تفاعل أئمة وخطباء مساجد القاهرة بخطب الجمعة اليوم مع مصرع القذافى الذى كان مثار حديث طويل بالأمس, وقد اختلفت آراؤهم حول قانونية القتلة التى بدا عليها القذافى أمس، فقد وصف الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية فى حرب 1973 سقوط العقيد الليبي معمر القذافى بأنه "سقوط فرعون العصر الحديث"، معتبراً سقوط القذافى قد أوصل رسالة إلى أخويه الرئيس السورى بشار الأسد واليمنى على عبد الله صالح بأن مصيرهما أوشك على نفس النهاية المأساوية. وعلق سلامة فى كلمته الأسبوعية التى ألقاها عقب صلاة الجمعة بمسجد النور بالعباسية على سقوط العقيد معمر القذافى قائلاً: "ليبيا تشهد اليوم أسعد لحظات تاريخها بعد ان دفع فيها عشرات الآلاف من الثوار البواسل ثمنا لعهد جديد، كما تمنى أن يتوحد الشعب الليبى من أجل بناء ليبيا جديدة بعيدة عن أية تدخل أجنبى أو حاكم سليط". و انتقد سلامة عقلية القذافى و من على شاكلته من الحكام الظالمين متسائلا ما المكاسب التى حققها إلا نهاية مأساوية مهينة و مقتل جميع أبنائه فى مقابل هلاك الآلاف من أبناء الشعب الليبي الحر. وقال الشيخ أحمد عبد الرحيم خطيب مسجد أسد بن الفرات بالدقى "القذافى قام خلال شهوره الأخيرة فى الحكم بقتل الليبيين وأكل أموال الناس بالحرام وكانت النتيجة أن تحول إلى فأر يهرب من الناس حتى استطاعوا أن يصطادوه ويقتلوه، وهذه نهاية كل زعيم ظالم". وهنأ العلامة يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشعب الليبي على خلاصه من الطاغية معمر القذافي، مؤكدا أنه تنبأ بنهايته منذ اكثر من ثمانية شهور وأنه كان على ثقة منذ بدء الثورة الليبية من انتهاء القذافي. وأكد خلال الخطبة التي ألقاها اليوم الجمعة فى العاصمة القطرية الدوحة أن القذافي كفر بنعمة الله عليه، ولم يحافظ على ما أتاه الله ويحفظ شعبه بل قتل وشرد وعوق الآلاف منه، مشيراً إلى أن كل الطغاة في اليمن وسوريا سوف ينتهون، قائلا :"ثقوا وأيقنوا أن هؤلاء ذاهبون وأنا أؤكد لكم بكل ما عندي من الوثائق والأسانيد ما يقول إن هؤلاء زائلون". ولفت القرضاوى إلى أن هؤلاء الطغاة لم يؤخذوا ظلما أو اعتبارا، بل بشرورهم وآثامهم، وأنهم بلا استثناء جمعوا بين الطغيان والفساد، وكانوا يتعاملون مع شعبهم بمنطق الألوهيه كأنهم آلهة على الأرض لا يسألون عن أي شىء. بينما اختلف الشيخ مظهر شاهين خطيب الثورة خلال خطبته بمسجد عمر مكرم مع الجميع حيث رأى أن طريقة مقتل العقيد معمر القذافي والتشهير بجثمانه أمام أعين العالم أجمع اعتداءً علي شرف الثورة الليبية. ورفض شاهين خلال خطبة الجمعة بمسجد عمرمكرم أن يكون الانتقام من رئيس ظالم وفاسد بهذا الشكل الذى وصفه بغير القانوني، مؤكدا علي انه كان يريد ان يكون الانتقام والقصاص من القذافى بتطبيق القانون وتوفير محاكمة عادلة وليس بيد الثوار. وأضاف شاهين أنه على الرئيسين السابقين بن على ومبارك ان يحمدا ربهما علي أنهما لم يلاقيا مصير القذافي، وأن أمرهما آل فى النهاية إلى القضاء، مبديًا تعجبه من الحكام الذين مازالوا يتمسكون بالحكم بعدما رأوا مصير القذافي.