بقلم : فتوح الشاذلى منذ 52 دقيقة 37 ثانية لم يفهم البعض أن الثورة أعادت الحق إلى الشعب صاحب هذا البلد، ونصَّب بعض النخبة أنفسهم أوصياء على الوطن ومارسوا نفس الأساليب التى كان يتبعها الحزب الوطنى خاصة سياسة إقصاء الآخر. واشتدت الحرب على الإخوان الفترة الأخيرة، وتلاقت المصالح بين أصحاب الأجندات الأجنبية المشبوهة، والطامعين والطامحين فى السلطة. ولم نفهم حتى الآن باسم من يتحدث هؤلاء؟ ومن الذى أعطاهم صك الوصاية على الوطن الجريح..؟ مثلاً قرأت تصريحاً لأحدهم يقول ان تحالف الوفد والإخوان سيمنع وجود معارضة قوية فى البلاد،وأقول للرجل الذى كان وزيراً بارزاً فى عهد السادات هل مكتوب على الوفد أو الإخوان أن يكونا من المعارضة،وإذا كان صعبان عليك اختفاء المعارضة فتعالى أنت لتعارض وتملأ الفراغ الذى تتحدث عنه. وسمعت آخر يقول إن تحالف الوفد مع الإخوان سيضر بالأحزاب الليبرالية الصغيرة، وأقول له إن حزب الوفد لا يستطيع ان يفعل شيئاً لأحزاب معدومة تفتقر لأدنى درجات الوجود. وتبارت بعض الصحف فى الأيام الأخيرة فى اختلاق مانشيتات مفبركة تهدف للوقيعة بين الوفد والإخوان وتحاول النيل من تحالفهما، وقابل المسئولون فى الوفد والاخوان هذه الأخبار بالهدوء وردوا عليها فى حينها. الغريب أن بعض الكتاب دخل على الخط ويبدو أنهم مازالوا على عهدهم القديم قبل الثورة ولم يدركوا التغيير الذى حدث، فمثلاً خرج علينا الأستاذ جلال دويدار بمقال الأحد الماضى حذر فيه مما أسماه التسلط الذى تتعرض له مصر على أيدى الإخوان، وقال ان هذا التسلط حدث فى النقابات المهنية وأن التدخلات الإخوانية لا علاقة لها بالديمقراطية، ونشر الكاتب رسالة لأحد أساتذة الطب تنفث سموماً على الإخوان وطالب فيها الجماعة بالبعد عن السياسة وخوض انتخاب النقابات. وخلاصة مقال الأستاذ جلال دويدار والرسالة التى نشرها أن خوض الاخوان لانتخابات النقابات المهنية واكتساحهم لهذه الانتخابات هو أمر يضر بالديمقراطية على حد قول دويدار، ويرى الكاتب انه على الجماعة التى اكتسحت الانتخابات بشفافية وديمقراطية ونزاهة غير مسبوقة عليها ان تبتعد عن السياسة والانتخابات وتترك الأمر للفاشلين حتى يفوزوا فى انتخابات بدون منافس بالله عليكم هل هذا منطق؟ وأدلى الدكتور رفعت السعيد بدلوه أمس الأول عقب الإعلان الدستورى الذى حدد مواعيد الانتخابات، وواصل السعيد هجومه وحقده على الإخوان وقال ان هذا الإعلان يهدى مقاعد البرلمان للجماعة ولا أدرى ماذا يقصد السعيد بتصريحاته، ولا أدرى ما هى علاقة المرسوم العسكرى بالإخوان أو التجمع.. يادكتور رفعت لا تعلق فشلك على شماعة المرسوم أو القانون أو نظام الانتخابات. باختصار لن يرضى هؤلاء ولا أولئك عن الوفد والإخوان حتى يتبعوهم أو يتركوا لهم الساحة وهذا لن يحدث.. إنهم مجموعة من الفاشلين المرفوضين شعبياً، وسنحتكم جميعاً الى الشعب صاحب هذا البلد.. وان غداً لناظره لقريب.
نمر الرحاب قد يكون من الطبيعى أن يعيش الصحفى لحظات القبض على بلطجى أو مجرم أو خارج على القانون.. أما أن يعيش لحظات القبض على نمر فى مدينة الرحاب فهذا أمر نادر الحدوث.. خاصة اذا كان طول النمر 3 أمتار ويأكل «17 كيلو» لحم فى اليوم، والذى يزيد الأمر غرابة أن سقوط هذا النمر ارتبط بثورة 25 يناير، فلولا قيام الثورة ما صدر أمر بالقبض عليه كما يقول العميد مجدى الجندى مدير أمن الرحاب. والحكاية بدأت منذ عام تقريباً عندما قام سعودى بشغل منصب مرموق فى المملكة بتهريب نمر وحشى الى فيلته التى اشتراها فى الرحاب، وعندما صرخ السكان واستغاثوا بالشرطة، تشكلت لجان عديدة وتحرك رجال المباحث ووصل الأمر الى الوزير المخلوع حبيب العادلى الذى رفض المساس بالنمر وصاحبه بدعوى أن الأمر قد يؤثر على العلاقات بين مصر والسعودية، وبعد ثورة «25 يناير» تحرك ناجى التونى نائب رئيس مجموعة طلعت مصطفى القابضة وقام بتصعيد الموقف على مختلف المستويات وأثارت الزميلة ألفت الخشاب الصحفية القديرة بالأخبار الموضوع منذ أيام وتحركت قوة من مباحث شرق القاهرة وبدأت عملية استطلاع فى الثالثة عصر الاثنين وعاينت النيابة الفيلا فى التاسعة مساء وتم تصعيد الأمر الى كبار المسئولين فى وزارة الداخلية بسبب جنسية صاحب الفيلا واصدرت النيابة فى صباح الثلاثاء أمراً بالقبض على النمر، ولم يفلح صاحب الفيلا ولا كاميرات المراقبة التى يحتمى بها فى تهريب النمر هذه المرة وتمكن رجال الخدمات البيطرية بمساعدة شرطة البيئة من تخدير النمر الثائر ونقله فى الرابعة عصر الثلاثاء الى حديقة الحيوان لتنتهى مأساة سكان الرحاب مع النمر السعودى. وتجمع سكان الرحاب عند الفيلا التى سقط فيها النمر ليعربوا عن سعادتهم بزوال الكابوس، وينتظروت زوال الكابوس الأكبر سامى زكى رئيس جهاز المدينة الذى انتهت صلاحيته وذلك بعد ان ترددت أنباء عن اعتزام المهندس طارق طلعت مصطفى تعيين قيادة جديدة خاصة ان تدخلات ناجى التونى النائب لشئون السياحة أنقذت المدينة من الانهيار فهو صاحب قرارات جريئة فى حل مشاكل السكان.