التعليم العالي: 3.7 مليون طالب يستعدون لبدء العام الدراسي الجديد    العواري خطيبًا.. نقل شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر    أول كلمات الوحي.. فضل العلم والعلماء في القرآن والسنة النبوية| فيديو    سياسيون: التحول إلى الدعم النقدي يغلق باب الفساد وخطوة نحو العدالة الاقتصادية    تراجع أسعار الذهب اليوم الجمعة 27 سبتمبر بالتعاملات الصباحية    5 أهداف وراء إلغاء الاشتراطات التخطيطية والبنائية.. تعرف عليها    وزير التموين يوجه ببدء طرح الخضر والفاكهة بالمجمعات الاستهلاكية بالشراكة مع القطاع الخاص    بعد نشر «أهل مصر».. محافظ أسيوط يوجه بحدتين نهريتين لحين إنشاء كوبري مشاة بالنخيلة ونزلة باقور    حياة السائقين والركاب في خطر.. النقل تدعو المواطنين لحماية القطارات من الرشق بالحجارة    وزير خارجية إيران: طهران لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه الحرب الشاملة في لبنان    «البعثة الأممية لحقوق الإنسان»: لا يوجد إمكانية لاستيعاب النازحين من جنوب لبنان    أخبار الأهلي : كولر ينصب "فخ" لنجم الزمالك فى السوبر الأفريقي    "الفيديو جاهز".. جوميز يحفز لاعبي الزمالك بسخرية "نجمي الأهلي"    طارق السعيد: الزمالك لن يغامر ب محمد حمدي في مباراة القمة.. وأبو علي سيصنع الفارق للأهلي    مواعيد مباريات اليوم 27 سبتمبر.. القمة في السوبر الإفريقي ومونديال الأندية لليد    استغاثة على فيسبوك.. حقيقة اختفاء طفلة بالإسكندرية    مصرع 3 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث بسوهاج    غلق الدائري من الاتجاه القادم من المنيب تجاه المريوطية 30 يوما    مميزات وشروط الالتحاق في مدارس «ابدأ».. تخلق كيانات تعليم فني معتمدة دوليا وتواكب سوق العمل    موعد ومكان عزاء شقيق المخرج مجدي أحمد على    جولة بحرية في القناة.. ملتقى «أولادنا» لذوي القدرات يزور الإسماعيلية    زينة تنشر صورا لها بمرحلة الإعدادية.. والجمهور: "فيكي شبه من جيهان نصر"    حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وفضلها ووقت قراءتها    الصحة تعلن عن جهودها في مقاومة مضادات الميكروبات باجتماع العامة للأمم المتحدة    3 أطعمة رئيسية تهيج القولون العصبي.. استشاري تغذية علاجية يحذر منها    مساعد وزير الصحة يتفقد مستشفى منفلوط المركزي الجديد    صحة المنوفية: تخصيص 4 مستشفيات لإنهاء قوائم انتظار «العظام»    سقوط فتاة من الثالث في ظروف غامضة بالحوامدية    محافظ أسوان يقدم واجب العزاء لمدير الأمن وأسرة الشهيد النقيب محمود جمال    استقرار سعر اليورو اليوم الجمعة 27-9-2024 في البنوك    تحديات التعليم.. كيف تواجه الحكومة عجز المعلمين والكثافة الطلابية؟    كرة اليد، الزمالك يواجه تاوباتي البرازيلي في افتتاح مونديال الأندية    ليلي علوى فى المركز الأخير بشباك التذاكر ب جوازة توكسيك    سيميوني: أتلتيكو مدريد يحتاج لهذا الشئ    رئيس جامعة القاهرة يشهد حفل تخرج دفعة جديدة من كلية العلوم    وزير الخارجية اللبناني يدعو لتدخل دولي ووقف إطلاق النار    مصر تستعد لاستقبال التوقيت الشتوي: كيف يساهم في تخفيف عبء أزمة الطاقة؟    