ضربات متتالية تتلقاها جماعة الإخوان، آخرها كان قرار الجماعة بالإردن أمس، بإلغاء إرتباطها بالتنظيم العالمي وانفصالها عن مكتب الجماعة الأم في القاهرة، ويأتى ذلك في ظل الإنقسامات الحادة بين تيارى محمود عزت القائم بأعمال التنظيم، ومحمد منتصر، المتحدث بإسم التنظيم المُقال منذ فترة. وجاء انفصال الإخوان بالأردن من خلال شطب نص في النظام الداخلي للجماعة الأردنية، يؤكد في فقرته الأولى على ارتباط الجماعة بالقاهرة، وذلك تنفيذًا لمباردة من نائب المراقب العام للجماعة في الأردن، زكي بني إرشيد، الذي خرج من السجن قبل نحو شهر ونصف، بعد إدانته ب"تعكير صفو العلاقات مع دول أجنبية". وأكد الخبراء في الشأن الإسلامى، في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن هذه الخطوة بمثابة ضربة للتنظيم للدولى للإخوان، وستكون البداية لانفصال كيانات آخرى تابعة الإخوان، وأن الجماعة وصلت لأقصى حالة من التردى والإنهيار، وعدم رغبة إخوان الاردن في دفع فاتورة أخطاء إخوانهم بمصر السبب وراء انفصالهم، بعد عام من الخلافات معهم. قال هشام النجار، المتخصص في الشأن الإسلامي، إن إنقسام إخوان الإردن عن التنظيم العالمى والجماعة بالقاهرة، بسبب عدم رغبتهم في دفع فاتورة إخوان مصر أو تحملها، للاستمرار في المشهد السياسي، ولكى تبعد عن فكرة ملاحقتها بالحظر ، مثلما حدث لها بالقاهرة. وتابع، أن هذا القرار مرتبط أيضًا بإنعكاس الأوضاع في المنطقة الإقليمية، وتحديدًا ما يحدث في سوريا، حيث أن هناك رغبة لدى أردوغان لحشد تيار الاسلام السياسي، لمواجهة روسيا ومحور الشرق، وهناك مؤشرات للتصعيد في هذا الصدد، مما دفع إخوان الأردن لاتخاذ هذا القرار. ورآى النجار، أن هذه الخطوة ضربة للتنظيم للدولى للإخوان، وستكون البداية لكيانات آخرى تابعة لتنظيم الإخوان لاتخاذ نفس القرار، واعلان الانفصال عن الجماعة قريبًا، في ظل الانقسامات الحادة والانهيار الكبير والضغط الشديد الذي تشهده الجماعة بالقاهرة. وأوضح سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن هذا القرار جاء متأخر بعض الشيء، فالخلاف قائم بين الإخوان في الأردن ومصر من العام الماضي، وانفصلوا عنه لكن بشكل غير رسمى، إلى أن صدر هذا القرار بالأمس. وفسر عيد السبب في الإنفصال هو أن جماعة الإخوان في مصر أصبحت عبء شديد عليهم، لا يمكن لأى تنظيم أن يتحملهم، في ظل العواقب الوخيمة التى حلت عليهم بسبب سياستهم الغير المتزنة في مصر خلال الفترة الأخيرة. وعن مدى تأثير هذه الخطوة على التنظيم، أوضح عيد أنه من الممكن أن يكون له تأثير على المستوى العالمى للجماعة، بينما الإخوان في مصر فلن يكون لها تأثير كبير عليها، لأنها بالفعل وصلت إلى أقصى حالة من التردى والإنهيار التى يمكن أن تصل إليه. وذكر إسلام الكتاتنى، المنشق عن جماعة الإخوان، أن انفصال الجماع بالاردن شيء متوقع، بسبب الخلاف بين التنظيم في عمانوالقاهرة منذ أكثر من عام، وكان من الطبيعى أن تؤل هذه الخلافات إلى الإنفصال رسميًا. واعتبر قرار إخوان الأردن ضربة جديدة للجماعة، ومن المؤكد سيكون له تأثير سلبي على كيان التنظيم بفروعه التاريخية، مشيرًا إلا أنه في الوقت ذاته سيظل جناح الأردن قائم على نفس أفكار الجماعة بالقاهرة.