"داخل بجرح.. خارج بنقالة"، هذا أدق تعبير لوصف حال مستشفى فى محافظة الجيزة التى تضم أكثر من مليون نسمة، وما تحتويه من "إهمال، بطء في التعامل مع الحالات، عدم أمان، لا توجد رعاية مركزة لأكثر من خمس حالات يوميًا في وضع حرج ما بين الحياة والموت". وفي مقابل جهود الدولة لإستقطاب عشرات المصريين المخطوفين في الخارج؛ يوجد المئات بل الالاف من المصريين داخل مصر أموات مع إيقاف التنفيذ؛ هل أصبحت صورة مصر أمام الدول أغلى من الحفاظ الفعلي علي المواطن داخل البلاد؟! قضت "بوابة الوفد" ليلة بمستشفى الهرم، لمعايشة المعاناة مع الأهالي والمرضي، ورصد ما يحدث بداخله المستشفى من إهمال وتجاوزات في حق المواطن، ثلاث مشاهد أبرزت المشكلات التي تواجه المرضى وتتلخص في "عدم توفير أماكن في العناية المركزة، لا يوجد أمن، تأخر سيارات الإسعاف". المشهد الأول مستشفي "الموت".. "الهرم" سابقًا، أطلق المسمى عدد من أهالي المرضي، وذلك على خلفية وقائع وشكاوى كثيرة من أهالي المناطق المحيطة بالمستشفى والذي سيطر عليه الإهمال. فوجئ أهالي المرضى، بأنه لا توجد رعاية مركزة لأربع حالات في وضع حرج، حيث نشبت مشادات بين الاهالي والاطباء بقسم الطوارئ في مستشفي الهرم، فيما حاول الاطباء الاتصال برقم الطوارئ التابعة لوزارة الصحة لتوفير اماكن في أحد المستشفيات؛ ولكن مرت أكثر من 3 ساعات ولم يتوفر سرير بالعناية المركزة علي مستوي مستشفيات محافظة الجيزة، وحالة المرضي تزداد سوءا. وأكد الاهالي أن الاطباء أبلغوهم لإنقاذ ذويهم بأن يحجزوا في أحد المستشفيات الخاصة والتي تتجاوز مصروفاتها الألاف لقضاء يوم واحد داخل العناية المركزة، وتساءل الاهالي عن تطبيق تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي بإنه لا يوجد مستشفي يرفض علاج وإستقبال الحالات الحرجة، فمن تقع عليه المسئولية لفقدان أرواح المواطنين والمعانأة في العثور علي عناية مركزة للمريض. المشهد الثاني عقب مرور دقائق إستقبل مستشفي الهرم، ثلاث حالات يظهر عليها "شبهة جنائية" والاعتداءات والمشاجرة، ولم يظهر فرد أمن لعمل محاضر، بعد أن اعتدنا وجود مكتب شرطة في المستشفيات العامة او الخاصة لإستقبال وعمل محاضر بالحالات التي بها شبهة جنائية، والذي حدث في مستشفي الهرم يضع المواطن وسط "أباطرة البلطجة" وممارسة جميع الانتهاكات في الشارع المصري دون ان يحاسب من جهة منوط بها عند إستقبال الحالات. وأعرب الاهالي عن إستيائهم حول حالة البطء الشديد التي سيطرت علي الاطباء والممرضين للتعامل مع الحالات الحرجة، والتي تحتاج إلي إسعافات أولية لإنقاذ نزيف الدم المستمر من إحدي الحالات كان معُتدي عليها، بالإضافة إلى إستقبال أحد الاشخاص معتدى عليه البلطجية ومضروب ب"مطواة"، وكان ايضًا يحتاج إلى عناية مركزة. المشهد الثالث قرر أهالي أحد المرضى بنقل ذويهم إلي مستشفي خاص، تحت رعاية صحية جيدة، وإنقاذه من الموت، وأعلن الاهالي حاجتهم إلي سيارة إسعاف لنقل المريض، وكان المريض تزداد حالته سوءا، رغم تاكيد الاطباء أنه يحتاج ضروري إلي عناية مركزة وإلا سيدخل في غيبوبة بالكامل، واستغرق وصول سيارة الإسعاف أكثر من 45 دقيقة في إنتظار وصول سيارة الإسعاف، وأخيرًا لم ينتظر الاهالي أكثر من ذلك؛ حيث استقل سيارة أجرة لنقل ذويهم إلي المستشفي الخاص، مطالبين وزير الصحة بإتخاذ الاجراءات تجاه كل مسئول مقصر في عمله. ووجه الاهالي، رسائل حادة إلي وزير الصحة من الإهمال الذي يضرب جميع المؤسسات الصحية علي مستوي الجمهورية، لضرورة سد إحتياجات المستشفيات وتوفير عناية مركزة للمرضي، وتنشيط مكتب الشرطة بمسشتفي الهرم، ومحاسبة كل مسئول يتورط في إهدار حياة المواطنين.