سؤال بريء، والله العظيم، هل ستجري الانتخابات البرلمانية.. في الوقت المحدد لها؟! أم هناك ما يمكن أن يعطلها، أو علي الأقل يؤجلها؟ وسبب هذا السؤال ليس هو ما تعرضت له هذه الانتخابات منذ قامت الثورة في يناير الماضي.. ومنذ أعلن المجلس الأعلي للقوات المسلحة ترحيل هذه الانتخابات مرة وأخري. ولكن السبب هو توالي الاعتصامات واستمرار «جمعات» ميدان التحرير وآخرها تلك المظاهرات الدامية التي وقعت مساء هذا الأحد الأسود أمام مبني الإذاعة والتليفزيون في ماسبيرو. وأعتقد أن هناك أسبابًا أخري، تضاف للسبب السابق، يمكن أن تؤجل هذه الانتخابات. ** مثلاً أمامنا آخر اعتصام - حتي الآن - وهو اعتصام أمناء الشرطة أمام مبني وزارة الداخلية في لاظوغلي.. وامتداد هذا الاعتصام حتي بعض مديريات الأمن في المحافظات.. نقول ذلك لأن عدد أمناء الشرطة يصل الآن إلي 250 ألف أمين شرطة.. وهم الفئة الوسطي بين فئة الضباط وفئة الجنود وصف الضباط.. وهو عدد ضخم لم أكن أتصوره بهذا الحجم. وهم بذلك أصبحوا مؤثرين في العمل الشرطي.. وبالتالي لهم دورهم في تنظيم الانتخابات.. وفي حفظ الأمن واستقرار النظام.. وفي رأيي أن هذا العدد أكبر مما تحتاجه البلاد في فترات السلم والاستقرار. وإذا كان عدد أمناء الشرطة وصل إلي هذا العدد.. فكم يصل عدد جنود الشرطة علي مستوي الجمهورية.. وهل صحيح أن هذا العدد تجاوز المليون شرطي بكثير.. أقول ذلك لأن هذا يعني أن نخصم هذا العدد من قوة العمل الرئيسية بين العشرين عاما والثلاثين.. وهذا يعني أن الوطن يخسر بالفعل كل قوة العمل هذه، حتي ولو كانت هناك نسبة لا تجد أي فرصة عمل في البلاد. وإذا كان هذا العدد في جهاز الشرطة، مطلوبًا في عصر الدولة البوليسية، أي الخوف من الشعب.. فإن هذا العدد وكان موجودًا قبل 25 يناير سرعان ما انهار وتفرق وترك الساحة في كل مدن مصر.. تركها للثوار. ** علي كل ليس هذا وقت مناقشة حجم قوات الشرطة ولا العدد الملائم ولا نعرف هل تفكر الوزارة في زيادة العدد لأن كل هذه القوة غير قادرة علي إعادة الأمن والأمان للناس، في البيوت وفي الشوارع. والسؤال هل هناك مسببات يمكن أن تؤدي إلي تأجيل الانتخابات نقول نعم.. إذ يكفي حدث بسيط مثل الذي حدث في ماسبيرو ولكي تشتعل الشوارع وينطلق الرصاص ويسقط الضحايا. أو أن «يندس» أحد المخربين «المندسين» وسط أي تجمع ليشعل الفتنة من جديد. ثم هل تكفي المدة - من الآن وإلي يوم الانتخابات - لكي تستقر الأوضاع الأمنية.. وتنزل الشرطة بكامل قواتها وعدتها حتي يعود الأمن.. ومن ثم يصبح الجو مهيئًا لإجراء الانتخابات في المدن الكبري حيث التواجد الأمني مكثف أو في القري والنجوع البعيدة حيث يكثر السلاح وتتضاءل قوة الشرطة أمام قوة المرشحين أو العائلات الكبيرة. ** وقد يكون أمام الحكومة فرصة - من الآن وإلي يوم التصويت - لكي تحل المشاكل المستعصية التي يمكن أن تشعل الشوارع أيام الانتخابات.. فهل تملك الحكومة هذه القدرة لتخفيف هذا الاحتقان في النفوس فلا تشتعل الشوارع والكنائس.. والبيوت؟! وهل تلجأ الحكومة إلي «جمع» البلطجية المعروفين لها بالاسم والعنوان والتحفظ عليهم في مكان أمين إلي أن تنتهي فترة التصويت، نقول ذلك لأنهم توحشوا بدرجة كبيرة.. وسوف يزداد الطلب عليهم والأموال موجودة والحمد لله، عند كل الأطراف.. ولا نستبعد تزايد الطلب عليهم.. وتسليحهم.. والسلاح بكل أنواعه موجود وسوق ليبيا مفتوح.. ومن يريد تدمير مصر يتزايد عددهم من الشرق ومن الغرب.. ولا نستبعد تشكيل عصابات من البلطجية تعرض خدماتها علي كل الأطراف.. أو لمن يدفع أكثر. ** وهناك قوي أخري تتواجد في الساحة قد يكونون متطوعين أو مؤمنين بما يقومون به.. ومن هؤلاء جماعات الإسلام السياسي من إخوان وسلفيين وجهاد وغيرهم.. وكل هذه التنظيمات تري أن هذا الجو السياسي في مصر هو الذي يسمح لهم بالوصول إلي السلطة أو بالقفز فوقها. والحلم - كل الحلم - أن يحققوا هدفهم.. الآن وليس بعد الآن. ولأن الصراع علي السلطة - بعد هذه الانتخابات - سيبدأ علي ضوء نتائجها.. فإننا نتوقعها معركة شديدة الشراسة.. شديدة العنف وقد لا تصل نسبة التصويت إلي ما كنا نتمناها وهي فوق 70٪ كما حدث في تونس.. والسبب الخوف مما سيحدث خلال التصويت. ** وربنا يسلم