البيض ب150 جنيهًا.. الزراعة: ضخ منتجات وسلع غذائية بأسعار مخفضة    تفاصيل لقاء رئيس الرعاية الصحية والمدير الإقليمي للوكالة الفرنسية للتنمية    ما حكم الجمع بين الصلوات لعذر؟ الإفتاء تجيب    دعاء للوالدين المتوفين يوم الجمعة.. «اللهم أبدلهما دارًا خيرًا من دارهما»    «الأوقاف» تفتتح اليوم 14 مسجداً بالمحافظات    إطلاق صواريخ من لبنان على حيفا    وزير النقل يشدد على الالتزام بالسرعات المقررة وفحص القطارات قبل التحرك من المحطات    أسعار حفل أنغام في المتحف المصري الكبير الشهر المقبل    تامر حسني يشيد بأداء أحمد العوضي: فنان كبير ومكسر الدنيا    فلسطين.. شهيدان وإصابات جراء قصف طيران الاحتلال لمنزل غرب مدينة غزة    أمين حلف «الناتو» يدعو لشراكات أقوى مع دول الخليج في خضم التطورات الراهنة    «صباغ» يبحث في نيويورك مع عدد من نظرائه التعاون الثنائي والتصعيد الإسرائيلي بالمنطقة    وزير خارجية الأردن: إسرائيل أطلقت حملة لاغتيال وكالة «أونروا» سياسيًا    خالد الجندي: لهذه الأسباب حجب الله أسرار القرآن    فنربخشه يعبر سانت جيلواز بالدوري الأوروبي    مصدر: الأمن يفحص فيديوهات تحرش أطباء بالمرضى| خاص    برج الحوت.. حظك اليوم الجمعة 27 سبتمبر 2024: أنت محظوظ في الحب    حسام حسن: من الصعب توقع مباراة القمة.. وصفقات الأهلي والزمالك قوية    سر رفض عاطف بشاي ورش الكتابة في الأعمال الفنية.. أرملته تكشف (فيديو)    بعد سحب ضابط مطاوي على الأهالي .. داخلية السيسي تضرب الوراق بالقنابل والخرطوش والقناصة!    أحمد الطلحي: سيدنا النبي له 10 خصال ليست مثل البشر (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رشيد الخالدي: حل الدولتين يتجاهل قضية اللاجئين وعرب الداخل
نشر في التغيير يوم 12 - 12 - 2011

انتقد البروفيسور الفلسطيني رشيد الخالدي حل الدولتين لتجاهله قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من ديارهم في نكبة العام 1948 وإغفاله عرب الداخل الفلسطيني الذين أصروا على البقاء في وطنهم بعد قيام دولة اسرائيل.
وقال البروفيسور الخالدي في مقابلة مع صحيفة «القدس» ان المتغيرات التي يشهدها العالم العربي حاليا تدفع بالرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل الى تحقيق المصالحة التي تعارضها بشدة جهات خارجية وداخلية.
وفيما يأتي نص المقابلة:
- دعنا نتكلم عن الفلسطينيين. لماذا تجاوزهم الربيع العربي؟ وهل تعتقد أن حل الدولتين ما يزال ممكنا؟ منتقدوك يقولون إنك لن تكون غير سعيد بخصوص تطور كهذا.
ج- كل من يؤيد حل الدولتين عليه أن يخبرني كيف أن عملية عمرها أربعون عاما يمكن أن تتراجع. هذه العملية حتى منذ أن بدأ ميرون بينفينستي يتحدث عنها أواخر الثمانينيات لم تتغير ولو قليلا. ولم توقفها أي حكومة اسرائيلية. أعني أن رابين عمل قليلا، لكن هذا هو كل شيء. إنه أمر لا يحتمل- فالجرافات لم تتوقف.
