قال علماء من النمسا إن إعطاء الفئران جرعات عالية من الافيون ساعد الفئران في التخلص من الآلام المزمنة. ونشر الباحثون تحت إشراف يورجين زاندكولر من جامعة فيينا نتائج دراستهم في مجلة "ساينس" الأميركية اليوم الإثنين. وثبت تأثير هذه الأفيونيات حتى الآن في التجارب التي أجريت على الفئران ولكن فريق الباحثين يجري تجارب حاليا لإثبات جدوى هذه المواد على المرضى الذين يعانون من آلام مزمنة. وقال زاندكولر، مدير مركز أبحاث المخ التابع لجامعة فيينا إن الأفيونيات معروفة كعلاج تقليدي للألم وإنه قد جرت العادة على إعطاء المرضى الذين يعانون من آلام مستمرة عدة جرعات صغيرة تصل إلى ثلاث مرات يوميا أو وضع المادة في لاصقة طبية. ويحاول زاندكولر وزملاؤه الآن معرفة رد فعل الجهاز العصبي عندما يعطى الجسم جرعة عالية من هذه المادة المضادة للألم. ويركز الباحثون في تجاربهم على الأشخاص الذين يعانون من حساسية متزايدة للألم "والتي يمكن أن تعقب الجراحات على سبيل المثال ومن بينها جراحة استئصال الثدي أو جراحات أخرى للصدر". كما أن الجهاز العصبي يمكن أن يتغير جراء تعرض الجسم لالتهابات وأورام ومعالجة الجراحات بشكل خاطئ ما قد يؤدي إلى حدوث آلام مستمرة. وقام الباحثون خلال التجارب بإعطاء الفئران مادة "كابسايسين" التي تعطي الفلفل الحار طعمه الحاد متعمدين بذلك إثارة ألم مستمر لدى الفئران ثم استثاروا العصب الوركي لديها من خلال تعريضها لصدمات كهربائية عدة مرات وذلك بعد أن نوموا الفئران باستخدام مخدر فوجدوا أن الخلايا العصبية استجابت بشدة لهذه الاستثارة. وبعد أن حقن العلماء الفئران بمادة "ريمفنتانيل" الأفيونية عادت الخلايا العصبية لحالتها الطبيعية. وتقوم المواد الأفيوينية المسكنة في الحالات الطبيعية بتثبيط المواد الناقلة للإشارات العصبية والتي تنقل للمخ الإحساس بالألم مما يجعل المريض لا يشعر بالألم لعدة ساعات. وتظهر الدراسة الجديدة أن إعطاء المرضى الذين يشعرون بآلام مزمنة جرعة كبيرة من إحدى المواد الأفيونية يستعيد الحالة الصحية الطبيعية للمواضع التي تلتحم فيها المواد الناقلة للإشارات بالخلايا مما أدى لاختفاء التغيرات التي طرأت على الجهاز العصبي. ومن المنتظر أن تظهر دراسات أخرى في نفس الاتجاه مدة هذا التأثير الإيجابي للجرعات الكبيرة من المواد المسكنة وما إذا كان من الممكن أن تؤدي هذه الجرعات إلى شفاء مرضى الآلام المزمنة بشكل دائم. وجدير بالذكر أن كل المواد الأفيونية قد تؤدي إلى إصابة المريض بشلل تنفسي إذا تم تناول جرعات كبيرة منها، لذا فإن العلماء مضطرون لاتخاذ إجراءات احتياطية خاصة في الحالات العملية حيث لا يسمح سوى لأخصائي التخدير بإعطاء المريض مثل هذه الجرعات من الأفيونيات. وقال الباحثون إن حجم الجرعات ذات التأثير الفعال بالشكل المرجو يتراوح بين مرتين إلى خمس مرات من الجرعات الطبيعية