اعلن اليوم قادة عسكريون في مدينة مصراتة التي نقل اليها جثمان العقيد معمر القذافي إنهم لن يسمحوا بتشريح الجثمان رغم الملابسات التي احاطت بمقتله. وقال المتحدث باسم المجلس العسكري بمصراتة «لن يكون هناك تشريح اليوم او اي يوم، فلن يشرح احد جثته.» وأضاف ان عبدالحكيم بلحاج، القائد العسكري لمنطقة طرابلس، سيصل الى مصراتة في وقت لاحق لتفقد جثة القذافي، الا ان رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل لا ينوي المجيء. وقال المتحدث «لم يأت عبدالجليل امس ولن يأتي اليوم، وفي الوقت الحالي لا توجد اي خطط بمجيئه.» وتوجه مسئولون ايضا، من بينهم رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي محمود جبريل، لمعاينة الجثث. وقال وزير النفط علي الترهوني ان جثة القذافي لن تدفن في الحال، وأضاف «طلبت إبقاءها في الثلاجة لبضعة ايام حتى يتأكد الجميع انه مات».وليس من الواضح فيما إذا كان القذافي سيدفن في مصراتة أو في سرت او في مكان آخر. ووضعت جثة القذافي في مجمدة للحوم في سوق الخضراوات في مصراتة منذ وصولها الى البلدة عقب مقتله في ظروف غامضة في بلدة سرت مسقط رأسه. وبدأ مئات الليبيين بالاصطفاف بطوابير أمام مخزن من أجل إلقاء نظرة عليه. وقال مراسل بي بي سي في المدينة جابرييل جيتهاوس ان البعض، وخاصة النساء منهم اشرأبوا بأعناقهم لرؤية جثة معتصم القذافي الذي قتل مع والده نهاية الاسبوع الماضى. وعرض عبد السلام عليوة وهو احد القادة المحليين في مصراتة الجثمان موضوعا على حشية داخل متجر مكيف الهواء في سوق يوم الجمعة. وكان هناك ثقب في رأسه نتيجة الاصابة برصاصة. وقال عليوة ان القذافي سيحصل على حقه كأي مسلم وان جثته ستغسل وتعامل وفقا لحرمة الميت. وتوقع دفن القذافي خلال 24 ساعة. ودخل عشرات الاشخاص وقد حمل كثيرون منهم تليفونات محمولة مزودة بكاميرات ليروا انه مات .وكان مسئولون في المجلس الوطني الانتقالي قد قالوا انهم سيدفنون القذافي في مكان سري، وكانت هناك تكهنات باحتمال دفنه في البحر كما فعل الأمريكيون مع جثة اسامة بن لادن وذلك لضمان عدم تحول قبره إلى مزار. وطالبت قبيلة معمر القذافي باعطائها فرصة لدفن جثمانه المسجى في ثلاجة للحوم بعد موته بطريقة وحشية. و طلبت القبيلة في بيان لها تلقت «الوفد» نسخة منه بتسلم جثامين القذافي ونجله المعتصم واخرين لقوا مصرعهم على يد مقاتلين اجتاحوا سرت مسقط رأسه. وقال البيان: «نطالب الاممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامى ومنظمة العفو الدولية بإرغام المجلس الانتقالى على تسليم جثامين الشهداء الى قبيلتنا فى سرت والسماح لهم بإجراء مراسم دفنهم وفق التقاليد والاصول الاسلامية.» وطالبت صفية أرملة القذافي التي لجأت إلى الجزائر، الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بتسليمها جثماني زوجها وابنها المعتصم اللذين قتلا برصاص مقاتلي المجلس الانتقالي الليبي لدفنهما. كما طلبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات مقتل القذافي. وتحدثت منظمة العفو الدولية عن جريمة حرب محتملة وتساءلت روسيا عن قانونية غارة الأطنطي. وطالبت الولاياتالمتحدة السلطات بإجراء تحقيق شفاف في الموضوع، كما دعت الأممالمتحدة إلى إجراء تحقيق وافٍ بعد عرض شريط يصور القذافي حيًّا عقب القبض عليه ثم يصوره ميتا. وقد تأجل دفن جثة القذافي لحين إجراء التحقيق. وكان مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالى الليبى قد اعلن للصحفيين في بنغازي إن تحقيقا سيجرى في الظروف التي أدت الى مقتل القذافي دون الاشارة الى احتمال تشريح جثته. وتتعرض السلطات الليبية لضغوط من أجل إجراء تحقيق في ملابسات مقتل القذافي. واعتقل القذافي مصابا على قيد الحياة في انبوب للصرف الصحي تحت احد الطرق. وشاهد العالم بعد ذلك فيلما وهو يعامل بخشونة من قبل معتقليه وهو يتوسل اليهم احترام حقوقه. وقال مسئولو المجلس الوطني الانتقالي ان القذافي توفي فيما بعد متأثرا بجروحه في سيارة الاسعاف، واكد سائق السيارة لرويترز ان الزعيم الليبى القتيل كان ميتا بالفعل عندما نقل الجثمان. وقال السائق في شهادة تعطي ثقلا اكبر للافتراض الواسع النطاق بأن القذافي قتل على يد معتقليه انه لم يحاول افاقته لانه كان ميتا بالفعل.