- فسر لي كيف ينسجم حل الدولتين مع استمرارية هذه الديناميكية اليمينية؟
صحيفتكم تسجل أكثر من غيرها صعود هذه الأيديولجية وكيف سيطرت على مؤسسات الدولة، واحدة بعد الأخرى، بما في ذلك الجيش، وكيف أن محفزات هذه الحركة التي تمثلت في الحاخام كوك وعدد قليل من الحركة الإصلاحية الذين لم يكونوا أبدا في السلطة- يمكن أن نعدهم على الأصابع عام 1967- هم الآن يجلسون على ظهر جرافة لا تتوقف عن الحركة، ما لم يوقفها أحدهم. كل من هو مهتم بحل الدولتين- اسرائيليا أو فلسطينيا أو عربيا-عليه أن يفسر لي كيف يمكن أن تتراجع هذه العملية، أو كيف ينسجم استمرارها إلى ما لانهاية في المستقبل مع أي شخص يتصور أن "دولة" يمكن أن تظهر في الأراضي المحتلة. هذا تقييم لا قيمة له.
- الناس سيخبرونك أنه من خلال تبادل أراض بنسبة 5 في المائة أو عشرة في المائة- يمكن أن يحدث ذلك فعليا. ولكن من الواضح أنهم لن يتوقفوا عن العملية لفترة... أنت تعلم أنه كانت هناك محاولة من جانب إدارة اوباما..
ج- أنا لا أتحدث عن تجميد الاستيطان. فتلك ليست القضية. أنا أتكلم عن كيفية اجتثاث ما أصفه "المجمع الاستيطاني الصناعي"، الذي ليس فقط 500 أو 600 ألف في الأراضي المحتلة بالضفة الغرية والقدس الشرقية، بل مئات الآلاف في الحكومة والقطاع الخاص الذين ترتبط حياتهم ومصالحهم البيروقراطية بالسيطرة على الفلسطينيين، في وزارة المالية وجباية الضرائب، والناس الذين يعملون في هذه الشركات التي تسيطر على قواعد المعلومات وكل فلسطيني موجود على تشكيلة قواعد البيانات هذه، خمسة ملايين فلسطيني، كم عدد حالات الدخول وكيف أن مهندسي برامج الحاسوب من ذوي الدخول العالية، والمبرمجين والمستشارين والتنفيذيين- نحن نتحدث عن مئات الآلاف من الأشخاص. معظمهم يعيشون حياة مرفهة قرب البحر المتوسط ولا يقتربون من الأراضي المحتلة إذا كانت حياتهم تعتمد على ذلك. لكن حياتهم ومعيشتهم مرتبطة بالأشخاص الذين يعيشون في الضفة الغربية وإلى حد ما بأولئك الذين يعيشون في غزة. أود لو رأيت سياسيا اسرائيليا عنده الشجاعة للتعامل مع هذه القضايا. لم أر واحدا منهم. ولذلك لن أقول إن هذا التطور لن يحدث- لقد قال الراحل توني جودت ذات مرة "كل ما اقترفه سياسي ما بحق سياسي آخر يمكن إلغاؤه"- وأستطيع أن أفهم وجود حل الدولتين، لكني أرى ديناميكية أخرى... وهي ديناميكية تعتمد على هذا الرئيس الأميركي، وهي ديناميكية أوسع نطاقا.
- هل أنت شخصيا تؤيد حل الدولتين؟.
ج- إذا كان ممكنا؟ أعتقد أنه سيكون محطة طريق لحل عادل لهذا الصراع.
- أنت تقول محطة طريق. هذه كلمة مشفرة، كما تعلم. وهكذا لن تكون نهاية للصراع.
ج- إنه محطة طريق لأن حل الدولتين لن يحل الصراع. وهذه حقيقة فلا يوجد فقط أربعة ملايين فلسطيني في الأراضي المحتلة ومليون أو مليون ونصف داخل اسرائيل، هناك عدة ملايين آخرين من الفلسطينيين. الآن بعضهم تم إدماجهم كليا حيث يعيشون، وكل ما يريدونه هو جواز سفر ومنزل عطلة في الوطن أو قبرا فيه- لكن لهم حقوقا وتطلعات ولهم ثقل في السياسة الفلسطينية. ولا أرى كيف أن حل الدولتين سيكون الحل النهائي والوحيد وفقا للرؤية الاسرائيلية، التي ترفض عودة أي فلسطيني داخل الخط الأخضر- وبالتالي لن يتم حل هذا الصراع.
