اعتقلت الشرطة البلجيكية 6 أشخاص، فى إطار التحقيقات الموسعة فى هجمات بروكسل، التى حصدت أرواح 31 شخصا الثلاثاء الماضي. وجرت الاعتقالات فى ضاحية «سكاربيك» بالعاصمة بروكسل، بينما لم تعلن بعد أية معلومات عن هويات المعتقلين أو صلاتهم المحتملة بالهجمات. وفى فرنسا، اعتقل شخص بالقرب من باريس بتهمة التخطيط لشن هجوم إرهابي. وقال وزير الداخلية الفرنسى برنار كازنوف فى كلمة نقلها التلفزيون إن هذا الاعتقال ساعد فى إحباط مخطط فى فرنسا كان فى مرحلة متقدمة. وقال الوزير الفرنسى «الشخص الذى يخضع للتحقيق وهو مواطن فرنسى يشتبه فى ضلوعه على مستوى عال فى هذا المخطط. كان ضمن شبكة إرهابية خططت لضرب فرنسا.» وفى أعقاب الاعتقال الذى نفذه جهاز مكافحة الإرهاب الفرنسى شن الجهاز مداهمة ليل أمس الأول على مبنى سكنى فى ضاحية أرجنتوى بشمال باريس. وذكرت قناة إي.تيلى التلفزيونية الفرنسية أنه عُثر على متفجرات فى منزل المعتقل. وقال كازنوف الذى زار العاصمة البلجيكية بروكسل «لا يوجد فى هذه المرحلة أى دليل ملموس يربط هذا المخطط بالهجمات التى وقعت فى باريسوبروكسل». وقدم وزير الداخلية البلجيكى جان جامبون ووزير العدل كوين جينز استقالتيهما لرئيس الوزراء شارل ميشيل الذى طلب منهما البقاء قائلا «فى وقت الحرب لا يمكنك مغادرة أرض المعركة.» وعرض وزيرا الداخلية والعدل فى بلجيكا الاستقالة من منصبيهما بسبب الفشل فى تعقب أحد متشددى تنظيم «داعش» كانت تركيا قد طردته العام الماضى ففجر نفسه فى مطار بروكسل يوم الثلاثاء. وقال وزير الداخلية البلجيكى جامبون «يمكن أن تتساءل لماذا أفرج عن شخص مبكرا جدا وأننا أضعنا فرصة احتجازه عندما كان فى تركيا. أتفهم التساؤلات.. فى ظل هذه الظروف من الصواب أن تتحمل المسئولية السياسية. لقد قدمت استقالتى لرئيس الوزراء». وطالب وزير العدل بمراجعة النظم لكنه أشار إلى تعرض دول أخرى للهجمات منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 فى الولاياتالمتحدة التى سقط فيها «3000 قتيل». وإبراهيم البكراوى الذى رحلته أنقرة العام الماضى كان من بين ثلاثة مفجرين انتحاريين مشتبه بهم فى هجومى المطار وقطار الأنفاق. ورصدت كاميرات المراقبة فى المطار رجلا ثالثا على الأقل لا يزال هاربا. كما صورت كاميرات المراقبة مفجرا خامسا مشتبها به فى هجوم قطار الأنفاق ربما يكون حيا أو ميتا. أما خالد البكرواى شقيق إبراهيم فقد قتل نحو 20 شخصا فى محطة قطارات أنفاق ميلبيك فى وسط المدينة. وكان قد سبق إدانة إبراهيم وخالد بالسطو المسلح. وقالت صحيفة دى مورجين إن خالد خالف الإفراج المشروط عنه فى مايو أيار وإنه ظل يتصل بمعارف سابقين مجرمين لكن قاضيا بلجيكيا أفرج عنه. وانتقد الرئيس التركى رجب طيب إردوغان بلجيكا لإخفاقها فى تعقب إبراهيم البكراوى الذى رحلته أنقرة العام الماضى عقب اعتقاله قرب الحدود السورية. وأُخطرت السلطات البلجيكية والهولندية بشكوك تركيا فى أنه مقاتل أجنبى يحاول الوصول إلى سوريا. ورفضت الحكومة البلجيكية انتقادات الرئيس التركى وقالت إن إبراهيم البكراوى (29 عاما) لم يُرحل إلى بلجيكا ولكن إلى هولندا المجاورة. وردت السلطات البلجيكية فى ذلك الوقت بأن ابراهيم البكراوى مجرم وليس متشددا. وكان قد خرج من سجن بلجيكى عام 2014 بعد أن قضى أربع سنوات من حكم صدر عليه بالسجن عشر سنوات لإدانته بالسطو المسلح. وفى يونية تغيب مرتين عن الحضور لدى الجهة المسئولة عن مراقبته وصدر له أمر بالعودة إلى السجن فى أغسطس لكن الشرطة لم تتمكن من العثور عليه. ويعتقد المحققون أن شبكة الإرهابيين التى نفذت هجمات بروكسل هى التى نفذت أيضا هجمات باريس. وقالت تقارير إعلامية إن المحققين يعتقدون أن عبد السلام المشتبه به الرئيسى فى هجمات باريس واعتقلته الشرطة البلجيكية كان يخطط لشن هجمات فى بروكسل على غرار الهجمات التى شهدتها العاصمة الفرنسية فى نوفمبر الماضى.