بعد اتهام طهران بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، عادت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت لتندد مجدداً بما سمّته المخطط الأميركي لإضعاف إيران وإيجاد مبرر أمام الساحة الدولية لعزلها ومهاجمتها، كما وجهت الصحف أصابع الاتهام لكل من إسرائيل ووكالة الاستخبارات الأميركية، بتلفيق تفاصيل القضية بما يخدم مصالحهما في المنطقة. أهداف أميركية وقد تطرقت صحيفة طهران أمروز للموضوع في افتتاحيتها تحت عنوان: "ماذا يجلب هذا السيناريو للبيت الأبيض؟" فرأت سعياً أميركياً للحيلولة دون لعب طهران دورا مركزيا في المنطقة، وربما تحقيق هدف آخر، وهو تشتيت جهود طهران، مما يبعدها قليلاً عن دعم محور المقاومة في كل من فلسطين ولبنان، وهذا يأتي عن طريق ضغط سياسي واقتصادي أو حتى بتوجيه ضربة عسكرية لإيران. وكتب حسام الدين كاوه أن هذا الأمر صعب التحقيق لعدة أسباب، أهمها عدم وجود إجماع دولي على ضرورة عزل إيران ومعاقبتها، فضلاً عن الميزانية العالية التي ستكلف البيت الأبيض إذا قررت أميركا اللجوء لأي خيار عسكري، إضافة إلى الرفض الشعبي المتوقع في الداخل الأميركي لشن أي حرب بعد التجربة الأفغانية والعراقية كونها كلفتهم الكثير. وأضافت طهران أمروز أن الحرب الإعلامية التي تشن حالياً ضد طهران تسعى لجعلها العدو الأول لدول المنطقة، ولكنها رأت أنها سياسة فاشلة ولن تحقق الأهداف الأميركية، بل ستجر واشنطن إلى مأزق آخر. أما صحيفة "كيهان" فكتبت على صفحتها الأولى أن السيناريو الأميركي غير قابل للتصديق على الإطلاق، وعرضت وجهات نظر بعض المحللين والباحثين السياسيين الغربيين الذين استهجنوا كذلك تفاصيل الخطة الإيرانية المفترضة لمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن. كما قالت كيهان: إن ما تدعيه الولاياتالمتحدة الأميركية لا يحقق لإيران أي فائدة، وإنما يثبت النية الأميركية لزيادة فتور العلاقات السعودية الإيرانية وربما إيصالها إلى القطيعة في مرحلة التغييرات التي تمر بها المنطقة، بينما تسعى واشنطن للعب دور يتوافق ومصالحها ومصالح إسرائيل بعد الربيع العربي. تحذير صحيفة "مردم سالاري" أما في صحيفة مردم سالاري الإصلاحية فقد رأى "نصرت الله طاجيك" في مقالته أن ما يجري ما هو إلا لعبة إعلامية نفسية وليست إلا مقدمة لسلسلة استهدافات ضد إيران، وحذر من خطورة ما سيحمله المستقبل، وشدد على ضرورة التخطيط لأسلوب مواجهة أقوى مما يكفل عدم تحقق الأهداف الأميركية، كما أشار إلى أنه رغم وجود اختلاف بين الرياضوطهران، فإن هذا لا يمنع مطالبة الرياض بالحذر من الوقوع في الفخ الأميركي. وفي مكان آخر نشرت مردم سالاري حواراً مع مستشار رئيس حزب مؤتلفة الإسلامي للشؤون الدولية حميد رضا ترقي الذي رأى ضرورة التصرف بجدية إزاء المحاولة الأميركية لإيجاد بلبلة بين إيران والدول العربية في المنطقة. واعتبر ترقي أن الأمر يتم بزيادة التحركات الدبلوماسية وتكثيف جهود كل السلطات في البلاد وليس الخارجية الإيرانية وحسب، إذ إن الأمر لن يكون كافياً لمواجهة مخطط أميركي بهذه القوة. العقوبات وموسم الحج وإثر الاتهام الأميركي لطهران فرضت الخزانة الأميركية عقوبات على شركة ماهان للطيران الإيرانية، وهي شركة تجارية اتُهمت بتقديم الدعم لقوات الحرس الثوري المتهمة كذلك بالتآمر لاغتيال السفير السعودي، وقد نصت العقوبات على تجميد أرصدة الشركة وحظر التعامل معها تجارياً في الولاياتالمتحدة الأميركية. وتطرقت صحيفة عصر إيرانيان في صفحتها الاقتصادية لهذه العقوبات، فاعتبرت أنها سياسة من نوع آخر ولكنها ليست جديدة على البلاد، وهدفها الضغط على إيران شعبياً ورسمياً. وأشارت الصحيفة إلى ضرورة التعامل مع أمر كهذا بالتخطيط وإدارة واستثمار رؤوس الأموال في الداخل بشكل جيد، كي لا تعكس آثار العقوبات سلبياً على الداخل الإيراني. ونقلت الصحيفة على لسان داود تشابك رئيس العلاقات العامة والمتحدث باسم شركة ماهان بعض التوضيحات بخصوص العقوبات الأخيرة، فقال: إنها لا تشمل إلا الولاياتالمتحدة الأميركية، وسيبقى برنامج رحلات ماهان على حاله إلى كل من آسيا وأوروبا. وبناء على هذا لا تتوقع الصحيفة تأثر الرحلات المتوجهة إلى السعودية خلال موسم الحج، فأشار تشابك إلى أنه لم يصل إلى شركته حتى الآن قرار إلغاء تلك الرحلات، وعلى أساسه ستوقف العقوبات علاقات الشركة مع الولاياتالمتحدة الأميركية فقط.