صرحت مصادر رفيعة المستوى في حركة فتح أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أمر الذراع العسكري للحركة بوقف العمليات ضد أهداف اسرائيلية، وذلك في أعقاب التفاهمات التي تحققت بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وبين خالد مشعل في مباحثات أجرياها بالقاهرة مؤخرا. لكنهم في جهاز الأمن الإسرائيلي يدعون أنه لا علم لهم بتعليمات مشعل هذه، بحسب تقرير آفي يسسخروف وعاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس". وبحسب مصادر فتح، أمر مشعل بوقف النار الفعلي مع إسرائيل ليس فقط في غزة، حيث تحذر حماس غيرها منذ فترة طويلة من إطلاق الصواريخ، بل أيضا في الضفة الغربية. وبزعم المصادر فان الامر صدر منذ نهاية شهر نوفمبر الماضي في أعقاب اتفاقات الجولة الاولى من محادثات المصالحة التي جرت بالقاهرة بين قيادتي حماس وفتح. وبعد اللقاء في نوفمبر نشر أن المنظمتين اتفقتا على هدنة في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتركيز على الكفاح الشعبي فقط، على نمط "الربيع العربي". ونفت مصادر أمنية إسرائيلية أن تكون على علم بأمر مشعل وقالت أنه "في هذه المرحلة لا يوجد تغيير استراتيجي أو أيديولوجي في سياسة حماس، بل مجرد جملة ملابسات تكتيكية في حماس، بحيث يعتبرون الوقت غير مناسب لتنفيذ عمليات عسكرية، بسبب أجواء الجمهور الفلسطيني أو خوفا من ضربة اسرائيلية لسيطرتهم بقطاع غزة ولهذا فانهم يقلون في العمل العسكري. برغم ذلك، إذا كان للشبكات الارهابية للمنظمة في الضفة فرصة لتنفيذ عملية ذات مغزى، فانها كفيلة بان تستغلها مثلما فعلت في الماضي. الإفصاح عن السياسة الجديدة، والذي نشر بوسائل الاعلام أحدث ردود فعل غير متوقعة بالذات من جهة قيادة حماس في قطاع غزة، التي يبدو أنها فوجئت بأقوال مشعل. ففي منتصف ديسمبر الجاري، في الذكرى السنوية لقيام حماس، شدد رئيس وزراء حماس إسماعيل هنية على أن "الطريق الوحيد لتحرير الاراضي المحتلة هو الكفاح المسلح". وهذا الأسبوع أيضا قال وزير داخلية حماس، فتحي حماد، اقوالا مشابهة وألمح بان "قيادة الداخل" لحماس لا تعتزم بالضرورة الموافقة على سياسة مشعل الجديدة. لكن بنهاية الأسبوع الماضي كرر مشعل أقواله في ظل بعض التحفظ. وبحسب مشعل، حماس ستركز من الآن فصاعدا على الاحتجاج الشعبي، لكنها لن تتخلى عن استخدام العنف ضد اسرائيل. وأضاف أن للاحتجاج الشعبي "قوة تسونامي" مثلما ثبت في العالم العربي. وقال: "لنا ولفتح توجد الان قاعدة مشتركة يمكن العمل عليها، وهي الاحتجاج الاجتماعي الذي يعبر عن قوة الشعب." وفي سياق حديثه، أعرب مشعل عن تأييده لإقامة دولة فلسطينية بالضفة الغربية، وقطاع غزة وشرقي القدس. وحسب مشعل فإن قرار التركيز على الكفاح الشعبي اتخذه مجلس الشورى في المنظمة بموافقة كل كبار رجالات الحركة. وقالت مصادر "فتح" أن حماس لا تعتزم "الاعلان" عن الاعتراف باسرائيل أو قبول اتفاقات السلام معها، بل تلوح بعلمين مركزيين: التركيز على الاحتجاج الشعبي والموافقة على اقامة دولة في حدود 1967. ليس في نية المنظمة وضع سلاحها أو وقف تسلحها، وفي حالة هجوم اسرائيلي سترد عليه. وحسب المصادر، فان تصريحات كبار رجالات حماس في غزة تدل على أنه يحتمل أن تكون في قيادة المنظمة عناصر تعتزم عرقلة خطوة رئيس المكتب السياسي بل والمبادرة بالذات الى عمليات ضد اسرائيل، ولا سيما لاثبات قوتها السياسية في اطار الصراع الداخلي في حماس. ولكن هذه المصادر شددت على أنه واضح ان مشعل معني بالوحدة وبانخراط حماس في م.ت.ف . وفي قطاع غزة تواصل فصائل اخرى محاولة تنفيذ عمليات مثل الخلية التي اصيبت أول أمس في هجوم اسرائيلي جوي. كما أن الجهاد الاسلامي من غير المتوقع ان تنضم الى خطوة مشعل. في هذه الاثناء اعلن أمس رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، الشيخ عزيز الدويك من حماس أن البرلمان سيعود للانعقاد في بداية شباط في جلسة تعقد بالتوازي في غزة وفي الضفة. ويذكر أن عمل البرلمان معطل منذ حزيران 2007 في أعقاب سيطرة حماس على قطاع غزة. وعلى حد قول الدويك، ستتشكل حكومة الوحدة الفلسطينية بنهاية يناير القادم، ولن تكون لها مهام سياسية غير الاستعداد للانتخابات. ونفى انه سيترأس حكومة الوحدة.