قال الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصري للدرسات الاقتصادية، وخبير الاقتصاد الدولي، أن إنشاء مشروعات البنية التحتية، وإقامة مشاريع قومية كبري، وتوفير مناخ جيد لجذب الاستثمارات، اهم ثلاث خطوات يمكن اتخاذها؛ لإنعاش الاقتصاد المصري، وهو الطريق الذي يسلكه الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه الحكم. وأضاف "عبده"، خلال حواره مع "بوابة الوفد"، أننا نعاني من تقصير واضح في اداء الحكومة الحالية، مؤكدًا أن هناك فجوة كبيرة بين اداء مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء، مشددًا علي ضرورة عودة وزارة التعليم الفني مرة أخري، حتي نتمكن من تأهيل شبابنا الي سوق العمل. وعن دور أعضاء مجلس النواب، أكد عبده، انه يقع علي عاتقهم دور كبير في إزدهار الجانب الاقتصادي، وذلك من خلال سن و تشريع قوانين من شأنها القضاء علي البيروقراطية و الروتين والفساد وكذلك أخري قادرة علي جذب العديد من الاستثمارات. الي نص الحوار .. كيف يمكن مواجهة مشكلة البطالة وخلق فرص عمل جديدة؟ الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس ذكي جدًا، لأنه أيقن منذ توليه مقاليد الحكم أن المشكلة الأساسية لمصر هي البطالة، لذا حرص علي توفير فرص عمل من خلال إنشاء مشروعات عديدة، فضلًا عن الإهتمام بمشروعات البنية التحتية، لأنها تعمل علي توفير فرص عمل سريعة و كثيفة وتتميز بأنها تقوم بتشغيل العديد من المهن و التخصصات، و هذا الفكر لجأت له الكثير من الدول الكبري أثناء الأزمة العمالية في 2008 . فهناك مدرسة تقول أن خلق فرص عمل حقيقة و ضخ استثمارات هي الطريق الي التعافي و التغلب علي الأزمة الإقتصادية، وكانت الولاياتالمتحدة أحد الدول التي تبنت تلك المدرسة بالفعل، وبعد انتهاء الأزمة اتضح أن هذا هو الفكر السليم الصحيح، لذا فيجب علي مصر تبني تلگ المدرسة بالاتجاه نحو ضخ المشروعات وتوفير مناخ مناسب لجذب المستثمرين، وأري أن الرئيس يسير بخطوات قوية و سريعة نحو تحقيق ذلك و الإستفادة من الطاقة الشبابية بشكل ينفع الشاب نفسه و المجتمع. هل يقع علي أعضاء البرلمان دور في تحقيق ذلك؟ بالطبع.. هناك دورًا كبيرًا يقع علي عاتق أعضاء مجلس النواب الذين اختيروا من قبل الشعب المصري و هذا الدور يتمثل في سن و تشريع قوانين من شأنها القضاء علي البيروقراطية و الروتين و الفساد و كذلك سن قوانين لجذب المستثمرين، فالإستثمار عادة يكون له إنعكاس مباشر علي الاقتصاد المصري. ما رأيك في فكرة الشباك الواحد ولماذا لم يتم تفعيلها حتي الآن؟ فكره الشباك الواحد فكرة جيدة جدًا، وجاءت لتوفر الوقت و الجهد علي المستثمر، وتفعيلها سيساعدنا علي جذب العديد من الإستثمارات، لذا أطالب بسرعة تفعيلها، والسبب الرئيسي وراء عدم تفعيلها حتي الآن، هو إنتشار الفساد، للأسف فأننا نعاني من وجود فجوه كبيرة بين أداء الرئيس و الحكومة، و يجب محاسبة المسئولين عن عدم تفعيل فكره الشباك الواحد. يقول البعض أن المؤتمر الاقتصادي لم يأتي بنتائج إيجابية ملموسة حتي الآن.. ما رأيك في ذلك؟ نسبة نجاح المشروع الاقتصادي العالمي الذي عقد في شرم الشيخ تعدت ال 100%، حيث أنه تم التركيز خلاله علي مشروعات البنية التحتية و كذلك مشروعات الطاقة التي استحوذت علي 55% من المشروعات، ونعتبر هذا ذكاء كبير جدًا من الرئيس السيسي، خاصة أن أي مستثمر يبحث عن الأمان و الطاقة أولًا، حتي يطمئن ويقوم بضخ الأموال والخوض في استثمارات. ماذا لو حصلت انتفاضة اخري في الوضع الاقتصادي .. خاصة في ظل اطلاق دعوات لتظاهرات 25 يناير؟ الاقتصاد المصري، لن يستطع الصمود مرة أخري، امام اية اضطرابات قد تحدث نتيجة أطلاق دعوات الإخوان للتظاهر في ذكرى ثورة 25 يناير، فنحن نحاول جاهدين إصلاح الأمور، إلا أن الجماعة الإرهابية تراهن علي كسر مصر اقتصاديًا عن طريق نشر الفوضي، وفي حالة نشر الفوضى مرة ثانية فأن المستثمر سيسحب استثماراته لانه يبحث عن الاستقرار الامني و السياسي، ولا يمكن انكار أنه منذ تولي السيسي للحكم، وبدأت البلاد تتجه نحو الاستقرار بالفعل، وقد شهدنا نتيجة ذلك فمصر أصبحت أرض خصبة لجذب الاستثمار من جديد. هل نحن بحاجه الي عودة وزارة "التعليم الفني" مرة أخري؟ نعم .. في الحقيقة انا من اشد المطالبين بعودة وزارة التعليم الفني مرة اخري، خاصة أنها وزارة مهمة جدًا واستغلالها استغلال جيد سيكون له اثره الواضح علي الاقتصاد ككل، وعلينا بناء مدارس مثل مدرسة مبارك كول لضمان تخرج طلاب مدربين ومهيئين لسوق العمل. ويجب أيضا استحداث وزارة التنمية الإدارية ووزارة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة خاصة وان الدول تعتمد علي هذه الوزارات في إنعاش الاقتصاد وتطوريه وإحداث طفرة. أثيرت بعض الأقاويل بأن عائد قناة السويس انخفض بعد افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة .. ما صحة تلك الاقاويل؟ نعم .. بالفعل الايرادات قلت بعد انشاء القناة الجديدة، ولكن السبب وراء ذلك هو أن دول العالم اجمع تعاني من مشاكل اقتصادية كبري،واكبر دليل علي ذلك ان اكبر دولة صناعية وتجارية في العالم "الصين" تعاني من مشاكل ولجأت الي تخفيض الصادرات. وعلي الجميع ان يعلم جيدا، أن حفر قناة السويس الجديدة حافظ علي إنخفاض الايرادات بنسبة 35% من أرادت القناة، فتوسيع القناة من شأنه أن يسمح بمرور مزيد من السفن عبر القناة، خلال 11 ساعة، مما يقلل ساعات الانتظار فى واحدة من أكثر قنوات الشحن فى العالم، متوقعا زيادة عدد السفن المارة يوميا من 49 حاليًا إلى 97 بحلول عام 2023، ذلك جنبًا إلى جنب مع زيادة حجم التجارة العالمية. لذا فإن إيرادات مشروع قناة السويس الجديدة سوف تتزايد بشكل تدريجي من 5 مليار الي 14 مليار في 2022، بل ستوفر 80 مليار جنية من خلال المشروعات التي سوف تقام علي ضفاف القناة. بعد الاجراءات التي اقدم عليها محافظ البنك المركزي الجديد والتي ساهمت في وقف نزيف الجنيه امام الدولار.. هل هشام رامز كان يتخذ سياسة نقدية خاطئة، و0ن كان ذلك صحيح فهل يتحمل مسئولية انهيار الجنيه ؟ في اقل من 3 أشهر قام هشام رامز بخفض الجنية 20 قرش، الا أن المحافظ الجديد خفض الدولار 20 قرش .. لا يمكن اعتبار اي من السياستين خاطئة فلكل منها خطته وقراره الخاص وكلاهما علي صواب، فأي قرار له جوانبه الايجابية و جوانبه السلبية فأتصور أن هشام رامز رأي أن تخفيض الجنية يوجد به عدة مزايا مثل ارتفاع قيمة الدولاروهذا يتيح للسائح أن يزيد من فترة بقائه في مصر إذن جانب ايجابي في جذب السياحة لمصر . كما ان المستثمر في حاله ارتفاع الدولار سيزيد من عملية التصدير الامر الذي يأتي بمزيد من العملة الأجنبية. أما عن مدرسة طارق عامر فحينما ذهب الي تخفيض الدولار قال هناك مبادرة لتخفيض أسعار السلع إذن اخفض الدولار 20قرش حتي استطاع أن يستورد بسعر اقل ويرفع قيمة الودائع البنكية الي 5 ,12% كما حارب السوق السوداء و"الدولرة"،ففي النهاية يمكننا القول بان المعطيات هي التي تحدد القرار بحيث تصب في صالح المواطنين. ما رأيك في مشروع الشبكة القومية للطرق التي أعلن عنه السيسي؟ مشروعات الطرق و النقل مهمة جدًا لأي دولة في العالم، فعلي سبيل المثال الولاياتالمتحدةالأمريكية بدأت تنميتها الإقتصادية، بانشاء شبكة الطرق والمواصلات، خاصة أن أمريكا كانت عبارة عن مجموعة من المزارع و القري المتفرقة و جميعها كانت زراعيه أو صناعية ومع إنشاء الطرق و الكباري العملاقة التي ربطت هذه القري يبعضها البعض تحقق النجاح الاقتصادي.