اتهم الكاتب المحافظ جيفري كونر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتقوية المتشددين الإسلاميين في العالم العربي، وقال إنه يقود موجة انحدار أمريكا والصعود السريع للجهاديين المسلمين، على حد تعبيره. وأوضح الكاتب في مقال بصحيفة "واشنطن تايمز" أن الربيع العربي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحول إلى شتاء إسلامي خلافا لمزاعم إدارة أوباما، فالتحرك الشعبي في العالم العربي لم يؤد إلى ميلاد الحرية من جديد وما يعنيه ذلك من ازدهار الديمقراطيات الليبرالية في البلدان العربية، بل إلى نجاح الأصوليين الإسلاميين في استغلال غضب الشارع من الفساد وأنظمة التسلط كحصان طروادة لنشر التطرف. وزعم الكاتب أن حزبا إسلاميا في تونس (حركة النهضة) يملك روابط أيديولوجية مع الإخوان المسلمين في مصر يقترب من الفوز بالانتخابات، وهدفه هو القضاء على التقاليد العلمانية الموروثة عن فرنسا، وتأسيس نظام ديني إسلامي، تعتمد أسسه على منع الخمور وإرغام النساء على ارتداء الحجاب وتطبيق الشريعة، أما النساء غير المسلمات فسيعاملن على أنهن مواطنات من الدرجة الثانية. وواصل الكاتب زعمه بأن مصر ستشهد بدورها انتخابات مماثلة في الشهر القادم، ويتوقع فوز الإخوان المسلمين بأكبر عدد من المقاعد، وهدف هذه الجماعة هو إعادة الخلافة وجعل القاهرة مركزا لسلطة رجال الدين الأصوليين، والسياسة الخارجية للإخوان مبنية على كره إسرائيل وأمريكا، خاصة أن سيناء أصبحت وكرا للإرهابيين ومنطلقا لمهاجمة إسرائيل، على حد تعبيره. وفيما يتعلق بليبيا قال الكاتب إن أوباما دعم الثوار الذين حاربوا القذافي الذي كان طاغية ولا يستحق أن تُذرف عليه دمعة واحدة، لكن السؤال هو: ماذا بعد القذافي؟ لأن سياسة أوباما والناتو اعتمدت على تسليح وتدريب الإسلاميين الليبيين الذين كان معظمهم في العراق وأفغانستان يقتلون الجنود الأمريكيين، بل إن بينهم عناصر من تنظيم القاعدة، كما أن هؤلاء المسلحين أغاروا على مخازن سلاح القذافي واستولوا على نحو 20 ألف صاروخ أرض-جو، بعضها في الطريق لحركة حماس، وربما سيستخدم بعضها في إسقاط طائرات تجارية أمريكية. وانتقد الكاتب الحكومة الانتقالية الليبية، وزعم أن إدارة أوباما تصر على تكرار أنها معتدلة ومؤيدة للديمقراطية، لكنها أعلنت أنها ستحكم ليبيا وفق الشريعة الإسلامية، وأباحت تعدد الزوجات ومنعت الفوائد البنكية، وهذا يعني أن هلال المسلمين في الطريق. وعرج الكاتب على العراق فقال إنه أكبر فشل لأوباما، فهو أمر بسحب الجنود كما وعد في حملته الانتخابية ولن يترك سوى 150 جنديا لحماية السفارة الأمريكية، وهذه خيانة ل4400 جندي أمريكي سقطوا، بالإضافة إلى الآلاف الذين تشوهوا أو أصيبوا بالشلل، كما أن الانسحاب سيترك فراغا تترصده إيران وتسعى لملئه، كما أن العراق قد يغرق في صراع طوائفه العرقية والدينية، وملالي إيران بصدد تصدير ثورتهم الشيعية ولو مع خطر تدمير سنة العراق وأكراده، وهذا رغم أن دماء الأمريكيين سالت من أجل عراق مقرب من الغرب وليس عراقا بيد إيران الشيعية. وقال الكاتب إن جنرالات أمريكيين حذروا من أن الانسحاب المستعجل سيقلب كل المكاسب التي تحققت بعد 2007، لهذا طلبوا إبقاء 10 آلاف جندي على الأقل. وختم الكاتب بقوله إن ملالي إيران هم الذين فازوا، فبعد حصولها على القنبلة النووية ستبتز طهران جيرانها وتسيطر على المنطقة وتضع يدها على أكبر مصادر النفط العالمية. وقال الكاتب إن حكام أمريكا اليوم يشبهون أباطرة روما عشية سقوطها، فهم لم يروا الخطر الذي كان يمثله البرابرة، لهذا فإن عمل أوباما اليوم هو إدارة انهيار أمريكا، أما ترحيبه بالربيع العربي فليس سوى تمويه يخفي الحقيقة المرة، وهي أن الإسلاميين قادمون ويهددون الحرية في كل مكان يمرون به.