واكدت شرطة فان ايضا بعض عمليات النهب التي ارتكبها على ما يبدو ناجون. ومن جانب اخر اكد سكان مدينة ارجيس الاكثر تضررا لفرانس برس ان مجهولين اعترضوا الثلاثاء شاحنة خيم قادمة من محافظة اغري المجاورة. واكدوا انهم ضربوا السائق واستحوذوا على ما كانت تحمله الشاحنة على الارجح لبيعه في السوق السوداء. وتشكلت طوابير طويلة للمطالبة بخيم امام مقر حاكم ارجيس. واحتج شاب بالقول: “انهم يعاملوننا كالحيوانات” بينما تعالت صيحات الاحتجاج عندما توقفت عملية التوزيع. وفي قرية جويجلي المدمرة تماما على بعد ثلاثين كلم من فان تجمع السكان بصعوبة في بعض الخيم واشتكوا من انهم منسيون. وقال زكي يتكين وهو من مسني القرية ان الهلال الاحمر قدم لنا 25 خيمة فقط. وكان مصدر دبلوماسي تركي قد اكد في وقت سابق ان الحكومة التركية ستقبل مساعدة 30 بلدا بما فيها اسرائيل رغم التوتر القائم بين البلدين، لمواجهة عواقب الزلزال. وقررت انقرة قبول عروض المساعدات لا سيما التي تخص المنازل الجاهزة والحاويات لايواء المنكوبين. واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان طائرة فرنسية تحمل مساعدة انسانية (خيم عائلية كبيرة) ستقلع خلال ساعات من باريس متوجهة الى تركيا.