نعرف أنها المرة الأولي في تاريخ حياتنا السياسية التي تخوض فيها الأحزاب الانتخابات البرلمانية منفردة,فلايوجد حزب سلطة حاكم يمنع ويمنح,كما أن قبضة الأمن لن تكون موجودة في الانتخابات القادمة,بعبارة أخري فإن كل حزب سوف يحصل علي مايستحقه من أصوات الناخبين كما سيظهر للجميع بلا استثناء الوزن السياسي الحقيقي لكل القوي والتيارات السياسية في الشارع. المقدمة السابقة تقودنا للحديث عن فكرة ومفهوم التحالفات الحزبية التي ظهرت خلال الأسابيع القليلة الماضية بهدف التنسيق بين بعض الأحزاب لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة,تلك التحالفات تستدعي التوقف أمامها حيث قد أثارت عندي بعض الملاحظات يمكن أن نذكرها علي النحو التالي: 1-هذه التحالفات تخضع للتقلب والتغيير بسبب طبيعة الفترة الانتقالية التي تمر بها مصر حاليا ومن ثم فلايمكن التنبؤ باستمرار تحالف قائم حتي الانتخابات كما أن التحالفات التي شهدت انقساما..ربما ستعود ثانية حسب المتغيرات السياسية علي أرض الواقع. 2-قامت هذه التحالفات في بدايتها علي أساس استقطاب ديني مقابل استقطاب علماني فوجدنا التحالف الديمقراطي الذي ضم الأحزاب ذات المرجعية الدينية ونعني بها أحزاب الإسلام السياسي مثل الإخوان والنور وغيرها في مقابل ذلك جري اقامة تحالف الكتلة المصرية والذي ضم حزب المصريين الأحرار والتحالف الاشتراكي علي سبيل المثال,وكان سبب الاسراع في تشكيل التحالف الأخير هو ماجري في الجمعة الشهيرة المعروفة اعلاميا بجمعة قندهار,عندما سيطر السلفيون علي ميدان التحرير. 3-الملاحظة الثالثة أن تلك التحالفات جمعت بين قوي سياسية بينها اختلافات أيديولوجية كبيرة لاتسمح بإقامة مثل تلك التحالفات فوجدنا حزب الوفد الليبرالي العريق يتحالف مع حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين كما رأينا حزب رجال الأعمال (المصريين الأخرار) يتحالف مع احزاب ذات مرجعية اشتراكية كالتحالف الشعبي,مما يعني أن تلك التحالفات تحمل اثناء تأسيسها بذور انهيارها فكان طبيعيا ماجري من انقسامات وصراعات خلال الايام القليلة الماضية. 4-لأن الشيطان يكمن في التفاصيل لذا عندما جد الجد ودخلت الاحزاب الي منطقة الصيد والقنص انتهاء بتقسيم الغنائم ونعني بها مرحلة توزيع المقاعد وجدنا كل حزب –حتي لو كان صغيرا- يصرخ بأنه الأقوي في الشارع وأن حصته في الفردي لابد أن تكون كبيرة وأن يكون مرشحيه علي رأس القوائم..فانفرط العقد الهش بين تلك الأحزاب المسمي بالتحالف وكان طبيعيا أن ينفرط..(أرجو أن تطالع التصريحات الصادرة علي لسان القوي السياسية ضد خصومها والذين كانوا متحالفين بالأمس القريب). 5-المفارقة الأبرز هو تراجع جماعة الإخوان المسلمين عما سبق وقد أعلنته من أنها لن تنافس سوي علي 40% من المقاعد فوجدنا تلك النسب وقد ارتفعت الي 70% وربما ينتهي المهرجان ونجد مرشحي الإخوان في كل الدوائر. وفي هذا السياق وجدنا الوفد الليبرالي الذي تخلي عن ليبراليته في هذا التحالف يسعي لضم بعض عناصر النظام السابق علي قوائمة والمعروفة اعلاميا باسم الفلول ليصبح شعار كل القوي (اللي تكسب به العب به ) ولاعزاء للشعارات. ظني أن المشهد الانتخابي ورغم كل تلك الملاحظات لم يصل للذروة بعد فلانعرف الي أين سينتهي صراع القوائم وكذلك كيف سيتم تسيير العملية الانتخابية ومدي توافر الأمن والأمان لانجازها,نتوقع ألا تقع عمليات تزوير بأيدي حكومية لكن العصبيات العائلية والقبلية سيكون لها حديث آخر..وربما تكون نتيجة الانتخابات مفاجاة للجميع وهنا لا اميل الي الاقتناع بكل التحليلات التي رأت ان البرلمان القادم سيكون نصفه للتيارات الدينية من اخوان وسلفيين ومايقرب من الربع سيكون للوفد والاحزاب الجديدة وماتبقي للقلول او اعضاء الحزب الوطني المنحل وتقديري الشخصي ان الشارع المصري وناخبيه سيكون لهم رأيا آخر قد يقلب الموازين..حيث اشم رائحة تغيير في تلك النسب بل ربما عاد نواب كثر محسوبين علي الحزب الوطني المنحل خاصة في القري والريف والصعيد بحكم ان المواطن في تلك الاماكن يعرفهم عن قرب ويحققون له خدماته حتي لو حقق بعضهم مكاسب مادية فاسدة..وربما كانت عودة بعض القيادات الجامعية عن طريق الانتخاب ثانية الي مقاعدهم وهم المحسوبين علي الحزب الوطني مايدعم وجهة نظرنا..فهل سنقول بعد اعلان نتيجة الانتخابات القادمة:مرحبا بالفلول..الإجابة عند الناخب ولاتصدق نجوم وزوار برامج التوك شو.