أصدرت محكمة النقض حكما نهائيا وباتا، بتأييد معاقبة الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه علاء وجمال، بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات في القضية المعروفة إعلاميا ب" القصور الرئاسية "، حيث قضت المحكمة برفض الطعن على الحكم الصادر ضدهم بمعاقبتهم بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات، وتغريمهم 125 مليونا و 779 ألف جنيه، وإلزامهم برد مبلغ 21 مليونا و197 ألف جنيه. جاء منطوق الحكم بقبول الموضوع شكلا ورفضة في الموضوع، صدر الحكم برئاسة المستشار فرحان بطران، وعضوية المستشارين حازم رؤوف وعادل ماجد وطارق سليم وأحمد أمين نواب رئيس محكمة النقض. يعد هذا الحكم اول حكم نهائي بات ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه، وبتنفيذ هذا الحكم اصبح سجل مبارك الجنائي به شبهة جنائية، فهل بهذا الحكم تسقط صفة الرئيس ومميزاته عن مبارك ونجليه، أجاب ياسر سيد أحمد محامي شهداء ثورة 25 يناير عن هذا السؤال، قائلا ان هذا الحكم يسجل في الصحيفة الجنائية ضد المتهمين ، وبالتالي تسقط أي ميزة أخذها بحكم منصبة ومنها النياشين العسكرية واوسمة الشرف، وأكد ن مبارك ونجليه يحرمون من ممارسة أي أعمال بالحياة السياسية، لاتهامهم بجريمة مخله بالشرف لكونه استيلاء على المال العام، كما يحرم مبارك من إقامة جنازة عسكرية في حالة وفاته، وأكد أنه من حق مبارك أن يقيم ما يسمى برد اعتبار بعد 6 سنوات من انتهاء تنفيذ العقوبة. عقب صدور الحكم صرخ انصار مبارك ، وقام بعضهم بالبكاء والعويل هتف انصار مبارك "باالروح بالدم نفديك يامبارك " ..."إحنا ولادك يامبارك مش هنسيبك يا مبارك"، واتهموا القضاء بأنه مسيس. ونظم محبي مبارك وقفه احتجاجية في بهو محكمة النقض وهتفوا " باطل ..باطل" "مبارك برئ ..مبارك مظلوم "، " ارحل ياسيسي ..مبارك هو رئيسي " . ورفض المحامي فريد الديب دفاع مبارك ونجليه التعليق علي الحكم. وقام أنصار "مبارك " أثناء رفع الجلسة، بترديد عدة هتافات مؤيدة لمبارك، كما رفعوا صورا لمبارك مدون بها "تكريم الرئيس مبارك واجب وطني"، "أن الأمة التي تنسي تاريخها .. هي الأمة بلا حاضر أو مستقبل" ولافتة أخرى مكتوب عليها "مبارك بريء". وصرخت سيدة عجوز داخل قاعة محكمة النقض وهي تحمل صورة مبارك قائلا "حسبي الله ونعم الوكيل في كل من ظلمه ...مبارك قائد عظيم يتعمل فيه كده " ثم وجهت حديثها للمتواجدين داخل قاعة المحكمة قائله " اتقوا الله مبارك عمل كل الإنجازات العظيمة و لا ينكرها غير الجهلة والجاحدون " ، ووصفت العجوز ثورة 25 يناير بانها مؤامرة شيطانية لتدمير مصر والجيش والشرطة، وقالت إن العمله والخونة هم من قاموا بها لانهيار الاقتصاد المصري، كما اكدت ان ما تمر به مصر من ظروف صعبة بسبب مخططات إيران الإرهابية وحماس والإخوان الذين يجتهدون لإسقاط البلد" وجاء ذلك على حد قولها. توافد أنصار مبارك إلى محكمة النقض في الصباح الباكر، وحضر المحامي فريد الديب دفاع مبارك ونجليه، لمتابعة جلسة الجكم ، وظهر عليه علامات الارهاق والتعب، ورفض التحدث مع وسائل الإعلام عن توقعاته في القضية واكتفى بكلمة "معرفش " للرد علي جميع الأسئلة التي وجهت له حول القضية . كما حضر إلى محكمة النقض أمين الشرطة محمد السني امين الشرطة بقسم الزاوية الحمراء والذي يصادف جلسة طعنه علي حكم براءته في قضية قتل متظاهرين ثورة 25 يناير، مع جلسة الحكم علي طعن مبارك في هذه القضية. وقام السني بعد رفع جلسه محاكمته بالذهاب إلى قاعة النقض التى تنظر طعن الرئيس الاسبق حسني مبارك في قضية "القصور الرئاسية"، وذلك لمتابعة سير القضية والاطمئنان على مبارك و صافح السني فريد الديب متمنيا له الصحة والخير. كانت محكمة جنايات القاهرة قد قضت فى 9 مايو الماضى بمعاقبة الرئيس الأسبق حسنى مبارك ونجليه علاء وجمال بالسجن المشدد 3 سنوات فى إعادة محاكمتهم بقضية القصور الرئاسية وتغريمهم 125 مليون جنيه وإعادة 21 مليوناً و107 آلاف جنيه أخرى، مع مصادرة المحررات المزورة لاتهامهم بالاستيلاء على ميزانية رئاسة الجمهورية المخصصة للقصور الرئاسية. اتهمت النيابة العامة مبارك وعلاء وجمال "بالاستيلاء وتسهيل الاستيلاء بغير حق على أموال إحدى جهات الدولة بما يقدر بمبلغ 125 مليوناً و779 ألفاً و237 جنيهاً من الميزانية العامة المخصصة لمراكز الاتصالات بالرئاسة خلال الفترة من 2002 إلى 2011. وقالت النيابة إن مبارك أصدر تعليماته المباشرة إلى مرءوسيه بتنفيذ أعمال إنشائية وتشطيبات المقرات العقارية الخاصة بالمتهمين الثانى والثالث نجلى مبارك وصرف قيمتها وتكلفتها خصماً من رصيد الميزانية، وقام المرؤوسون حينها بتنفيذ تلك التعليمات اعتقاداً منهم بمشروعيتها.