أكد أمس وزير الدفاع الأمريكى أشتون كارتر، أن تنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا يعتمد الاستراتيجية ذاتها التى اتبعها فى سورياوالعراق لفرض سيطرته على مناطق واسعة فى هذين البلدين.وقال كارتر خلال مؤتمر صحفى إن داعش أنشأ معسكرات للتدريب فى ليبيا، ويستقبل مقاتلين أجانب من بلدان عدة لتعزيز وجوده بالمنطقة. وأشار كارتر، إلى أنه لا يجب المضى فى طريق يؤدى إلى تمكين داعش فى ليبيا كما حدث فى العراقوسوريا. وأضاف أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تدرس الخيارات كافة لوقف مخطط داعش فى ليبيا، وتطوير خيارات فى المستقبل لما يتوجب فعله. وكان الجنرال ديفيد رودريجيز قائد القيادة العسكرية الأمريكية فى أفريقيا قال للصحفيين فى وقت سابق إن تنظيم داعش «أقام معسكرات تدريب هناك» فى ليبيا. وأشار الى وجود حوالى 200 متطرف مسلح واكد فى الوقت نفسه أن هذه الظاهرة «صغيرة جدا وحديثة العهد»، لكن كارتر أبدى تخوفه من تلك المعسكرات التى توحى باتباع التنظيم خطة بديلة بعد تلقيه ضربات موجعة فى العراقوسوريا، تهدف إلى نقل ثقله إلى ليبيا. وطالب السيناتور الأمريكى بيل نيلسون بلاده بضرورة التصدى لتقدم تنظيم «داعش» داخل ليبيا بإرسال قوات أمريكية خاصة لتدريب القوات الليبية. وقال نيلسون «يجب أن تقوم الولاياتالمتحدة بمهام تدريب داخل ليبيا، مثلما تفعل فى سورية والعراق، وإرسال قوات خاصة حتى تتمكن ليبيا من مواجهة تنظيم داعش والقضاء عليه»، وفق ما نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية. وأكد أن «داعش» يمثل خطرا على أمن ليبيا ودول المنطقة ولهذا على الولاياتالمتحدة التعامل مع هذا الخطر.وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما أصدر توجيهات لمستشاريه فى مجال الأمن القومى للتصدى لوسع تنظيم «داعش» فى ليبيا. وطالب أوباما الأمن القومى بمواصلة جهود تعزيز. وقال الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى إن ليبيا فى وضع غابت فيه الدولة، وتسيطر عليه الجماعات والميليشيات المتصارعة.وأضاف السبسى فى حوار مع «العربية نت» إن ما يحدث فى ليبيا له تأثير كبير على الأمن والاستقرار فى تونس. وشدد على أن الخطر الإرهابى استهدف ولا يزال تونس، مشيرًا إلى تحديات أمنية كبيرة تواجه بلاده، وخاصة تلك المتأتية من ليبيا، التى قال السبسى عنها إن «داعش» استوطن فيها، وهى لم يعد يفصلها عن تونس سوى 70 كلم. ورحب وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، بالتقدم المحرز فى ليبيا، ونتائج اجتماع لجنة الاتصال الدولية الذى، مؤكدًا ضرورة دعم ليبيا فى مكافحة الجماعات الإرهابية، والإسراع فى تشكيل حكومة الوفاق الوطني. وأكد الوزير غندور، فى تصريحات صحفية على هامش مشاركته فى أعمال القمة الأفريقية بأديس أبابا، «ضرورة دعم ليبيا فى مكافحة الجماعات الإرهابية، والإسراع فى تشكيل حكومة الوفاق الوطني». وكان اجتماع لجنة الاتصال الدولية قد خلص إلى 11 مادة، «وتضمن تأييدًا قويًا من المجتمع الدولى من أجل تحقيق السلام والاستقرار». وأشار غندور لدعم مجموعة الاتصال الدولى لمخرجات الحوار التى تحققت برعاية الأممالمتحدة، لافتًا أن البيان طالب الأطراف الليبية بالإسراع فى الاتفاق على تشكيل الحكومة. وقالت منظمة الصحة العالمية إنها بحاجة لأكثر من 50 مليون دولار خلال العام 2016، لتوفير الرعاية الصحية اللازمة لأكثر من مليونى ليبى ممن تضرروا من الصراع الذى تشهده الدولة. وأكد ممثل الصحة العالمية فى ليبيا، سيد جعفر حسين، أن المنظمة بحاجة لدعم مالى عاجل لتوفير الاحتياجات الصحية للمدنيين بليبيا، داعيًا المجتمع الدولى ومنظمات الإغاثة بتكثيف الجهود لإنقاذ المدنيين الأكثر عرضة للخطر. وأوضح أن المنظمة تحتاج هذا الدعم المالى لتحسين خدمات الطوارئ والمرافق الصحية وتوفير الأدوية والدعم الفني، وتنفيذ خطط وتدابير تخفيف لتقليل انتقال الأمراض المعدية، وتقوية المنظومة الصحية الحالية لمنع انهيارها عن طريق إعادة تأهيل وبناء البنى التحتية ونظم جمع المعلومات. وأضاف فى مؤتمر عقدته المنظمة عن الوضع الليبى بجنيف «لا يمكننا انتظار التوصل إلى حل سياسى للاستجابة للاحتياجات الإنسانية للمدنيين بليبيا، علينا التحرك الآن لإنقاذ المدنيين الأكثر عرضة للخطر من الأطفال والسيدات والشيوخ». وقالت المنظمة إن أكثر من 3 ملايين ليبى تأثروا بالصراع المسلح الذى تشهده ليبيا، والذى انتقل تقريبًا إلى معظم مناطق الدولة، وأوضحت أن نحو 2.5 مليون ليبى بحاجة لمساعدة إنسانية عاجلة، و1.9 مليون شخص يواجهون أوضاعًا صحية خطيرة. وأكدت الصحة العالمية أن النظام الصحى فى ليبيا يعانى عدة مشاكل أهمها خروج الأطقم الطبية وأطقم التمريض، فنتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية والمعارك اليومية خرجت نسبة كبيرة من الأطقم الطبية والتمريض من ليبيا، وتم ترحيل 80% من أطقم التمريض العام 2014. واستمرت الهجمات ضد العاملين بالمجال الصحى والمنشآت الصحية، إذ دُمرت أكثر من 20 منشأة صحية خلال ال18 شهرًا الماضية، ونتيجة لذلك قللت الهيئات التابعة الأممالمتحدة أعداد موظفيهم وتم نقلهم إلى تونس أواخر العام 2014. ونقص الأدوية والمعدات الطبية، أشارت المنظمة إلى أن معظم المستشفيات والمنشآت الصحية تعانى نقص الأدوية والإمدادات الطبية، إذ دُمر معظم المستودعات الطبية فى شرق ليبيا، بينها المستودع الرئيس فى بنغازي. واستطاعت منظمة الصحة العالمية توفير أدوية وعيادات وفرق طبية وتوفير وقود ومياه صالحة للشرب لأكثر من 250 ألف ليبي منذ نوفمبر من العام 2015، لكنها بحاجة لمزيد من الدعم للوصول إلى أكبر عدد من المدنيين المتأثرين بالأوضاع الأمنية المتدهورة.