آثار الدور الذي لعبه المتمردون الحوثيون في اليمن في تسهيل ترحيل يهود البلاد، سخرية واسعة من قبل اليمنيين. وأعرب يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن دهشتهم من قيام الجماعة التي ترفع شعار اللعنة على اليهود بتوصيلهم إلى المطار بالاتّفاق مع إسرائيل، في وقت تعتقل فيه آلاف الناشطين والصحفيين والمواطنين المناوئين لها. وكشفت مصادر صحفية عن أن أموالاً طائلة دُفعت كرشوة لجماعة الحوثيين مقابل تسهيل خروج 19 يمنياً يهودياً إلى إسرائيل عبر مطار صنعاء. وذكرت المصادر أن اليهود هاجروا عبر رحلة جوية من مطار صنعاء إلى مطار الملكة علياء في العاصمة الأردنية عمان، ومن هناك جرى نقلهم، في رحلة أخرى إلى داخل إسرائيل. وأشارت إلى أن رحلتهم بدأت من محافظة عمران وصنعاء والأردن حتى وصلوا إلى تل أبيب، بعد ترتيبات بوساطة أطراف دولية. وأوضحت المصادر ذاتها أن عدة عائلات يهودية تبقّت في اليمن، ما زالت ترفض الهجرة إلى إسرائيل. ولفتت المصادر إلى أن العملية السرية التي تمت قبل أيام ليست الأولى، مشيرة إلى أنه في عام 2013 تم نقل 20 مهاجراً، وعام 2009 تم نقل 10 مهاجرين من اليمن عبر بلد ثالث. وذكرت أن مسئولة الوكالة اليهودية التي قادت عملية تهريب اليهود اليمنيين إلى إسرائيل، أرئيلا دي فورتو، قالت إن الخطة استهدفت ترحيل جميع اليهود الباقين في اليمن والعراق وسورياولبنان، وخلال الأشهر الأربعة الأخيرة نجحت في ترحيل 49 يهودياً من أصول عربية. لكن نحو 100 يهودي آخرين رفضوا التجاوب مع الحملة وفضلوا البقاء في دولهم العربية. وقالت إن عدد اليمنيين اليهود كان قبل سنة نحو 100 وهناك 12 يهودياً في بغداد و18 يهودياً في سوريا ونحو 10 في لبنان. لكن في الوقت نفسه، قالت صحيفة الأخبار اللبنانية، التابعة لحزب الله، إن العملية جاءت في ظل الحصار الجوي السعودي لليمن، ما يثير تساؤلات عن علاقة المملكة بالعملية، مشيرة إلى أن يهود اليمن وقفوا ضد ما وصفته بالعدوان السعودي، منوهة لدور سعودي أمريكي في ترحيلهم. وقالت الصحيفة إن السعودية تمارس رقابة على الرحلات الجوية، ولديها قوائم بأسماء المسافرين، وأن خروجهم كان بتنسيق سعودي إسرائيلي، بعدما أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنهم مروا بأربع دول قبل وصولهم إلى إسرائيل، دون أن تسمي أيا منها. من جهة أخرى، أعربت الناشطة اليمنية توكل كرمان، التي تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، عن حزنها لرحيل يهود اليمن. وقالت في تعليق لها على موقع فيسبوك: «آخر اليهود الحميريين يطردون من اليمن وهم كارهون، اليمن تفقد تنوعها وتعايشها، هذا جزء من التجريف الهائل الذي تعرضت وتتعرض له الهوية اليمنية على يد المليشيات العنصرية الفاشية»، في إشارة للحوثيين.