قصص الكفاح تحتاج إلى مجلدات لنكتب فيها عظمة كل الأمهات ولكن الأم المثالية لمحافظة الغربية هذا العام لها قصة كفاح تقدر بميزان من الذهب. هى مدرِّسة تُوفي زوجها وترك لها 4 بنات فكانت لهن الحياة وتخرجت الأولى مدرِّسة أما البقايات فمن كلية الطب ليكن طبيبات بدرجة الامتياز الإنسانى والالتزام المسامح ونموذجًا للأخلاق فى منطقة الإمبابى بطنطا. الأم المثالية بمحافظة الغربية، " منتقبة " رفضت أن تلتقي أحدا من رجال الصحافة والإعلام في شقتها الخاصة نظرا لعدم وجود محارم من الرجال معها وبناتها الأربعة، وأكدت بأنه لم يكن لها رصيد في الحياة سوي تقوي الله سبحانه وتعالي وتقول أن تقوى الله هى رأس مالها لذلك حرصت أن تحفظ بناتها الأربعة القرآن الكريم كاملًا. "آسفة يا ابني كان نفسي استقبلكم في بيتي لكن مينفعش مفيش رجالة وكلنا سيدات في المنزل" بهذه الكلمات بدأت الأم المثالية بالغربية حديثها وهي تعتذر بسبب عدم ضيافتها لنا لذا كان اللقاء علي باب منزلها وأمام كل الجيران. وأضافت "انتصار محمد على علام" (55 عامًا، وكيلة مدرسة الجهاد التابعة لإدارة شرق طنطا التعليمية)، والحاصلة علي لقب الأم المثالية بالغربية، أن زوجها السعيد محمد عبد الحميد شعلان، توفي بتاريخ 23 / 5 / 1997 ، وأكبر بناتها في الصف الثالث الإعدادي، ولم يترك لها مالا ولكنه ترك الكثير من تقوى الله سبحانه وتعالى، وذكرت الآية الكريمة: "وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا". وأضافت الأم المثالية أن بناتها الأربعة حفظن القرآن الكريم، وربتهن على طاعة الله، وجميعهن ارتدين الحجاب والنقاب، وكن مجتهدات في التعليم ومن المتفوقات، وتخرجت غادة الكبرى وحصلت علي البكالوريوس وتعمل معلمة لغة عربية، والثانية غادة السعيد طبيبة جلدية بمستشفى المنشاوي العام، والثالثة نهلة السعيد طبيب امتياز بجامعة طنطا، والصغرى، ندى السعيد في الفرقة الثالثة كلية الطب بجامعة طنطا. وأضافت الأم المثالية في حوارها أن متاعب الحياة كثيرة وهمومها قوية لا أحد ينكرها والمساوئ كثيرة وكان هناك الكثير من العقبات، ولكنها قهرتها بالاستغفار وذكر الله ولم تتمالك أن تمنع دموعها وبكت قائلة الحمد لله فرحتي بعيالي قبل ما تكون بالتكريم، وكفاية رضا ربي عليا. وأنهت الأم المثالية حديثها قائلة زوجت ثلاث بنات والصغري عن قريب وبعدها سأختم رسالتى معهم بعمرة وحج لبيت الله الحرام لأشكره على سنده لي ودعمى طوال حياتي التي ربيت فيها اليتيمات، مشيرة إلى أن تكريم بناتها لها بتفوقهن هى أجمل تكريم من الله، ولن تتخلي عنهن حتي آخر الحياة.