«جهاد» ربة المنزل التى لقيت مصرعها هى وأطفالها على يدى زوجها السفاح، مأساتها عن مدى العذاب الذى عاشته فى حياتها وتحملها من أجل طفليها، هذه هى بداية الرسالة الأخيرة التى كتبتها المجنى عليها فى مذكراتها قبل وفاتها بأيام لتتركها وترحل إلى عالم آخر تطلب فيه تعويضها عن عذابها فى الدنيا. قالت جهاد فى بداية مذكراتها: منذ ان فتحت عينى وأنا اسمع والدتى تدعو لى بالزواج وفى كل مرة كنت أحلم معها بالفستان الابيض والزوج الرومانسى والحب والعشق الذى نسمع عنه ونشاهده فى الأفلام، حلمت بزوج يشعرنى باننى أجمل امرأة فى العالم وأسعد بنت، رفضت طوال دراستى الارتباط أو إقامة أى علاقات مع أحد لاننى كنت أحلم برجل مختلف، وتقدم لى العديد لخطبتى ولكننى كنت أرفض لاننى لم أشعر بالارتياح، إلى ان شاء القدر وتقدم لخطبتى شاب منذ اول لحظة شعرت بأن قلبى «ينقبض منه»، رفضته فى بداية الأمر ولكن والدى «الله يسامحه» صمم وتمت خطبتى وخلال شهور تزوجنا، صارحت زوجى بخوفى منه وطلبت منه أكثر من مرة ان يحتوينى ويشعرنى بأنى حبيبته ولكن للأسف دون جدوى. كأننى كنت أتحدث مع نفسى، زوجى لم يعترف بالرومانسية وكل حياته هى فقط الزواج لكى يكمل نصف دينه ويشبع رغباته، حتى فى هذه اللحظات لم أجد منه الرومانسية والحنان والحب وكان يتعامل معى وكأنه يستأجر فتاة ليل يقضى معها وقت الليل ثم يهجرها، لن تصدقوا اننى وأنا عروس قام زوجى بالاعتداء على بالضرب لاننى طلبت منه السفر لأى مكان لقضاء شهر العسل، اتهمنى بأننى زوجة «مفترية» لا تقدر مسئولية الزوج وأحواله المادية، فى بداية الأمر أخفيت عن اسرتى العذاب الذى أعيشه، حاولت أكثر من مرة الانفصال منه ولكنه رفض، تركت المنزل ورجعت لمنزل اسرتى ولكننى فوجئت به يحضر ويبكى وكأنه ملاك وليس شيطاناً ليخدع الجميع ويطلب الصفح، ولأن والدى رفض ان تكون نجلته مطلقة قرر اعادتى إلى بيت زوجى، واستمر الحال دون تغيير وأنجبت «آسر» 5 سنوات و«نير»، وهبت حياتى لهما. أعطيانى الأمل من جديد شعرت بأن حياتى لها معنى، واعتقدت ان زوجى سوف يتغير بعد ان أصبح أباً ومشاعر الأبوة سوف تحرك بداخله مشاعر الحب والحنان، لكن للأسف كان اعتقاداً خاطئاً لان زوجى لم توجد لديه أى مشاعر، تحولت حياتنا إلى جحيم كان دائم الشجار مع طفلينا ومعى إلى ان فاض بى الكيل ونفد صبرى منه لمحاولته الكثيرة التعدى على الولدين بالضرب، وكاد يتسبب فى عاهة لطفلى، انكسر الصمت الذى كنت أعيش فيه وبدأت أجادله فى تصرفاته، ولكنه كان يعتدى على بالضرب ولم يكتف بذلك كان يشبع رغباته بتقييدى بالحبال أمام طفلىَّ ويتركنى غارقة فى دمائى ليبكى الولدان بجوارى، قررت الانفصال نهائياً عنه وهددته برفع دعوى خلع ضده والتنازل عن كل مستحقاتى للخلاص منه، ولكنه قام بتقييدى بالحبال وهددنى بالقتل مؤكدا انه لن يتركنى اخرج من المنزل إلا وأنا ميتة، شعرت بالفعل ان هذا سوف يكون نهايتى، ولكنى كنت أخشى على طفلىّ وهما أهم شىء لدى، وفى يوم الحادث عاد إلى المنزل ليجد جهاداً تجلس بجوار طفلها الصغير الذى كان يعانى ارتفاعاً فى الحرارة، وطلبت منه ان اذهب بطفلى للطبيب ولكنه رفض، وقال لها العبى غيرها مش هتخرجى وقام بإغلاق باب الشقة بالمفتاح، ظلت تصرخ وتستغيث بالجيران إلا انه قام بالتعدى عليها بالضرب وأثناء محاولة طفليها إنقاذها من الضرب قام بإلقاء الطفل الصغير المريض على الأرض ما أدى إلى اصابته بكسر فى ذراعه وقام بالتعدى على الآخر بالضرب وأثناء محاولتها انقاذ طفليها قامت بإحضار عصا خشبية للتعدى عليه بالضرب إلا انه قام بوضع الايشارب على رقبتها وخنقها ولم يتركها إلا وهى جثة، المتهم قام بخنق طفليه وظل يصرخ وهو يخنقهما مردداً عبارات «أنا بكرهكم أنا بكرهكم» حتى فارقا الحياة، وقام الجيران بكسر باب الشقة ليشاهدوا جثث المجنى عليهم على الأرض غارقين فى دمائهم وبجوارهم المتهم يهذى بكلمات غير مفهومة. وأثناء قيام الأم بجمع متعلقات ابنتها القتيلة عثرت على بعض الأوراق التى دونت فيها عذاباتها مع زوجها القاتل وكاد الندم يقتلها لانها لم تسمع لشكوى ابنتها وتركتها فريسة لهذا الوحش وماتت جهاد وطفلاها كمداً على يد رجل كانت تعتبره الأم أمينا عليهم.. ولكن ماذا يفيد الندم..!