تنتشر مصارف الصرف الصحى والزراعى فى محافظة الغربية بصورة كبيرة، مما جعل الموت يحاصر عشرات القرى فى المحافظة. تمر تلك المصارف من وسط القرى، بل إن أغلب المدارس والمستشفيات، تقام على ضفاف تلك المصارف المليئة بالأمراض والروائح الكريهة. يعتبر مصرف «إبيار» مركز كفر الزيات، وينتهى بقرية «قرانشوا» مركز بسيون الغربية، أكبر تلك المصارف تلوثا وتجميعا للقمامة والمخلفات الصلبة والكيماوية التى تلقيها المصانع ليل نهار فى ظل غيبة مسئولى الرى حتى باتت تلك المصارف قنبلة موقوتة. المصرف يبلغ طوله عدة كيلو مترات ويمر من 9 قرى، مما ساعد على انتشار الأوبئة، بل إن هناك قرى يحدث فيها تسرب من المصرف على محطات المياه مما يجعل المياه غير صالحة للشرب، وهو ما يفسر إصابة كثير من الأهالى بمرض الفشل الكلوى. أكد المواطنون أن تلك المصارف كارثة صحية خطيرة تهدد حياة أبنائهم نتيجة انتشار الحشرات والبعوض والفئران التى تقتحم منازلهم. يشكو مصطفى إبراهيم أحد سكان قرية «إبيار» من عدم قيام المسئولين فى المحافظة بردم المصرف أو تغطيته، أو حتى تطهيره، رغم شكوانا المتكررة للمسئولين فى الدولة ووزارة البيئة ولم يستجب أحد لشكوانا. ويعبر يحيى إبراهيم، أحد الأهالى من بسيون، عن غضبه من تحول الشوارع إلى بركة كبيرة من المياه وتآكل الطبقة الخارجية لجدران المنازل، مما يهدد بسقوطها، فضلا عن انتشار الروائح الكريهة والحشرات المؤذية جراء إلقاء المواطنين القمامة والحيوانات النافقة فى تلك المصارف. وقال يحيى: إن مياه تلك المصارف يتم رى الأراضى بها، والمحاصيل تكون مليئة بالأمراض، ويموت الزرع فى الأرض فى الوقت الذى لا تتحرك فيه وزارة البيئة أو الرى، وتصم آذانها عن شكوى المواطنين، رغم تسرب مياه الصرف إلى جدران المنازل وتهدد بانهيارها على رأس قاطنيها. من جانبه، قال العميد علاء عوض، رئيس مدينة كفر الزيات: إن مديرية الرى بالمحافظة تضع تطهير تلك المصارف على أولوياتها، وهناك خطة لتطهيرها، لكن ذلك سيستغرق بعض الوقت.