"مرسي لم يفعل شيئا في المائة يوم، والأوضاع كما كانت قبل الثورة، والإخوان يقودون البلاد للفشل" .. عبارات تتكرر صباح مساء في مختلف القنوات "الفلولية" الساخطة التي دائما ما تبدي المساويا وهي عن كل إنجاز كليلة. وفي الوقت الذي تواصل فيه هذه القنوات رصد السلبيات والترصد لأي قرار يتخذه الرئيس، تنطق مؤسسات الاقتصاد الدولية والشركات الاستثمارية بالحق وترصد الانجازات التي تحققت في الفترة الماضية، من خلال لغة الأرقام التي لا تعرف أي انتماءات سياسية أو حزبية، لتفضح مكر الليل والنهار الذي تمارسه هذه الفلوليات. مصر تتصدر صفقات الاندماجات بالشرق الأوسط عنوان كان صادما للكثير من "المرجفين في المدينة" ولكنها الحقيقة التي أعلنتها وكالة "ميرجر ماركت البريطانية" المتخصصة فى الاندماجات والاستحواذات والتي أكدت أن مصر تبوأت الصدارة بين بلدان منطقة الشرق الأوسط من حيث كونها أكثر البلدان جذبًا للصفقات في المنطقة بقيمة 4.6 مليار دولار في الأرباع الثلاثة الأولى من 2012، وتلتها الكويت بقيمة 4.4 مليار دولار أمريكي. وشكلت هاتان الدولتان نسبة 55.5% من كامل نشاط الاندماج والاستحواذ في المنطقة. استثمارات خليجية أعلنت مجموعة الحكير السعودية المتخصصة في مجال المراكز التجارية ومبيعات التجزئة أنها ستضخ نحو 1.8 مليار جنيه استثمارات جديدة في مصر ، لترفع حجم استثماراتها إلى 4.5 مليار جنيه. وقال زياد مغربية ، مدير عام الشركة، إن خطة الشركة لتوسيع أنشطتها في مصر بعد استقرار الأوضاع وبدء التدفقات الاستثمارية الخارجية يتضمن إنشاء خمسة مراكز تجارية كبرى ، مشيرا إلى أنه تم بالفعل افتتاح المول الأول بمدينة السادس من أكتوبر. كما عرضت مؤسسة بيت السيولة الكويتية ومؤسسة بيت التمويل الكويتي على وزير المالية ممتاز السعيد ضخ مزيد من الاستثمارات الكويتية في السوق المصرية خلال الفترة القادمة. انفتاح نحو الشرق والغرب بالتزامن مع هذه الاستثمارات، اتفقت الشركة القابضة للصناعات الكيماوية التابعة للحكومة المصرية على توقيع مذكرة تفاهم مع شركة "مالتى استرادا" الإندونيسية لإنشاء مصنع لإنتاج إطارات السيارات فى مصر باستثمارات تبلغ 400 مليون دولار، وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمشروع الجديد 3 ملايين إطار سنويا ليصبح أضخم مصنع لتصنيع الإطارات في منطقة الشرق الأوسط، ويخصص انتاجه لسد احتياجات السوق المصرية والتصدير للأسواق الخارجية. وفي إطار سياسة الانفتاح نحو الشرق أيضا عقد الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء مؤخرا اجتماعا مع وزير التجارة الدولية والصناعة الماليزي مصطفى محمد ، وتم استعراض مجالات التعاون المختلفة وتوقيع اتفاقية للتعاون الاقتصادي تمهيدًا لاتفاقية التجارة الحرة بين البلدين. وقال وزير التجارة الماليزي إن بلاده تسعد بالتعاون مع مصر لتلبية احتياجاتها بهذه المرحلة الحساسة التي تمر بها ، مشيدًا بحفاوة استقبال الجانب المصري، والتعاون من أجل تذليل العقبات أمام الاستثمارات الماليزية، مؤكدًا أن لقاءه برئيس الوزراء كان مثمرًا. كما ذكر موقع "بيزنس ستاندارد" أن علاقات التجارة الثنائية بين الهند ومصر شهدت زيادة بنسبة 33 % خلال العام المالي الماضي، موضحاً أن حجم النشاط التجاري بين القطرين قد زاد من 3.2 إلى 4.2 مليار دولار، وهي أرقام إيجابية لاسيما في ظل الركود الاقتصادي الذي يجتاح العالم. كما أعلن السفير التركى بالقاهرة، قبل أيام قليلة من زيارة مرسي إلى أنقرة أن استثمارات بلاده في مصر ستبلغ نحو 5 مليارات دولار بنهاية عام 2012، كما أكد ان رجال الاعمال المصريين اصبح من الممكن لهم فتح مكاتب فى تركيا دون اى مانع بموجب القانون التركى الجديد. كما اعلن السفير التركي عن زيارة رئيس تركيا الى مصر اخر العام الحالى بمرافقة رجال الاعمال. وعلى الجانب الغربي، وبعد نحو شهر واحد من زيارة الرئيس محمد مرسي إلى إيطاليا، يبحث وفد من رجال الاعمال الايطاليين يُمثّلون نحو 50 شركة إيطالية ضخ استثمارات جديدة في السوق المصري في مجالات تعدينية وصناعية وتجارية، ومن المقرر أن تستقبل جمعية الأعمال والاستثمار الدولي المصرية الوفد الايطالي يومي 11 و12 من شهر نوفمبر المقبل. وقال علاء طوبار، نائب رئيس الجمعية أن "الوفد مكون من 50 شركة ايطالية تعمل في مختلف المجالات وبتمويل من بنك انتيسا سان باولو الايطالي عبر بنك الاسكندرية المملوك له في مصر"، وأضاف: " الوفد سيبحث فرص الاستثمار في مصر خاصة في مجالات النسيج والملابس الجاهزة والبنية الاساسية والجلود والدباغة، وسيتم عقد لقاءات عمل مشتركة بين الوفد الإيطالي وبين نظرائهم من رجال الأعمال المصريين". وغير هذه الاستثمارات يوجد الكثير من الأنباء الاقتصادية الجيدة التي لا يتسع المقام لذكرها، ولكنه ربما تجد منفذا عبر القنوات المترصدة ولكن بطريقة عكسية ترى كل جميل قبيح، وكل إنجاز فشلا، لا لشئ الا لصدوره من الرئيس مرسي، ذي الأصول الإخوانية.