يأتى الاحتفال يوم الاحد القادم 16 اكتوبر الحالى، بيوم الغذاء العالمى تحت شعار "اسعار الاغذية من التأزم الى الاستقرار" بهدف القاء الضوء على هذا الاتجاه وابراز الخطوات الضرورية للحد من تداعيات ذلك .فقد زاد مؤشر البنك الدولى لاسعار الغذاء 33 \% فى يوليو 2011 عن مستواه قبل عام وبقى قريبا من مستويات الذروة التى سجلها عام 2008 مع زيادات كبيرة فى اسعار الذرة والسكر. ومما يزيد من خطورة الوضع ما اوضحه روبرت زوليك رئيس البنك الدولى حيث قال : ان اسعار الغذاء المرتفعة بشكل متواصل وانخفاض المخزونات الغذائية يشيران الى اننا ما زلنا فى منطقة الخطر وان اكثر الناس فقرا هم الاقل قدرة على التغلب على المشكلة فقد اذكت اسعار الغذاء والطاقة المرتفعة ضغوط التضخم حول العالم لكن المشكلة اكثر حده فى الدول النامية . ويشير المتخصصون الى ان ارتفاع اسعار المواد الغذائية العالمية الى مستويات خطيره اصبحت تهدد عشرات الملايين من الفقراء فى مختلف انحاء العالم فالزيادة الاخيرة فى الاسعار دفعت بالفعل الملايين الى براثن الفقر وهى تشكل ضغوطا هائله على الشرائح الاكثر معاناه التى تنفق اكثر من نصف دخلها على الغذاء .ووفقا لاحدث اصدار من تقرير مراقبة اسعار الغذاء ارتفع مؤشر اسعار المواد الغذائية 15 \% خلال الفترة بين اكتوبر 2010 ويناير 2011 وهو ما يزيد بنسبة 29 \% على مستوياتها قبل عام مضى ويقل 3 \% فقط عن مستويات الذروة لعام 2008 . وكشف التقرير الجديد ان ثمة ارتباطا بين ارتفاع اعداد الفقراء المدقعين من جراء زيادة الاسعار الذين يعيشون على اقل من 25 دولار للفرد فى اليوم وزيادة معدلات سوء التغذية ..اذ يضطر الاشخاص الاكثر فقرا الى تقليل ما يتناولونه من اطعمة واستخدام بدائل غذائية ارخص سعرا واقل قيمة غذائية . ومع الاحتفال بيوم الغذاء العالمى يوم الاحد القادم تتزايد المخاوف ازاء ارتفاع اسعار الغذاء والتى عبرت عنها منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية حيث اشارت فى يونيو 2011 الى ان اسعار المواد الغذائية سترتفع فى العقد الحالى بأكثر من 30 % واى زيادات اضافية فى اسعار الاغذية عالميا ستكون لها آثار كارثية على فقراء العالم بل تقود لاضطرابات سياسية ومجاعات وهو ما اوضحه الامين العام للمنظمة انغيلا غويريا . وفى هذا الاطار اشارت المنظمة الى ان الفقراء فى الدول النامية سيستمرون فى مواجهة ضغوط بسبب ارتفاع اسعار الغذاء لعقد آخر . وقد حذرت منظمة الفاو فى احدث تقاريرها من ان نقص الغذاء يهدد ملايين البشر فى 37 بلدا فى انحاء العالم مما قد ينعكس على الامن والسلام فى تلك الدول نتيجة الارتفاع الملحوظ فى اسعار المواد الغذائية وارتفاع تكاليف واردات الغذاء للدول الاشد فقرا بنسبة تصل الى 56 \% الامر الذى ينعكس سلبا على الطبقات الفقيرة التى تقتات على اقل من دولار يوميا . ويرجع المتخصصون تعرض الامن الغذائى العالمى لمشكلات متفاقمة واهمها ارتفاع الاسعار الى ندرة المياه التى تؤثر فى المجالات المختلفة لقطاع الزراعة والتنمية الزراعية حيث اشارت دراسة امريكية فى مارس 2011 اعدتها الاكاديمية الوطنية للعلوم فى الولاياتالمتحدة الى ان قلة المياه تمثل خطرا على الحيوانات والنباتات فهناك نحو 993 مليون شخص فى المدن لم يجدوا سوى اقل من 100 لتر من المياه يوميا للعيش وذلك اذا تواصل الاتجاه الحالى للتحضر عام 2050 ويضيف المتخصصون .. أن التغييرات الطارئه على درجات الحرارة ومعدل هطول الامطار والظروف المناخية تؤدى الى زيادة اجهاد الموارد الزراعية والتى تؤثر على ارتفاع الاسعار خصوصا ان الاراضى الصالحة للزراعة محدودة فى المناطق القاحلة وشبه القاحلة. وازاء الوضع الحالى جاءت الجهود الدولية لاحتواء الموجه الاخيرة من الزيادات فى اسعار المواد الغذائية والتى تمثلت فى جهود البنك الدولى الذى اوضح فى تقرير له فى فبراير 2011 باتخاذ تدابير منها توسيع نطاق شبكات الامان وبرامج التغذية فى البلدان التى تشهد ارتفاعا سريعا فى اسعار الغذاء وايضا تفادى فرض اجراءات حظر على الصادرات الغذائية بل وايجاد ايضا معلومات افضل بشأن المخزونات الغذائية وزيادة الاستثمارات فى قطاع الزراعة وتطوير انواع جديدة من الوقود الحيوى اقل استهلاكا للمحاصيل الغذائية بالاضافة الى التكيف مع تغير المناخ . كما يسهم برنامج التصدى لازمة الغذاء العالمية التابع للبنك الدولى حاليا فى مساعدة نحو 40 مليون شخص من المحتاجين من خلال تقديم 51 مليار دولار من المساعدات وحتى يومنا هذا وهناك اكثر من 40 بلدا تتلقى مساعدات من خلال توفير البذور الجديدة والمحسنة ومشاريع الرى وغيرهما من انواع المساندة الزراعية والمساعدات الغذائية الموجهه للشرائح الاكثر تأثرا ومعاناه . وتعتزم مجموعة البنك الدولى فى الامد الاطول زيادة انفاقها على قطاع الزراعة ليصل الى ما يتراوح بين 6 و 8 مليارات دولار امريكى فى السنة . كما تعهدت ستة بلدان من مجموعة العشرين ومؤسسة بيل وميليندا غيتس بتقديم نحو 925 مليون دولار امريكى لهذا البرنامج على مدى السنوات الثلاث المقبله . كما تساند مجموعة البنك الدولى اتخاذ اجراءات اوسع نطاقا لتحسين التغذية فيما بين الشرائح المتأثرة بارتفاع الاسعار ومن خلال برنامج شبكات الامان التى وضعها البنك كبرنامج التحويلات النقدية المشروطة يتم يوميا تقديم نحو 32 مليون وجبه غذائية مدرسية لاطفال البلدان المنخفضة الدخل كما يعمل البنك مع برنامج الاغذية العالمى على المساعدة فى توفير الغذاء لما يبلغ 22 مليون طفل فى 70 بلدا بالاضافة الى ان البنك الدولى قدم على مدى السنوات العشر الاخيرة جرعات من فيتامين أ لنحو 98 مليون طفل واتاح معلومات عن تحسين ممارسات تغذية الاطفال.