بانتهاء شهر رمضان يكون جسم الصائم قد اعتاد على نمط غذائي محدد في مواعيد ثابتة مغاير كثيراً لذلك النمط المتبع طوال العام. و يتزامن انتهاء الصيام مع قدوم العيد التي يحمل معه الزيارات العائلية، الالتزامات الاجتماعية والحلويات. ان هذا التغيير الجذري المفاجىء في الممارسات الغذائية قد يكون مصحوبا بعدد من العوارض الصحية مثل التلبك المعوي والحموضة والانتفاخات والاسهال والتخمة. ولتجنب هذه المشاكل تقد لنا سهى الخوري خبيرة التغذية مجموعة من النصائح التي تساعد على الانتقال بشكل مريح من مرحلة الصيام للافطار: الاهتمام بتناول وجبة فطور خفيفة وسهلة الهضم لأن الجهاز الهضمي يكون قد اعتاد على الراحة التامة طوال النهار أثناء الصيام، فمن المهم تعويده بالتدريج على هضم الطعان في ساعات الصباح. من المهم أن تكون وجبة الصباح خالية من الأغذية الدسمة مثل الحلاوة، منتجات الحليب كاملة الجسم، الأغذية المقلية، والزبدة، واللحوم المصنّعة. ينصح باستهلاك خبز مصنوع من حبوب كاملة، أجبان قليلة الدسم أو بيضة مسلوقة، مع القليل من الخضروات. الحد من القهوة ان استهلاك القهوة مرتبط بزيادة الشعور بالحرقة في المعدة، وهي أحدى العوارض الصحية الشائعة في أول أيام الافطار. ينصح بالحد من القهوة، والا تتعددى كحد أقصى فنجانين يوميا. من المهم أيضا عدم شرب القهوة على معدة خاوية لأن هذا يزيد من حموضة المعدة. شرب الشاي بدون نعنع بينما يسهل شرب الشاي عملية الهضم، الا أن النعنع يسبب ارتخاء في صمام المعدة وزيادة في افراز عصارة المعدة، مما يزيد من الشعور بالحرقة في المعدة. الاكثار من الزنجبيل تشير الأبحاث أن الزنجبيل يحتوي على مركبات خاصة تساعد في التخلص من الغازات وحموضة المعدة، وكذلك في زيادة تدفق عصارة المرارة مما يساعد في عملية الهضم. ومن الجدير بالذكر أنه يمكن استهلاك الزنجبيل بجميع أشكاله بما فيه شرابا ساخنا عن طريق غلي جذوره. تناول وجبات صغيرة خلال اليوم يجد البعض أولى أيام الإفطار فرصة للافراط في تناول الطعام بحجة تعويض الجسم المواد الغذائية التي قد فقدها في فترة الصيام، الأمر الذي قد يؤدي الى أضرار صحية جسيمة. لا بد من التروي والتدرج بعد شهر كامل من الصوم من أجل تهيئة الجهاز الهضمي تدريجيا للعودة لاستقبال الطعام بالمواعيد الجديدة. ينصح بتقسيم الغذاء اليومي الى خمس أو ست وجبات غذائية صغيرة وسهلة الهضم. الاستمرار باستهلاك الشوربات والسلطات بينما يهتم معظم الصائمين بالشوربات والسلطات كجزء أساسي من مائدة الافطار، سرعان ما يتنازلون عنها عند انتهاء شهر رمضان. ويعتبر استهلاك السلطات والشوربات من الممارسات الغذائية الصحّية التي يجدر المحافظة عليها بعد انتهاء الصيام، خاصة وأنها تسهّل عملية الهضم في المواعيد الجديدة للطعام، كما وترفع من القيمة الغذائية للوجبة لما تحتويه من فيتامينات ومعادن. تجنب الأغذية الدسمة والحلويات تمكث الأغذية الدسمة والحلويات فترة طويلة نسبيا في الجهاز الهضمي، مما يزيد من حموضة المعدة، الانتفاخات والغازات. ينصح باستبدال الحلويات بالفواكه الطازجة أو المجففة، وبتجنّب الأغذية الدسمة مثل المقالي والنقرشات المصنّعة ومنتجات الحليب كاملة الدسم والمقالي والسمن النباتي والحيواني والزبدة والمارجرين. تناول اللبن الذي يحتوي على بكتيريا حية أن استهلاك البكتيريا المفيدة المتواجدة بتركيز عال في انواع معينة من اللبن التي تدعى "بروبيوتيك" تقوي جهاز المناعة وتساعد بشكل ملحوظ في التخلص من الغازات والانتفاخات كما وتسهل عملية الهضم. تشير الأبحاث أن استهلاك هذه البكتيريا النافعة عن طريق الغذاء يزيد من تركيز البكتيريا المتواجدة بشكل طبيعي في الجهاز الهضمي للإنسان والتي تعمل على تخمير فضلات الغذاء فيه.
