غالبا ما تعاني الأم عند بداية العام الدراسي من تأخر أولادها في الاستيقاظ وتبذل في سبيل ذلك الكثير من الجهد بحكم تعوّد الأطفال على النوم والاستيقاظ متأخرا في الإجازة الصيفية وبالتالي يكون من الصعب عليهم الاستيقاظ مبكرا للحاق باليوم الدراسي في الصباح الباكر. تقول أستاذة علوم النفس المشارك في جامعة قطر الأستاذة بتول خليفة: إن الأسبوع الأول في المدارس يكون في غاية الصعوبة على الأهل والأولاد في آن معا حتى يعاودوا الانتظام والاستيقاظ باكرا، وتنصح بضرورة أن تقوم الأمهات قبل أسبوع من بدء المدارس وبصورة حاسمة خصوصا للأطفال الذين يقل عمرهم عن 12 سنة بتنظيم نومهم بشكل تدريجي لحين تتعود أجسامهم على النوم والاستيقاظ باكرا بإنقاص معدل النوم ساعة كل يوم لحين إيصالهم للموعد المفترض أن يستيقظوا فيه في أيام المدارس. وتشدد على ضرورة تدريب الأولاد على تناول وجبة الفطور صباحا قبل المدرسة أيضاً حتى يكون لديهم طاقة للاستمرار، وتدعو الوالدين خلال هذه الفترة لاصطحاب أولادهم للتبضع لقرطاسية المدرسة والترتيبات الخاصة بالعودة إلى المدارس حتى يبدؤوا بالتعود على بذل الطاقة صباحا، وحتى يعيشوا جو العودة إلى المدرسة خصوصا بعد ثلاثة أشهر من العطلة الصيفية التي تخللها شهر رمضان المبارك، ومعروف أن خلاله يقوم الأولاد بالنوم حتى ساعات متأخرة من النهار، وتنصح الأمهات بأن تبدأ بوضع جدول للنوم والاستيقاظ باكرا، معتبرة أن هذا الأسبوع هو فرصة لإعادة تنظيم الأولاد قبل المدرسة، مشيرة إلى أن الأطفال في مجتمعاتنا العربية ينقصهم الكثير من تنظيم حياتهم، وهذا يؤثر على أعمالهم وطريقتهم في تناول الأمور ومعالجتها. وتشير الأستاذة خليفة إلى أن الأسبوع الأول من المدرسة سيكون شاقا وسيواجه فيه كثير من الطلاب التعب وعدم القدرة على التركيز والاستمرار، وسيتسلل إليهم الشعور بالنوم. وتدعو خليفة الأمهات إلى ضرورة التحاور بشكل دائم مع الأبناء لمساعدتهم على حل مشكلاتهم، حيث سيجد أبناؤها صعوبة في العودة للجدول الدراسي وكتابة الواجبات المفروضة عليهم، حيث ستكون عملية شاقة بالنسبة إليهم بعد استرخاء طويل، وهم مطالبون بشد همتهم وهذا يتطلب استعدادا نفسيا والأسرة لها دور كبير في ذلك. وتشدد خليفة على أهمية اصطحاب الأولاد إلى المدرسة خصوصا من هم في سن صغيرة، خصوصا في الأيام الأولى من المدرسة، وتؤكد على أهمية أن يمسك أحد الوالدين يد طفله حين اصطحابه إلى المدرسة خصوصا الأطفال الذين هم في صفوف الروضة والابتدائي الذين لديهم شعور الارتباط بالأم والأب ومن الصعب عليهم أن ينفصلوا عنهما للذهاب إلى عالم سيختبرونه، مشددة في الوقت عينه إلى عدم استسلام الأهالي لنظرات الاستعطاف من الابن وبكائه الشديد، وذلك لمساعدته للاعتماد على نفسه في المدرسة، مؤكدة أن الطفل سرعان ما سيندمج مع محيطه الاجتماعي، وتحذر في الوقت عينه الأهالي من عدم سؤال أولادهم عن الأمور السلبية بالمدرسة والتركيز على الجوانب الإيجابية في السؤال عن يومهم الدراسي. أما عن موضوع مراجعة الدروس قبل المدرسة بأسبوع فتدعو خليفة إلى التحضير للمدرسة بطريقة أكثر سعادة وحيوية واهتمام بالتحضير بشراء الأدوات المدرسية والقيام بأمور عملية تشعره بالسعادة استعدادا للمدرسة، حيث إن أمامه فصلا طويلا للدراسة، مشيرة إلى أن ذلك لا يمنع الأطفال من قراءة قصة أو كتاب أو اللجوء إلى ألعاب إلكترونية تعليمية.