على مدى قرون، دأبت شعوب على احتساء شراب عشبة البابونج عن قناعة بقدرة هذه العشبة على تخفيف آلام عدد من الأمراض أو الكروب التي يتعرض لها الإنسان. والبابونج عشبة معمرة أوراقها رفيعة ومقسمة، ورائحتها تشبه رائحة التفاح، ويتراوح ارتفاع النبتة من 15 إلى 50 سنتيمتراً. والأجزاء الطبية فيها هي رؤوس الأزهار بشهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز. تضم محتويات البابونج الكيميائية زيتاً عطرياً طياراً، ومادة الآزولين التي تصبح زرقاء عند التقطير، ومركبات مُرّة، وغلوكوسيدات فلافونية، وكولين، وغيرها. مؤخراً، توصل باحثون بريطانيون إلى توكيد الفوائد الطبية لعشبة البابونج في علاج نزلات البرد وآلام المغص المصاحبة لأعراض الدورة الشهرية. وأسفرت تجربة لدراسة أثر تناول خمسة أكواب يومياً من شراب البابونج الألماني لأسبوعين متتابعين، على بول المشاركين، عن زيادة ملموسة في مستويات مركبين كيميائيين بالبول: الهيبورات وهي ملح حامض الهبيوريك، والغليسين وهو حمض أميني. مطهر ومخفف للتشنج وكان العلماء قد ربطوا الهيبورات (تجزيء من مركبات فلافونويدات الشاي) بنشاط مضاد للبكتيريا. أي أنّ ارتفاع مستويات الهيبورات في البول بعد تناول شراب البابونج يفسر قدرة البابونج كمطهر على مقاومة عدوى التلوث الميكروبي. أما الغليسين فهو مركب كيميائي مسؤول عن تخفيف آلام التشنج العضلي، ويمكن أن يعمل كعقار مخفف لتوتر الأعصاب. ويقول العلماء أن ارتفاع مستويات الغليسين قد يخفف تشنج وتوتر الرحم، الأمر الذي يفسر ما يبدو من قدرة شراب البابونج على تخفيف مغص وآلام الدورة الشهرية. استمر الارتفاع في مستويات الهيبورات والغليسين في بول المتطوعين المشاركين في الدراسة لمدة أسبوعين بعد توقفهم عن تناول شراب البابونج، أي أن تناول شراب البابونج يؤدي إلى فوائد صحية وعلاجية طويلة الأمد. اضطرابات هضمية ومعوية من ناحية أخرى، وجد باحثون بجامعة ويك فورست الأميركية، أن الأعشاب الطبية الشائعة بإقليم البحر المتوسط، كالزنجبيل والبابونج، تقدم علاجا فعالاً لاضطرابات الأطفال الهضمية والمعوية. يعتقد علماء أن للأعشاب الطبية المتوسطية ومكملاتها الغذائية فوائد كثيرة للأطفال المصابين بالغثيان والإمساك والمشكلات المعدية والمعوية المشابهة. وقد ارتكزت الدراسات الحديثة على أبحاث طبية وعلمية أصيلة، وتقاليد شعبية، للتوصل إلى مرجع إرشاد لمساعدة أطباء الأطفال في التعرف على الأعشاب المفيدة في العلاج. استخدم الناس مثل هذه الأعشاب في أغراض علاجية ووقائية متعددة حتى عهد غير بعيد عندما توجهوا نحو العقاقير الكيميائية، لكنهم عادوا في السنوات الأخيرة لاستخدام المنتجات الصحية الطبيعية مرة أخرى. يعتبر البابونج أحد أهم الأعشاب الطبية الآمنة المستخدمة بشكل واسع، لعلاج مغص واضطرابات البطن عند الأطفال. ويمكن إعطاؤه للرضع بكميات صغيرة لمعالجة آلام المعدة والأمعاء لديهم، أو خلطه مع النعناع أو اليانسون أو نبات الشومَر، لتهدئة أوجاع المعدة، وتخفيف الغازات وعسر الهضم والانتفاخ، لدى الصغار في سن المدرسة. يذكر أن الزنجبيل علاج جيد ومعروف للغثيان وعسر الهضم. كما يعتبر اللبن والأغذية المحتوية على بكتيريا مفيدة، من أفضل الأغذية المستخدمة للوقاية من الإسهال الناجم عن مضادات حيوية، ومن مغص المواليد، والتهاب الأمعاء التقرحي، وغيرها من الاضطرابات الهضمية، مع تجنب إعطاء اليانسون للأطفال الرضع المصابين بمغص شديد. استخدامات خارجية كذلك تورد مصادر طب الأعشاب أن للبابونج استخدامات خارجية. فيمكن استخدام محلول (مستحلب) قوي من البابونج لعلاج التقرحات الجلدية والجروح والأكزيما. كما يستخدم بخار مغلي أزهار البابونج للاستنشاق علاجاً لالتهاب الجيوب الأنفية والحنجرة والقصبة وبحة الصوت والسعال. كذلك، يستخدم مستحلب أزهار البابونج خارجياً كغرغرة لعلاج التهاب اللوزتين، وتقرحات الفم؛ أو لغسل داخل الأنف في حالات التهاب الجيوب الأنفية. كما يستخدم محلول أزهار البابونج كحمامات ساخنة للقدمين علاجاً للصداع في المساء قبل النوم، ثم تجفف القدمين وتلف بقماش صوفي.