بينما تستعد تونس لإجراء أول انتخابات برلمانية فى الثالث والعشرين من الشهر الجارى، بعد الإطاحة بنظام الرئيس زين العابدين بن على، يدور الجدل عما إذا كانت تونس ستتجه نحو العلمانية أو الدولة الدينية. ونشرت صحيفة الجارديان مقالا ل "راشد الغنوشى" الزعيم التاريخى لحزب النهضة التونسى الإسلامى، قال فيه إنه ليس المهم أن يفوز حزب النهضة فى الانتخابات، بل الأهم هو الانتصار للديمقراطية وطى صفحة الماضى، وهذا الانتصار والنجاح لن يكون مهما بالنسبة لتونس فحسب بل لضفتى المتوسط والمنطقة كلها، لأن الفشل سيكون كارثة للجميع. وواصل الغنوشى حديثه بأن الانتخابات التونسية ستكون نقطة انطلاقة جديدة للمنطقة بأكملها. وحسب استطلاعات الرأى فإن حزب النهضة سيحصل على نصيب الأسد فى الانتخابات المقبلة، حيث يحظى الحزب بتعاطف وتأييد كبيرين فى أوساط التونسيين ربما لما تعرض له من اضطهاد وإقصاء ومعاناة طوال العقود الثلاثة الماضية، والتى شهدت حكما ديكتاتوريا فى تونس. إلا أن هذا التعاطف بالإضافة إلى سجل حزب النهضة فى النضال من أجل الحرية والديمقراطية ليس كافيا. ويرى الغنوشى أنه فى هذه المرحلة الصعبة من تاريخ تونس فإن التحديات الكبرى تتطلب برامج محددة وواضحة وفعالة، وهو ماجعل حزب النهضة يعكف طوال الأشهر الماضية على صياغة برامج سياسية واقتصادية واجتماعية واقعية وطموحة أعدت بمعرفة 180 خبيرا. ويمكن لأى قارئ لهذه الأجندة أن يعرف ببساطة ما هى رؤية حزب النهضة لمستقبل تونس. ويقول الغنوشى إن التوفيق بين الديمقراطية والإسلام السياسى هو النظام الافضل لتونس كونه ضد التمييز والسلطة المطلقة. كما أنه يوفر الأدوات والآليات التى تتضمن الحريات العامة والخاصة ، لعل اهمها الانتقال السلمى للسلطة عبر آلية الانتخاب واحترام إرادة الشعب وضمان حقوق المرأة وفصل السلطات واستقلال القضاء وحرية الإعلام والصحافة وضمان حقوق الأقليات، وكل هذا الأمور والقضايا لا تتعارض على الإطلاق مع الإسلام، بل إنها تعكس المبائ الإسلامية الخاصة بالتشاور والعدل والمساءلة وهو ما يدركه حزب النهضة تماما. ورغم انتهاء الحكم الديكتاتورى فى تونس إلا أن البعض لا يزال لديه معلومات مغلوطة عن حزب النهضة. ونحن نقول إن حزب النهضة يؤمن بالدولة المدنية التى تقوم على المساواة بين المواطنين بغض النظر عن العقيدة أو الجنس او اللون وهذا ما تحتاجه تونس بعد عقود من القهر السياسى والاجتماعى . ويضيف الغنوشى أن الله سبحانه وتعالى يقول فى كتابه العظيم القرآن "لا إكراه فى الدين" وبالتالى لا يمكن فرض نمط حياة أو أفكار على الناس فحرية الاختيار مكفولة للمواطنين. ومن هنا فإن حزب النهضة يضمن حقوق المرأة وكثيرا ما احتلت المرأة موقع القيادة فى الحزب. ولذلك نحن نأمل فى أن تؤدى الانتخابات إلى تشكيل حكومة ذات مصداقية قادرة على مواجهة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية . وتساءلت صحيفة الجارديان "إذا كانت تلك هى رؤية حزب النهضة لمستقبل تونس لكن هل سيسمح العلمانيون بوجود دولة ذات توجه إسلامى؟! ويرد الغنوشى بأنه يأمل أن تكون تونس نموذجا ملهما للعلمانية الإسلامية من أجل المصلحة العليا للبلاد . وهنا يشدد حزب النهضة على طمأنة الجيران الافارقة والاوروبيون ودول العالم بأن تونس ستتعاون مع جيرانها وسيت وتعزيز الروابط ودعم العلاقات مع الجميع .