هل تعلمون أن راتب حاخام مبتدئ في إسرائيل يبلغ خمسة آلاف دولار، في حين أن كبار الحاخامات يتقاضون راتباً أكبر من رئيس الحكومة، ومع ذلك لا تملك الحكومة الحق في فصلهم من وظائفهم، حتى عندما يدانون بقضايا جنائية. فالحاخامات الذين حرضوا على اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحق رابين، لازالوا يعملون ويتقاضون رواتب كبيرة، وفي الوقت نفسه يواصلون التحريض على الحكومة، مع انهم موظفون بالدولة. ما يدمي القلب ويبعث على المرارة، أنه وبخلاف ما هي عليه الأمور في بلاد المسلمين، لا يوجد في اسرائيل حاخامات "السلاطين"، يمجدون الحكام، بل الحكام هم الذين يستجدون الحاخامات. فعلى سبيل المثال، جميع قادة الكيان الصهيوني--من الرئيس ومروراً برئيس الحكومة، وحتى جنرالات الجيش--هم الذين يفدون إلى ديوان الحاخام عفوديا يوسف، زعيم حركة شاس الهاذي والمخرف، ولم يحدث أن زار هذا الحاخام أي مؤسسة رسمية. ليس هذا فحسب، بل إن قادة الكيان الصهيوني يحرصون على إطلاع هذا الحاخام الثمانيني على الملفات الأكثر سرية، سيما في كل ما يتعلق بتوجهات إسرائيل السرية تجاه البرنامج النووي الإيراني وغيرها. المتدينون يشكلون حوالي 30% من اليهود في إسرائيل، ومع ذلك يفرضون على الكيان الصهيوني استقلالية المؤسسة الدينية اليهودية وإحترام القائمين عليها، لكن في بلاد المسلمين تظل المؤسسة الدينية تتبع بشكل مقزز أهواء الحكام ونزواتهم وتخدم مصالحهم. فرجال الدين الذين يتربعون على قمة المؤسسات الدينية يعون أن الحاكم هو الذي يعينهم ويقيلهم، لذا فهم يقطعون الليل والنهار في إمعان التفكير في كيفية استرضائه، لذا راجت فكرة تفصيل الفتاوى على مقاس الحكام. بكل تأكيد أن الذي يقبلون على أنفسهم هذا النوع من المهام الهابطة هم من ضعاف النفوس، لكن للأسف، في كثير من الأحيان كانت المؤسسات الدينية مرتعاً لهذا النوع من الناس الذين لا يتحرون الحق والصدق، فنافقوا واتبعوا الهوى، فضلوا وأضلوا.