تصريحات مثيرة أطلقها ضاحى خلفان، نائب رئيس شرطة دبي أمس، اقترح خلالها عدم قيام دولة فلسطينية، وإنما الاكتفاء بدولة إسرائيلية تضم الفلسطينيين واليهود، على أن تنضم للجامعة، وبعد 70 عامًا سيكون العرب 75% من سكانها. آثارت تلك التصريحات غضب السياسيون، الذين اعتبروا أنها اقتراحات هزلية ولا يمكن أخذها في عين الاعتبار، وأنه يستهدف زعزعة الثقة في القضية الفلسطينية. قال أسامة شعث، محلل سياسي فلسطينى، إن حل الدولة الواحدة أصبح غير ممكن باعتبار أن الطرف الإسرائيلى هو الذي رفض التجاوب معه، موضحًا أن حل الدولة الديمقراطية ثنائية القومية كانت القيادة الفلسطينية قد طرحته 1969 كحلا مقبولا على المجتمع الدولى في ذلك الوقت. وتابع شعث، في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن الاحتلال الإسرائيى ومن خلفه الدول الكبرى المساندة له رفضت هذا الحل، فتوجهوا كفلسطنين إلى حل الدولتين منذ عام 1988، ولكن اسرائيل تهربت منه أيضا، وبدأت بتكريس فكرة الامر الواقع ببناء المزيد من الوحدات الاستيطانية والتى يعترف العالم اجمع بانها اراضى محتلة. وأوضح شعث، أن إسرائيل كدولة احتلال لا تريد اى حل، وإنما تريد طرد الفلسطنين من ارضهم انطلاقًا من سلوكها الإجرامى بحق الارض والفلسطينين، مؤكدًا أنه من غير المقبول انضمام اسرائيل كعضو في جامعة الدول العربية باعتبارها للعرب وليس لاجناس اخرى. وأكد شعث أن طرح ضاحى خلفان غريب، ليس فى وقته ولا منطقيا، ولا يعبر عن موقف الدول العربية والمجتمع الدولى، الذين أجمعوا على ان الحل الوحيد في المنطقة هو قيام دولة فلسطينة وإلى جواره آخرى اسرائيلة وليس العكس. وصف أحمد دراج، محلل سياسي، تصريحات ضاحى خلفان بأنها نوع من التهريج، مؤكدًا أنه غير منطقى أو واقعى بأى حال من الأحوال، حيث أن هذا الطرح يشبه ما قاله من قبل معمر القذاقى، الرئيس الليبي الراحل، الذ طالب فيه بتكوين دولة "اسراطين" تضم الجانب الفلسطينى والإسرائيلى. وأكد دراج أن عدم قيام دولة فلسطينية، وإنما الاكتفاء بدولة إسرائيلية تضم الفلسطينيين واليهود، كلام لا علاقة له بالواقع، ويتجاهل نقاط رئيسية في القضية الفلسطينة، حيث يحولها بهذا الشكل إلى قضية الفلسطنين وحدهم وليست قضية العرب جميعًا. وتابع دراج أن هذا الطرح يتجاهل أيضًا إن اسرائيل تريد دولة عرقية مكونة من الجنس اليهودى فقط، كما يتجاهل الاختلاف في الثقافات بين اليهود والفلسطينين، والأهم من ذلك تجاهله لحق الفلسطيين في الأرض. وأوضح أن طرح ضاحى خلفان، يثير البلبلة، وأن هدفه زعزعة الثقة في القضية الفلسطينية والعمل على إجهاضها بالكامل، وتسخير الوضع لصالح الدولة الصهونية، مستنكرًا فكرة ضم اسرائيل للجامعة العربية ودمج الدولة العبرية فيها. وكان "خلفان" كتب في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "يجب ألا نتعامل مع اليهود على أنهم أعداء.. يجب أن نتعامل مع اليهود على أننا أبناء عم نختلف معهم على وراثة أرض.. والفيصل في الحكم، لمن يقدم دليلًا". وتابع في تغريدة أخرى: "بهذا نعيش مع اليهود في سلام دائم.. لأن قيادة دولة فلسطينية بإدارة عرب بتكون زيادة دولة فاشلة في العالم العربي على الدول الفاشلة عربيا وما أكثرها.. حتى يعيش العرب في الدولة الشراكة يهوديا وعربيا بإدارة يهودية ناجحه. وقال ايضًا: "أيها العرب لن توقفوا إسرائيل عند حدها ولن تعترف بكم إلا إذا أصريتم على أن تكونوا جزءا من إسرائيل.. على أية حال أمريكا تحاول تتقرب من إسرائيل، دول العالم كلها، التقارب يحل المشاكل". ويشار إلى أن ضاحي خلفان، له تصريحات مثيرة سابقة، وتحديدًا تجاه القضية الفلسطينية، حيث كتب بعض التغريدات على الموقع ذاته "تويتر"، قال فيها أن اسم فلسطين مكون من "فلس" و"طين" وأن اسم إسرائيل أفضل "فقال فلس وطين ما تعجبنا التسمية.. إسرائيل أحسن".