مشكلة أخرى كيف ستتعاملون مع المشكلة المتزايدة التي تمثلها الأقلية الفلسطينية داخل اسرائيل. حل الدولتين لا يتطرق لذلك. هذا جزء من القضية الفلسطينية. وهي مشكلة اسرائيلية. الترانسفير ليس هو الحل. والتطهير العرقي ليس هو الحل.
س- وزيرة خارجيتنا عندها حل...
ج- لماذا نتحدث عن ذلك بينما هناك حقيقة أن الأمم المتحدة منحت 55 في المائة من أرض كانت ثلثاها "محتلة" من جانب الفلسطينيين؟ 35 في المائة من السكان كان لهم 7 في المائة من الأرض، ومن في الدولة التي منحها قرار القسيم عليه أن يتعامل مع أقلية عربية نسبتها 50 في المائة. تم حل هذه المشكلة "بطرد" الفلسطينيين، وهكذا فطرد المزيد منهم لن يحل المشكلة.
- أنت تعلم أن ما تقوله سيستفيد منه الناس الذين يعارضون الحل السياسي، والذين سيأخذون كلامك دليلا على أنكم لن تكتفوا بدولة فلسطينية مستقلة، بل ستواصلون المطالبة بحق العودة أيضا كحل للأقلية العربية في اسرائيل.
ج- ليسوا فقط أقلية عربية في اسرائيل، هم جزء من الشعب الفلسطيني. وهكذا فليس هناك حل نهائي للقضية الفلسطينية، يكون عادلا ومتفقا عليه يمكن أن يكون فعالا إذا اعتبرت هذه مشكلة داخلية لاسرائيل، بحيث يتعامل الاسرائيليون مع الفلسطينيين داخل الخط الأخضر كما يريدون. هذا لن ينجح.
- والحل- هل يكونون مواطنين فوق الأرض، خارج النظام القضائي؟
ج- على الاسرائيليين أن يجدوا طريقة لإعادة فهم مواطنتهم، بحيث يستطيع هؤلاء أن يكونوا اسرائيليين وفلسطينيين في الوقت نفسه. هم أصلاء في البلاد أكثر من غيرهم، عدا عن نسبة قليلة من الناس الذين عاش أجداد أجداهم هنا. لهم حقوق أكثر بطريقة ما لفهم معنى الحقوق أكثر من سواهم. ومن الصحيح أن لهم الحق في أن يكونوا مواطنين في الدولة التي يعيشون فيها، دولة اسرائيلية وأن يندمجوا مع فكرة القومية اليهودية، للشعب اليهودي، ولاسرائيل كوطن لليهود. كل هذه الأمور يمكن حلها- لكنها ليست قشورا، وليس الأمر "لقد حللنا مشكلة الحدود واسكتوا واتركونا نتعامل مع العرب وسطنا". الاسرائيليون لديهم الحرية ليفعلوا ذلك. وعندهم القدرة على فعل ذلك. لكن هذا لن ينجح. والحقيقة أن أحد الأشياء التي لا يميل إليها الفلسطينيون هو تجاهل قيادة منظمة التحرير الفلسطينية لهذه المسألة في التسعينيات. ولن يكون هذا التجاهل ممكنا في المستقبل.
