البرادعي رئيسا للوزراء ذكاء من "العسكري"! بقلم :خالد طلعت منذ 1 ساعة 30 دقيقة ثارت أنباء في الساعات الأخيرة عن نية المجلس العسكري اقالة عصام شرف رئيس الوزراء وتعيين الدكتور محمد البرادعي خلفا له وتكليفه بتشكيل حكومة جديدة ، وأتوقع أنه اذا حدث ذلك فإن المجلس العسكري سيكون غاية في الذكاء والحنكة والتخطيط. فتعيين البرادعي في هذا المنصب سيجعل المجلس العسكري يضرب عدة عصافير بحجر واحد ، وسيجعله يخرج فائزا ومنتصرا في هذه الخطوة، فدعونا نرى ما هي الفوائد التي سيخرج بها المجلس العسكري من تعيين البرادعي رئيسا للحكومة. أولا: ستهدأ ثورة الأحزاب والائتلافات وشباب الثورة وجميعهم من مريدي البرادعي، وبالتالي ستقل الاعتصامات والمظاهرات والمليونيات من جانب هؤلاء وهو ما سيصب في صالح المجلس العسكري، وسيضمن عدم خروج هؤلاء على الفضائيات للتحدث عن السلبيات وانتقاد الحكومة والمسئولين. ثانيا: في حالة اذا ما خرج هؤلاء لانتقاد السياسات او الحكومه او الوزراء فبالتالي سيكونوا يهاجموا البرادعي نفسه، وهو ما سيوقع هؤلاء بعضهم ببعض على طريقة (فرق تسد). ثالثا: ستهدأ ثورة الأقباط أيضا ومعظمهم من مؤيدي البرادعي لتفكيره الغربي وحديثه الدائم عن عدم التمييز بالدين، والمساواة بين المسلم والمسيحي في كافة الأمور. رابعا: قيام البرادعي بدور الرجل الثاني (خلف المجلس العسكري) سيهز من صورته أمام الناس والشعب، وسيجعله مع المجلس العسكري في قارب واحد، وسيمنع القول بأن المجلس العسكري فاشل أو فاسد أو ما إلى ذلك لأن ما سينطبق عليهم سينطبق على البرادعي. خامسا: لو استقرت الأمور في مصر في وجود البرادعي فسيكون (خير وبركه) وسيستفيد المجلس العسكري الحاكم الأساسي للبلد وربما تطول مدة بقائه في الحكم، وربما يرضى أو يقنع البرادعي بمنصب رئيس الوزراء. سادسا: اذا استمر حال مصر سيئا أو ازداد سوءا سواء على المستوى الأمني أو الاقتصادي أو السياحي أو ما إلى ذلك - وهو ما أتوقعه شخصيا - فبالتالي (البرادعي هيشيل الليله) ، وسينكشف تماما أمام جمهوره ومريديه وسيفقد شعبيته مثلما حدث مع عصام شرف الذي انتهت صلاحيته تماما، وبالتالي ستكون حظوظ البرادعي في الفوز بالانتخابات مستحيلة. سابعا: ستكون تلك الفترة تجربة للتعامل بين المجلس العسكري والبرادعي، وهل من الممكن أن يجعلوه في يدهم مثلما فعلوا مع عصام شرف، فاذا كان كذلك فلم لا يكون رئيس الجمهورية المقبل (على الورق) ويكون صورة أمام الناس بينما يتحكم المجلس العسكري في شئون البلاد. ثامنا: اذا فطن البرادعي للنقاط السبعه السابقة وقرر من البداية رفض تولي منصب رئيس الحكومة فسيكون شكله أيضا سيئا أمام جمهوره ومريديه لأنه هرب من المسئولية ولم يتحملها ولم يقبل أن يخدم مصر في منصب مهم وفي وقت حساس، وسيظهر بمظهر الخائف والهارب، أو بمظهر الشخص الطماع الذي يرغب فقط في كرسي الرئاسة. نقطة أخيرة: لست من مؤيدي البرادعي على الاطلاق، ولكني أتمنى أن يتولى منصب رئيس الوزراء وسأكون سعيدا جدا بذلك لأنه سيظهر على حقيقته وسينكشف أمام مريديه ، وسيقضي على نفسه بنفسه.