ذكرت صحيفة (التايمز) البريطانية اليوم الثلاثاء أن ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز بعث رسالة قبل أربع سنوات إلى العقيد معمر القذافي دعا فيها إلى تحسين العلاقات بين المملكة المتحدة وليبيا، كتودد وتقرب من القذافي، الأمر الذي يراه البعض بسبب عقود النفط للشركات البريطانية. وقالت الصحيفة: إن رسالة الأمير تشارلز تحمل تاريخ السابع من يونيو 2007 وعُثر عليها في قصر يستخدمه سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي السابق، وتمثل إحراجا جديدا بسبب الروابط التي أقامتها المؤسسة البريطانية مع نظام القذافي، وتأتي أيضاً بعد الكشف عن أن الأمير أندرو، شقيق ولي العهد البريطاني، استُخدم أيضاً كوسيط بين لندنوطرابلس. وأضافت الصحيفة أن الأمير تشارلز أشاد في الرسالة بالعقيد القذافي على "عمله مع المسيحيين وضحايا مرض الإيدز والمجلس الثقافي البريطاني". وكان ولي العهد قد أرسل الرسالة للزعيم الليبي السابق بعد أسبوع من قيام رئيس الوزراء البريطاني وقتها طوني بلير بزيارة ليبيا في الأسابيع الأخيرة له في السلطة، للحصول على عقود نفطية ودفاعية للشركات البريطانية بليبيا. ونسبت الصحيفة إلى الأمير تشارلز قوله في الرسالة: إنه "اطلع على زيارة بلير إلى طرابلس، والطريقة الإيجابية التي تتطور من خلالها العلاقات بين ليبيا والمملكة المتحدة". وأشارت إلى أن مصادر ملكية أكدت أن رسالة ولي العهد البريطاني للقذافي لا علاقة لها بعقود الدفاع، وكانت تهدف إلى مساعدة الجهود الدولية لإطلاق سراح ممرضات بلغاريات السجينات منذ عام 1998 بعد اتهامهن بالتسبب بإصابة أطفال ليبيين بفيروس نقص المناعة البشرية "إيدز". وقالت الصحيفة: إن متحدثاً باسم قصر كلارنس، المقر الرسمي لولي العهد البريطاني، أكد أن أي رسالة يكتبها الأمير تشارلز تتم بطلب من الحكومة لدعم توجهاتها، فيما أعلن متحدث باسم توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق "أن القذافي استُقبل في العديد من العواصم الأوروبية، بما فيها بروكسل وروما وباريس، ولم يكن هناك مبرر على الإطلاق وقتها لعدم استمرار بريطانيا في الانخراط معه، خاصة أن بلير كان مسئولاً عن إقناع القذافي بالتخلي عن برنامجه للأسلحة الكيميائية والنووية ونبذ الإرهاب".