وفي الوقت ذاته، فإن حل الدولتين هو جزء من حل أكبر ويتطلب من الفلسطينيين أن يعيدوا تصورهم لما يمكن للدولة الفلسطينية أن تكون عليه. أعتقد أن لديهم طريقة تفكير مباشرة . فلماذا لا يعيش اليهود في الدولة الفلسطينية؟ ما الخطأ في ذلك؟ ولماذا لا تكون الدولة الفلسطينية ثنائية القومية، أو دولة فيها قوميتان؟ لا يوجد اسرائيلي يفكر فقط في حدود 1947 أو 1949 كمكان ينحصر فيه الخيال القومي لليهود- ولا يجب أن يكون هذا شأن الفلسطينيين. وبقدر ما يعني الأمر الفلسطينيين فإن كل فلسطين هي فلسطين، كما هي بالنسبة للإسرائيليين، كل البلاد كما يرونها هي أرض اسرائيل، وهذا يجب أن يكون جزءا من الحل أيضا.
وهكذا فإن مشكلتي ليست مع حل الدولتين، لأن التقسيم إشكالي، لكنه قد يكون أقل الحلول سوءا.
قضيتي الرئيسة مع حل الدولتين هي أنني لا أرى تغييرا في الديناميكية الحالية. ولا أعتقد أننا بحاجة للكلام عن العدد الكثير للدول التي تستطيع الرقص على رأس دبوس قبل أن نتعامل مع هذه المشكلة.
-هل تعتقد أننا متجهون نحو حل الدولة الواحدة؟
ج- نحن لدينا بالفعل حل الدولة الواحدة. هناك دولة واحدة فقط بين نهر الأردن والبحر المتوسط. وهناك مستويان أو ثلاثة مستويات من المواطنة أو عدم المواطنة داخل حدود هذه الدولة السيادية، التي تسيطر، أو على الأقل الدولة التي تقرر كل شيء مهم. وعندما أدخل هناك، لا أذهب إلى دولة فلسطينية، بل أعبر حدودا اسرائيلية سواء عند النهر أو في مطار اللد. وهكذا عندنا حل الدولة الواحدة وهذا ما سنحصل عليه في المستقبل المنظور، ما لم يتمكن الاسرائيليون أو الشعوب القادرة على إقناع الاسرائيليين بتغيير الديناميكية التي جعلت حل الدولتين مستحيلا. عليك أن تقضي وقتا طويلا في الأرضي المحتلة لتفهم ما وصفته عميرة هاس بأنه "جدول تصاعد السيطرة" 0- والأمر لا يتعلق بالنسب المئوية ، بل هو أكثر تعقيدا من ذلك. يمكن السيطرة على الضفة الغربية بكاملها، عدا عن ثلاثة أو خمسة أو عشرة في المائة- ولا أعتقد أن الأمر سهل، لأن المطروح لا يشمل القدس الشرقية أو غور الأردن ولا يشتمل الحل على الولاية القانونية. وعندما كنا نتفاوض بين عامي 1991 و1993 مع الياكيم روبنشتاين عارضنا مسألة الولاية القضائية المعقدة. وليست القضية مجرد سؤال حول الجغرافيا . فالتحدث عن النسب المئوية يبسط نوعا ما الأمور، ويخرج عن سياق الوضع الذي تم إيجاده خلال الأربعين عاما الماضية.
- ما وضع القيادة الفلسطينية حاليا؟ يبدو أن اعتراف الأمم المتحدة قد تهاوى.
ج- أعتقد أن القيادتين الفلسطينيتين ، السلطة الفلسطينية في رام الله وحماس في غزة، يبدو أنهما تشعران بأن عليهما تغيير ما تقومان به. وهذا كما أعتقد السبب في ذهاب عباس إلى الأمم المتحدة، وتصميمه في تعاملاته مع الولايات المتحدة واسرائيل، وهو السبب في أن خالد مشعل مستعد للتفكير في شكل ما من أشكال التوافق. ويعود السبب جزئيا إلى التغييرات في العالم العربي وجزئيا إلى افتقارهما للشعبية. ولا أحد يعتقد أن إطلاق صواريخ مقابل قتل 1400 شخص ردا على ذلك هو "مقاومة" من شأنها أن تحرر فلسطين، ولا أحد يعتقد أن التحدث مع الولايات المتحدة في وجود دينيس روس واضعا يده على الميزان لصالح اسرائيل، التي هي الأقوى بشكل ساحق، سينتج حلا عادلا ودائما للقضية الفلسطينية. وإذا كنت لا تزال تعتقد بهذا فعليك أن تفحص قدراتك الذهنية.
