إن انتصار يوم السادس من أكتوبر لمعجزة عسكرية وتاريخية انتصرت فيها قواتنا المسلحة على العدو الصهيوني وقهرت الأسطورة المزيفة بعلميات وانتصارات تدرس حتى الآن في التاريخ العسكري العالمي بداية من حرب الاستنزاف واقتحام ميناء إيلات حتى يوم العبور وسد أنابيب النابالم وإنشاء كوبري عبور المدرعات على ضفتي القناة وإقتحام خط بارليف المنيع وعبور أكبر ممر مائي تشهده الحروب العسكرية وهي مهام تعد من المعجزات العسكرية التي حدثت في وقت قياسي و في حرب واحدة وفي هذا العام امتزجت روح ثورة 25 يناير مع روح أكتوبر لتعطي رسالة للجميع أن الجماعية والتعاون هما السبيل الأمثل لتحقيق النصر ومن منطلق روح الحرية وتطهير الفساد التي دعت إليها الثورة يجب علينا تكريم أبطال أكتوبر الحقيقيين الذين أهدر حقهم وأنشغل الإعلام والنظام عن دورهم في حرب أكتوبر إما جهلاً أو عمداً وهذا التجاهل كان بسبب خصومات شخصية بين هؤلاء الأبطال و بين النظام السابق وبسبب ثقافة البطل الواحد الذي حاول النظام السابق زرعها في المجتمع وهو ما كان يهلل له بالضربة الجوية فهؤلاء الشهداء والأبطال الذين امتزجت أرض سيناء بدمائهم لهم حق علينا لأنهم صنعوا لنا الكرامة والنصر فقد أهمل النظام السابق دور الفريق سعد الدين الشاذلي واللواء محمد الجمسي وقادة الجيش الثاني والثالث وقادة سلاح المدفعية والمدرعات والمهندسين وقادة الفرق والألوية وغيرهم من الأبطال والشهداء وتم اختزال النصر في شخص واحد لدرجة جعلت النظام السابق يغفل دور السادات نفسه كأحد أبطال الحرب وكأن انتصار أكتوبر يمنح للرئيس الحالي فقط فقد منع النظام السابق الاحتفال بإنتصارات أكتوبر من زاوية السادات فمنعت تسجيلات وخطب السادات من العرض في التليفزيون المصري أو الاحتفال الرسمي بذكرى السادات باعتباره بطلاً من أبطال أكتوبر الذي مات في يوم عرسه وهو اليوم الذي صنع فيه النصر فأصبح يوم انتصاره هو يوم اغتياله فيجب علينا تكريم الأبطال تكريماً مادياً ومعنوياً خاصة أن هناك منهم على قيد الحياة وأنا أقترح أن يتم عمل موسوعة تسمى "موسوعة أبطال أكتوبر" تضم كل البطولات والأعمال المشرفة لأبطال مصر بداية من حرب الاستنزاف حتى حرب أكتوبر من بطولات القيادات حتى العسكري المجند فهناك عشرات المعارك والبطولات التي لا نعرف عنها شيء كذلك هناك الكثير من الأبطال المجهولين لا يعرفهم أحد لتكون هذه الموسوعة نوعاً من التأريخ لحرب أكتوبر وحرب الاستنزاف وتعريفاً للأجيال القادمة بهؤلاء الأبطال ليكونوا قدوة لشبابنا بدلا من التافهين وأنصاف المبدعين الذين جعلهم الإعلام نجوماً ومن أهم هؤلاء الأبطال الفريق سعد الدين الشاذلي الذي أختلف مع السادات سياسياً حول معاهدة كامب ديفيد وعسكرياً مع أحمد إسماعيل والسادات حول الثغرة في حرب أكتوبر وقد عزله السادات من منصبه العسكري وعينه سفيراً لمصر في لندن وفي هذه الفترة حاول الشاذلي نشر مذكراته عن حرب أكتوبر أثناء وجوده بالجزائر ولذلك تم الحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات بتهمة إفشاء أسرار عسكرية وهذا ما دفعه للعزلة عن الحياة السياسية والعسكرية ثم توالت المواقف لتهميش دوره في حرب أكتوبر حتى وصل الأمر لتزييف صورة فوتوغرافية يجتمع فيها القيادات العسكرية لحرب أكتوبر تم حذف صورة الفريق الشاذلي ووضع صورة مبارك بدلاً منها وهي تعد جريمة تاريخية ارتكبها مبارك لتهميش دور البطل الحقيقي وبغض النظر عن الخلافات الشخصية بين السادات والشاذلي لدرجة جعلت الاثنين يتبادلان التهم ورغم محاولة الشاذلي تحميل السادات كل الأخطاء التي وقعت في حرب أكتوبر بشكل مبالغ فيه يظل الفريق سعد الدين الشاذلي أحد أهم أبطال أكتوبر الذي لم يتم إعطائه المكانة التي تليق به ولم يتم تكريمه في الاحتفالات الرسمية بإنتصارات أكتوبر وهي سقطة كبيرة من الرئيس السادات رغم أن السادات هو الذي اختاره لمنصب رئيس الأركان وفي النهاية أطلب بعين باكية من كل أبطال مصر في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر أن تسامحونا عن تقصيرنا معكم وتجاهلنا لجهودكم فأنتم الباقون ببطولاتكم ويموت الذي يتجاهلكم وهانحن أسقطنا من سرق وأهمل بطولاتكم
