لفتت أحداث ماسبيرو الاخيرة إنتباهنا الى ظاهرة خطيرة لم نكن ندرك اهميتها وخطورتها من قبل ألا وهى فوضى إنتشار القنوات الفضائية التى إعتبرنا ظهورها من قبيل الحرية والديمقراطية التى إكتسبنها بعد ثورة يناير لكن ظهورها بهذا الكم جعلنا نتسال أين كانت كل هذه الاموال قبل ثورة يناير ؟ وما الهدف الذى تسعى اليه هذه الوسائل الاعلامية فى هذا الوقت الحرج من تاريخ مصر؟ وهل لهذه القنوات أجندات معينه تسعى لتنفيذها ام لا ؟؟ وقد اكدت هذه الاحداث أن معظم هذه القنوات لها سياسات وأجندات معينه تسعى لتنفيذها وتستخدم اساليب الاثارة والتأجيج والتحريض وتزيف الحقائق وتضخيم الاحداث وانعكاساته السلبية لاحداث التصدع في المجتمع المصرى مما يضر بوحدته وتماسكه والتشجيع على أعمال الفوضي والعنف والتخريب بممارستها الاعلامية التي تخدم الصهاينة والنفوس المخربه من اعداء الاستقرار والامان فى الوطن. رغم إنه من المفروض على هذة القنوات أن تلعب فى هذا الوقت الحرج الدور الوطنى الحقيقى والعمل على توصيل الرساله الاعلامية النبيلة التى تهدف الى نشر الحقائق وزرع مشاعر الاخاء والمحبة والوحدة في صفوف المجتمع وتعزيز إقتدار الامة علي مجابهة التحديات والمؤامرات التي يدبرها لها اعداؤها علي اكثر من صعيد والتي تهدد النسيج الاجتماعي لمصر. لكن ماحدث كان العكس فقد بالغت هذه القنوات الفضائية فى الاتجاه بالحدث والتغطية الاعلامية تجاه اغراض معينه او أجندات معينه تسعى لتنفيذها فمن اللحظات الاولى بدآت هذة القنوات بتضخيم الحدث وصورته على انه مذبحة سواء كان ذلك فى صالح الحكومة او مع المسيحيين وبدات كل قناة تستعرض الارقام والصور بشكل مبالغ فعدد الضحايا الذى تعلنه هذه القناة تجده مضاعف فى قنوات اخرى. وبدات كل قناة وفقا للأجندة السياسية والأعلامية التى تسير عليها فى صياغة الحدث فبعض القنوات صورته على إنه مذبحة للمسيحيين الذين قتلوعلى يد قناصة وعربات الجيش التى دهستهم دون رحمة والبعض الاخر هاجم المسيحيين واتهاموهم بالبلطجة وقتل جنودنا الابرار الذين حموا الثورة ورفضوا ابادتها . ولم تتناول هذه القنوات - عن قصد - أن هناك أيادى حقيقية تسعى لزعزع الأمن والإستقرار فى مصر وضرب طرفى الامة ببعضهما البعض حتى يتسنى لها تخريب البلد وتدمير الثورة التى قامت لهدم نظام فاسد .. اللهم إلا بعض الصحف التى أشارت بعد أن تأججت النفوس وأصبح الغضب يسيطر على مشاعرنا مسلمين ومسيحيين أن هناك مجموعة من البلطجية ( سواء كانوا مسلمين او مسيحيين ) إندسوا وسط الطرفين لإحداث الفوضى والقتل بين الطرفين واحدثوا الكارثة التى شاهدناها خلال الايام الماضية . لذا أتمنى أن يدرك الناس أهداف هذه القنوات ليستطيعوا أن يحددوا أغراضها الخبيثه ولا ينجرفوا وراء كل ما يذاع وأن يفرقوا جيدا بين الحقائق و المغالطات الاعلامية التى لاتهدف إلا لتدميرنا.. فنحن نعشق مصر ولن نسمح بتدميرها بل سنتصدى لكل هذه الالعيب الشيطانية ونقاطع هذه القنوات ونسعى لتدميرها ليدرك اصحابها الحقيقيون أن الشعب المصرى أحرص الشعوب على مصلحه بلاده وإنه لن يفرط فى حقوفه مهما حدث.