بقلم: د. محمد فؤاد منذ 1 ساعة 26 دقيقة أضحك كثيرا حينما أسمع البعض يتسأل:"هل نجحت الثورة؟". و أضحك أكثر حينما يندفع البعض للأجابة بنعم أو لا.الحقيقة أن الموضوع أكثر تعقيدا من أن تختزل الرد فى نعم أو لا. الثورة هى تمرد على وضع حالى فاسد. الثورة من شأنها أرساء قواعد لأنشاء مجتمع جديد. أذا كيف لنا أن نتحدث عن نجاح أو فشل فى هذه المرحلة. المشكلة الحقيقة أننا نتخيل أن الثورة بإمكانها إحداث التغيير الشامل. الواقع سواء رضينا أم أبينا .أن التغيير الشامل لا يتم إلا من خلال عمل مؤسسى ممنهج. لذلك الثورة لا تكتمل إلا من خلال العمل السياسى. صحيح أننا حرصنا كل الحرص فى الأيام الأولى من الثورة أن لايتصدر فصيل المشهد. لكن الوضع الآن يحتاج إلى ان يتحول هذا المد الثورى إلى إنخراط فى العمل السياسى . طبعا ما بين إضرابات إلى أحداث السفارة إلى إنفلات أمنى مزمن،من الصعب علينا أن لا ننشغل بهذه الأمور.لكن من العقل و الحكمة أن ننظر إلى أين نمضى . المشهد السياسى الحالى منشغل بشكل كبير بالرئاسه و مرشحى الرئاسه. المشهد الشعبى منقسم ما بين من يصر على إستكمال المسيرة الثورية و ما بين من لم تعد تعنيه الأمور كثيرا فانصرف بحثا على لقمة العيش. الثائر دائما يزهد فى الحياة السياسية و المواطن العادى منهمك فى متابعة الأحداث و تعاطى كل ما يفرضة عليه الإعلام. التطور الطبيعى للثورة يلزمنا بأن نستخدم أدوات السياسة المتمثلة فى الإنتخابات البرلمانية للدفاع عنها . ما بين الثورة و الإنتخابات الرئاسية مشوار طويل على الكل ان يكون جزء منه. البعض يظن أنها إهانة للثورة أن تنتهى بها الأمور فى صناديق الإقتراع. ما أشبة ذلك بقصة حب متوهجة تنتهى بالزواج.هكذا سنة الحياة .و كما قال الأستاذ أبراهيم عيسى : "الثورة شىء و السياسة شئ آخر .الأولى تحلم و الثانية نتعامل مع الواقع ." لذلك علينا أن نتعامل مع الواقع و مع أدوات التغيير المتاحة لدينا. البرلمان المقبل هو أخطر برلمان فى تاريخ مصر.أن لم نتيقن هذا الأمر و نشارك فى صنع هذا الحدث فسأكون بكل أسف أول من يجيب بلا على من يسأل "هل نجحت الثورة ؟"