حكاية فادي السعيد! بقلم : طلعت المغربى منذ 1 ساعة 32 دقيقة من المؤكد ان فادي السعيد المصور التليفزيوني بإحدي وكالات الصحافة العالمية، والطالب بمعهد السينما ليس سعيدا بالمرة هذه الأيام، بعد ان دخل تجربة محنة قاسية، لم يكن يتصورها أو يتخيلها بالمرة، وهو ابن ال 19 عاما، ليجد نفسه تحول من مصور تليفزيوني في لائحة الاتهام الي بلطجي خطير يهدد أمن الوطن، وكانت النتيجة، إيداعه سجن طرة مع المتظاهرين الذين اقتحموا السفارة الإسرائيلية يوم الجمعة 9-9-2011، ويتم تجديد حبسه 15 يوما علي ذمة القضية. فادي السعيد هو نجل الكاتب والزميل الصحفي مصطفي السعيد، زميل الدراسة بكلية الإعلام، وزميل المهنة في جريدة الخليج الإماراتية منذ عدة سنوات، أعرف مصطفي جيدا وأعرف قناعاته وأفكاره وميوله اليسارية، ولدي إيمان لا يخالجه الشك، ان مصطفي لو لم يكن صحفيا لكان فيلسوفا، فهو قارئ جيد للنظريات الإنسانية الكبري، من الوجودية إلي الماركسية إلي الحداثة والعولمة وصراع الحضارات، وقد دفع الثمن فادحا بسبب أفكاره وقناعاته وعدم تنازله عنها، وترك الأهالي بعد صراعه الشهير مع الدكتور رفعت السعيد غير آسف عليها، وعاش مصطفي تجربة السجن مع الدكتور محمد السيد سعيد - المفكر الراحل - وكان ثالثهما الزميل مدحث الزاهد، ليسافر بعد تلك التجربة الصعبة إلي الإمارات. اتصور ان فادي السعيد هو سر أبيه، بالإيمان بالمبدأ والدفاع عنه، ولكن لدي يقين انه لا يمكن ان يتورط في أعمال عنف أو اقتحام سفارة أو مديرية أمن. قال لي مصطفي: في يوم اعتقاله ذهب للوكالة التي طلبت منه التقاط بعض الصور لأحداث الاعتصام حول السفارة الإسرائيلية وهدم السور المحيط بها، وعاد إلي الوكالة التي أعجبتها الصور فطلبت منه التقاط صور إضافية.. وخرج فادي.. ولم يعد لقد ألقت الأجهزة الأمنية القبض علي فادي ضمن آخرين متهمين باقتحام السفارة، وكان العجيب فعلا كما روي لي مصطفي هو لائحة الاتهامات الموجهة إلي ابنه فادي: حيازة أسلحة ومتفجرات.. ارتكاب أعمال عنف.. اقتحام السفارة.. إلخ وغيرها من الاتهامات الكفيلة بضياع مستقبله إلي الأبد. السيد المشير محمد حسين طنطاوي.. وزير الدفاع وقائد المجلس الأعلي للقوات المسلحة المصرية: نحن لا ندافع عن البلطجية الذين اقتحموا السفارة الإسرائيلية، بل يجب تطبيق القانون عليهم.. ولكن هناك أبرياء أخذوا ظلما وعدوانا ومنهم فادي السيعد.. أرجوك الإفراج عن كل مصري مخلص آمن بوطنه وتظاهر سلميا أمام السفارة الإسرائيلية أو تصادف وجوده هناك. [email protected]