الذرة من أهم المحاصيل الغذائية في العالم وتحتل المركز الثالث في ترتيب محاصيل الحبوب بعد الأرز والقمح من حيث المساحة المزروعة ومن حيث حجم الإنتاج العالمي، وفي مصر تعد الذرة الرفيعة والصفراء من محاصيل الحبوب الرئيسية لأهميتها للإنسان والحيوان، وصناعة النشا فهي المكون الرئيسي بنسبة 70٪ في صناعة الأعلاف النباتية وكان من المفترض وفقا لقرار وزير التموين الأسبق دخولها بنسبة تتراوح ما بين 10 الي 20٪ في صناعة الرغيف المدعم ولأن إنتاج مصر من الذرة الشامية لا يتعدي ال6 ملايين طن سنويا واحتياجاتها الفعلية تقدر ب12 مليون طن سنويا فهي تعاني أيضا من فجوة استهلاكية في الذرة.. فجوة جعلت الذرة الصفراء خاصة لا تفي بمتطلبات واحتياجات السوق المحلي لمصانع الأعلاف النباتية مما يحتاج الي تدخل سريع للتوسع في زراعتها والوصول للاكتفاء الذاتي بدلا من الاعتماد علي الاستيراد سنويا بما يتجاوز ال5٫5 مليون طن ومرشحة للتزايد لصالح أباطرة الاستيراد. وأهمية التوسع في زراعة الذرة للحد من استيراد القمح الموجه للرغيف البلدي المدعم، خاصة أنه منذ القدم كان الخبز ينتج من دقيق الذرة فقط أو من دقيق الذرة بعد خلطه مع القمح أو مع الحلبة أو مع كليهما، ففي صعيد مصر كان الرغيف «الشمسي» المنتج من دقيق الذرة فقط هو السائد ومازال العيش «البتاو»، الذي يدخل الحلبة في إعداده أيضا بجانب الذرة والقمح ينتج حتي اليوم ولذلك استبشرنا خيرا بقرار وزير التموين الأسبق الذي أصبح غير مفعل منذ سنوات. وتستهلك مصر 9 ملايين طن سنويا من إنتاج الرغيف المدعم معرضة للزيادات بسبب تراجع معدلات الدخول أمام الغلاء والزيادة السكانية فيكون إجمالي نسبة ال10٪ المطلوبة من كميات الذرة يتراوح بين 900 ألف طن نسبة الخلط مع القمح 1٫8 مليون طن سنويا عند الخلط بنسبة 20٪ فقط لقطاع المطاحن والمخابز وهو ما لم يتوافر توريده لهيئة السلع التموينية خلال السنوات العشر الماضية. الاكتفاء ممكن من جانبه يري الدكتور نادر نور الدين بكلية الزراعة جامعة القاهرة أنه من الممكن تحقيق الاكتفاء الذاتي لكل من الذرة الشامية والصفراء للأعلاف ومعها الذرة الرفيعة والوصول بزراعات الذرة بمختلف أنواعها الي 3٫5 مليون فدان بدلا من ترك الأراضي لزراعات اللب والفول السوداني بمساحات وصلت الي مليون فدان في 2010، كذلك هناك ضرورة الي إجبار مستوردي الذرة الصفراء التعاقد مع لجنة الحبوب التابعة لوزارة الزراعة لزراعة نصف ما نستورده منها علي الأقل وعدم السماح باستيراد كامل احتياجاتنا من الذرة كما يمكن النظر في زراعة بعض احتياجات مصر المستقبلية من الذرة في السودان ودول حوض النيل من خلال الشراكة الزراعية كذلك يمكن التوسع في الزراعة في زمام ترعة السلام أو الساحل الشمالي الغربي أو في توشكي وشرق العوينات ولكن يفضل زراعتها بالذرة الرفيعة لأن الذرة الشامية تتطلب رطوبة نسبية مرتفعة لا تتوافر في مناخ مصر ولذلك وكما يقول الدكتور أحمد مراد أستاذ المحاصيل، والرئيس الأسبق لمعهد تكنولوجيا الأغذية التابع لمركز البحوث الزراعية الاهتمام بزراعة الذرة الشامية ضرورة قصوي فهي تتدخل بنسبة 70٪ في صناعة الأعلاف الجافة ومن ثم تتوافر بأسعار مناسبة وكذلك في صناعة الخبز بنسبة 20٪ الي جانب دخولها في بعض الصناعات مثل استخراج سكر الجلوكوز والفركتوز والزيت خاصة أن الفجوة الاستهلاكية للزيوت في مصر بلغت ال96٪ ومن ثم الأراضي الجديدة المستصلحة والمستزرعة يجب أن تشكل جزءا مهما في خطة الدولة للتوسع الأفقي حيث يمكن زراعة مساحات كبيرة من تلك الأراضي بالذرة الشامة من خلال اتباع نظم ري وتسميد مناسبة مما يؤدي الي زيادة الإنتاج من الذرة الشامية وبالتالي من تقليل الكميات المستوردة من الخارج والتي تستخدم كأعلاف علي وجه الخصوص، ولذلك -والكلام للدكتور أحمد مراد- يبذل الباحثون ببرنامج الذرة الشامة جهدا للنهوض بهذا المحصول المهم تحت ظروف الأراضي الجديدة والعمل علي تحديد أنسب المعاملات الزراعية المختلفة مع افتقار الأرض لمادة العضوية والغذائية والرطوبة! طموح من جانبه، أوضح الدكتور عصام عبدالفتاح عامر، رئيس الحملة القومية للذرة الشامية استهداف الحملة خفض معدل الاستيراد من الذرة الصفراء من حوالي 5 ملايين الي 3 ملايين طن من خلال العمل علي زيادة الإنتاجية من 1٫1 مليون طن الي 2 مليون طن فضلا عن رفع متوسط إنتاجية الفدان الي أكثر من 24 إردبا للفدان مع متابعة وصول المياه لنهايات الترع ضمانا لإنتاج ذرة عالية الإنتاجية ورفع المساحة المزروعة لأكثر من 350 فدانا خاصة بعد نجاح مركز البحوث الزراعية في إنتاج «هجن» صفراء تعطي نفس إنتاجية الذرة البيضاء! معلومات الذرة تحتل المرتبة الثالثة في الحبوب بعد الأرز والقمح عالميا. 6 ملايين طن سنويا إنتاج مصر من الذرة الشامية و12 مليون طن حجم الفجوة الغذائية. 5٫5 مليون طن إجمالي المستورد سنويا. 24 إردبا متوسط إنتاجية الفدان.