من هنا فإن القيادتين كلتيهما في حالة أزمة فعلية، داخليا، وهناك أزمة خلافة داخل فتح، ومنظمة التحرير وأزمة شرعية، وخواء مؤسساتي كما أن حماس كما تعلمون، لا تتمتع بالشعبية التي كانت تتمتع بها قبل خمس أو ست سنوات.
ولكني لا أعلم ما إذا كان ذلك سيؤثر على الأحداث. وقد تدخلت الولايات المتحدة واسرائيل لمنع أي نوع من المصالحة. كما أن هناك نوعا من المعارضة الداخلية للمصالحة أيضا.
- هل تؤيد المصالحة؟
- أعتقد أنه إذا لم يستطع الفلسطينيون العمل معا فلا أمل لديهم في حل مشكلاتهم. والمشكلات الفلسطينية ناجمة بالدرجة الأولى عن الفلسطينيين. .يمكن لوم اسرائيل، أو الولايات المتحدة أو العرب-ولهم جميعا حصة في ظهور الخلافات.
- هل هناك خطر من أن تكون النتيجة النهائية هي سيطرة حماس على غزة والضفة الغربية معا؟
ج- أنا لست قلقا حول هذا كما يقلق الآخرون ، لأنه أولا لا أعتقد أن حماس لديها تلك الشعبية التي يعتقد الناس بوجودها. وثانيا لأني لا أعتقد ؟أن أيا من الحركتين راغبة في التخلي عن السيطرة على المنطقة التي تسيطر عليها. وثالثا لأني أعتقد أن استمرار الوضع الراهن كارثي لكل منهما- ولكنه كارثي أكثر للشعب الفلسطيني.
وبالإضافة لذلك فما يتكلمون عنه هو إدماج حماس بمنظمة التحرير الفلسطينية- ما يتطلب كل أنواع التغييرات في المواقف المعلنة لحماس تجاه اسرائيل واتفاقيات السلام التي وقعتها منظمة التحرير وقرارات المجلس الوطني الفلسطيني. ولا أعلم ما إذا كانوا سيتمكنون من ذلك، هذا ما يقولونه. هم يقولون إنهم سيجرون انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، وبالتالي ستكون هناك تشكيلة مختلفة لمنظمة التحرير الفلسطينية وبنية السلطة الفلسطينية. وأتساءل ما إذا كانوا سيدمجون تماما في يوم من الأيام غزة مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، ولكن لا يوجد سبب خاص بأن لا يتم دمج الشرطة والإطفائيات وغيرها. الأجهزة الأمنية الحقيقية ربما لن تندمج. لكن الأجهزة الأخرى لا يوجد سبب لعدم اندماجها. وليس هناك سبب في أن وجود إدارة تابعة للسلطة الفلسطينية على حدود غزة مع مصر لن يحدث تغييرا جوهريا في وضع غزة. وهذا سيكون لمصلحة الجميع.
أعتقد أن المصالحة الفلسطينية هي شرط مسبق لخروج الفلسطينيين من الأزمة التي يعيشون فيها. وهذا لن يحل المشكلة، لكنه سيسمح للفلسطينيين بمعالجة المشكلة بطريقة موحدة.
- وماذا ستكون استراتيجيتهم؟
ج- شيء واحد يجب أن يفعلوه هو نبذ العنف. وهو أمر نبذوه من حيث المبدأ- لكن عليهم أن يفعلوه من حيث الممارسة. العنف لم يجلب شيئا سوى الكارثة لهم. ثانيا عليهم أن يفهموا تداعيات العنف على اسرائيل- فهو يقوي أسوأ العناصر في اسرائيل. ثالثا عليهم أن يفهموا أن المطلوب منهم هو العمل في إطار شبكات القانون الدولية، التي تحظر العنف ضد المدنيين. وإذا طلبت هذه المعايير من الطرف الآخر فعليك أن تنفذها أنت. ليس لأن اسرائيل تريدها أو لأن الولايات المتحدة تطلبها، وإنما لأنها الشيء الصحيح، هو التصرف الذكي، والشيء الاستراتيجي الذي يتوجب عمله.
