بعاصفة من التصفيق استقبل المحتفلون بعيد الميلاد في الكاتدرائية المرقسية الرئيس السيسي.. كانت دقائق مفعمة بمشاعر الوطنية والمحبة، ورسائل مهمة حضارية وسياسية وإنسانية تستحق التأمل الجاد. كلمة السيسي كانت صادقة وحارة ومركزة، لهذا وصلت لقلوب الحضور، الذين استقبلوها واستقبلوا الرئيس بحرارة أكثر. زيارة السيسي للكاتدراية لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد المجيد خطوة تستحق الاحترام، خاصة أنها تحدث للعام الثاني على التوالي فهذا معناه أنها أصبحت تقليدا، وهذا الأمر كان ينبغى أن يحدث منذ وقت طويل، فرئيس المصريين يجب أن يشاركهم أعيادهم. قال الرئيس: "أوصيكم ونفسي وكل الموجودين أنه لا شىء يؤذينا سواء ظروفنا الاقتصادية أو السياسية، أي حاجة سنقدر عليها". أكد السيسي أن رئيس الجمهورية يمثل «القوة الناعمة» التي يفترض بها أن تكون قادرة على الجمع، وأن القوة الناعمة أفضل أسلحة مصر فعن طريقها تستطيع خدمة مصالحها، والتأثير على الدول الأخرى. وإن أصاب الوضع بعض التردي الملحوظ، نتيجة ظروف سياسية واقتصادية ومكافحة للإرهاب، لكن يتبقى من مكانة مصر الإقليمية قوتها الناعمة، وأساسها هو القبول المتبقي للثقافة المصرية لدى شعوب المنطقة، كما قال المفكر الكبير جمال حمدان أن مصر كانت «توكة فى حزام العالم». اعتذار رئيس الجمهورية للمواطنين الأقباط عن التأخر فى ترميم الكنائس والبيوت التى أحرقها "الهمج" قبل نهاية هذا العام.. وتقديره الحار للموقف الوطنى الواعى الذى أبداه أقباط مصر وأبدته الكنيسة فى فترة استهداف الإرهابيين لهم، كلها مواقف تستحق احتراما عميقا. وأشار إلى ضرورة العودة إلى حالة الحب التي تجمع المصريين، مشدداً على أننا نستطيع التغلب على المشاكل الاقتصادية وغيرها لكن لا نستطيع التغلب على الخلافات إذا شقت صفوفن، وأكد الرئيس أنه لا يوجد من يستطيع أن يجعل الناس شيئا واحدا لأن الله خلقهم مختلفين في الدين والعادات والأفكار. قال تعالى: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً، وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ" صدق الله العظيم،. اعتبر الرئيس أن "دلالة بالغة على ما أراده الله سبحانه وتعالى لمصر لتظل منبعاً للسلام والمحبة، وموطناً للأمن والاستقرار وهي قيم نبيلة، يقتضي الحفاظ عليها أن نظل جميعا وصفا واحدا"، وأوصى الحضور بالتوحد قائلًا: "عايز أوصيكم وأوصي كل المصريين بالمناسبة دي إننا ماحدش يفرق بيننا أبدًا". الرئيس كرر: "محدش يقدر يفرقنا عن بعض، لازم نرجع زي زمان وأكتر، ربنا يديم الحب، لا ظروف اقتصادية ولا سياسية تؤثر علينا". ووعد الحضور بترميم الكنائس المحترقة وإعادة فتحها خلال العام الحالي، قائلًا: "تأخرنا عليكم في ترميم وإصلاح الكنائس التي احترقت، والعام لن يكون هناك بيت أو كنيسة وإلا سيُرمم، ده مش تفضل مننا ده حق لكم". واعتذر للأقباط، على حرق الكنائس، قائلًا: "نقدم الاعتذار لجميع الأقباط عن حرق كنائسهم وبيوتهم وإن شاء الله العام القادم مش هيكون فيه بيت مش متجدد، وأقبلوا إعتذارنا في اللي حصل ده"، وشدد على أن العام لن يمر دون إصلاح وترميم كل الكنائس، و أن هذا ليس تفضل ولكنه حق للمسيحيين، مؤكداً أن مصر لن تنسى دور الميسحيين والبابا خلال تلك الفترة. ووجه الرئيس السيسي الشكر، للبابا تواضروس على مواقفه التي وصفها ب "الوطنية المشرفة العظيمة"، خلال هذه الفترة. كل التقدير لكل الأطراف التى صنعت هذه اللحظات الرائعة.. وعيد ميلاد سعيد ومصر فى أمان.