يعيش اللاجئون السوريون فى تركيا ولبنان حالة من القلق، فى ظل مطاردة المخابرات السورية واجهزة الامن لهم والبحث عن كل الناشطين الذين فروا من البلاد خلال الاشهر الماضية الى الدول المجاورة . ففى مدينة أنطاكيا التركية التى تأوى معسكرات للاجئين السوريين، تتجسد مآسى السوريين، فرغم ما توفره الحكومة التركية من مساعدات للفارين، الا انهم لا يشعرون بالامان خوفا من ملاحقة اجهزة الامن السورية لهم وإعادتهم الى سوريا والتنكيل بهم . وتقول مجلة "التايم" إنهم يعيشون حالة من الرعب، وربما ان مأساة الشاب "رامى الضو" البالغ من العمر 21 عاما تعد تجسيدا لما يعانيه السوريون فى معسكرات اللاجئين على الحدود. "رامى" أخفى وجهه عندما اقتربت منه كاميرات التصوير وهو يرقد فى احد المستشفيات فى انطاكيا التركية مصابا وعندما سأل من اى شىء يخاف .. قال إنه يخشى ان تعرف به اجهزة الامن السورية وتتم إعادته الى سوريا فقد عانى السوريون الذين فروا من الاحداث التى تشهدها البلاد كثيرا، حيث قضوا أياما وليالي فى الشوارع والحقول بلا مأوى او مأكل وناموا فى المساجد والطرقات بينما كانت اجهزة الامن السورية تطاردهم عبر الحدود، ولذلك فهم حريصون على ألا تعرف هوياتهم أو تنشر اسماؤهم . ولم يكن الوضع فى لبنان افضل حالا بالنسبة للاجئين السوريين من تركيا، فقد رصدت منظمات حقوق الانسان القبض على العديد من الناشطين السوريين المتواجدين فى لبنان بمعرفة المرتزقة وعناصر المخابرات السورية، وكأن لبنان عادت مرة اخرى الى النفوذ السورى بعد انسحاب القوات السورية عام 2005 . ونفت السفارة السورية فى لبنان ما ردده بعض الناشطين السوريين عن قيامها بخطف ناشطين واعادتهم الى سوريا، الا ان هناك تقارير تؤكد انه تم خطف العديد من الشخصيات المعارضة البارزة واعادتهم الى دمشق ومن بين هذه الشخصيات العقيد حسين حمروش احد الضباط المنشقين عن الجيش السورى والذى ترددت انباء عن اختفائه حسبما افادت زوجته الموجودة فى تركيا ولم يستدل على مكانه حتى الآن وما اذا كان فى لبنان او تركيا، حيث تؤكد زوجته انه تم خطفه واعادته الى سوريا . ويؤكد الناشطون السوريون الذين تمكنوا من الفرار الى الخارج ان رجال الرئيس السورى بشار الاسد قادرون على الوصول اليهم فى أى مكان فى العالم.