الأمر الثاني أنهم يجب أن يفهموا أن السماح للولايات المتحدة بالهيمنة على المفاوضات هو أسوأ من التعامل مباشرة مع اسرائيل. كنت في المفاوضات التي قدم فيها دبلوماسي أميركي اقتراحا لتجسير المواقف كان أسوأ من الاقتراح الاسرائيلي. أميركا أكثر اسرائيلية من الاسرائيليين- فلماذا نحتاجهم؟ اسرائيل بالطبع تريدهم لأن ذلك يضاعف نفوذ اسرائيل وقوتها- ولكن من وجهة النظر الفلسطينية فأي جهة أو غياب لأي جهة أفضل لهم.
أخيرا فإن البناء كله تم فرضه في مدريد واوسلو وواشنطن، والهدف منه هو تكريس الوضع الراهن. هذه ليست عملية سلام، وإنما عملية لإدارة الصراع لمصلحة أميركا وإسرائيل. علينا استيعاب ذلك كله. يجب أن تكون المفاوضات استراتيجية وتتعامل مع المشكلات الحقيقية- وليست المرحلية مجددا. ويجب أن نكون قادرين على ممارسة ضغوط على الجانب الآخر، وما دمت لا تستطيع استخدام العنف، فعليك استخدام أشكال أخرى من الضغوط. وهناك طرق للقيام بذلك، ولكن عليك أولا تعبئة شعبك، وإخراجهم من سيارات الأودي والمرسيدس، ومن داخل الفقاعة في رام الله حيث الجميع مرفهون وليست هناك بطالة وتوجد حانات ولا أحد يعلم شيئا عما يجري على بعد كيلومترات قليلة خارج الفقاعة.
- اعتادوا أن يقولوا هذا عن تل أبيب.
ج- اسرائيل اقتصاد ضخم ومرفه، ويستطيع الاسرائيليون التعامل مع هذا بأنفسهم، وهذا أمر يخص المحتجين الاسرائيليين أنفسهم، احتلوا وول ستريت ، احتلوا ديزنغوف وأي شارع آخر. هذه قضيتهم . الناس هناك تخلصوا من دهون الأرض في غزة ومتاعب رام الله. هذه قضيتهم.
هناك استراتيجيات- العلاقات العامة مثلا. فلا يأتي وفد اسرائيلي إلى نيويورك دون أن يقضي ثلاثة أرباع وقته في التحدث أمام الكونغرس وإلى الإعلام. ولم يقض أي وفد فلسطيني حضر إلى نيويورك وقتا كافيا في أداء مهام الدبلوماسية العامة.
- هناك حنان عشراوي ونبيل شعث.
ج- هما يتكلما بلغة انكليزية طليقة تماما، لكنك لا تراهم. أنا لا أتحدث عنهما بالتحديد، ولكن عن فشل يعود للعشرينيات والثلاثينيات، فشل في فهم البيئة الدولية، وفشل في فهم البيئة الداخلية في اسرائيل والولايات المتحدة معا. لم يكن هذا موجودا على الإطلاق في اوروبا وبقية العالم حيث عرض الفلسطينيون قضيتهم بشكل جيد- لكن لديهم هذه النقطة العمياء الكبيرة عندما يتعلق الأمر بالولايات المتحدة واسرائيل، وهما أهم دولتين .
-أخيرا ، ماذا بشأن علاقتك مع الرئيس اوباما؟
ج- لن أتحدث عن هذا الموضوع.
س- هل خاب أملك فيه؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.