د. مازن النجار \n كشفت دراسة طبية جديدة ارتباط استهلاك الكحول بمخاطر الإصابة بسرطاني الرأس والعنق، وأظهرت أن الأشخاص الذين يقلعون عن معاقرة الكحول تنخفض لديهم إمكانية الإصابة بشكل ملموس. \n وقال باحثون من \"مركز الإدمان والصحة العقلية\" بأونتاريو في كندا إن الأبحاث الطبية السابقة تظهر -بشكل متواتر- علاقة بين استهلاك الكحول وازدياد مخاطر الإصابة بسرطانات المريء والحنجرة وجوف الفم، وهذا ما دعاهم لتحليل الأدبيات الوبائية منذ 1966 إلى 2006 من أجل استكشاف أفضل لذلك الارتباط. \n ووجد الباحثون أن مخاطر الإصابة بسرطان المريء تضاعفت في السنتين الأوليَيْن بعد الإقلاع عن الكحول، وهي زيادة حادة تعود إلى أن بعض الناس لا يقلعون عن التعاطي إلا بعد ظهور أعراض المرض. لكن المخاطر تقل سريعا كلما طالت فترات الامتناع عن المشروبات الكحولية. \n أما سرطانا الرأس والعنق فتنخفض بوضوح فقط بعد 10 سنوات من الإقلاع، وبعد 20 عاما منه تصبح مخاطر إصابة المقلعين عن الكحول بهذين السرطانين مماثلة لمخاطر إصابة الذين لم يتعاطوا الكحول أبدا. \n\n تكاليف باهظة\nويُتوقع أن يكون لهذه النتائج آثار وتداعيات هامة على إعداد وتصميم سياسات التعامل مع أضرار الكحول وإستراتيجيات الوقاية من السرطان، خاصة بالنسبة لأولئك المنحدرين من أسر لها تاريخ إصابة بالسرطان.\n ويقول فريق البحث إن تأثير الإقلاع عن الكحول على مخاطر سرطاني الرأس والعنق مماثل جدا لتأثير الإقلاع عن التدخين على مخاطر سرطان الرئة. ويستغرق الأمر عقدين من الزمان بعد الإقلاع كي تعود مخاطر السرطان إلى مستواها لدى الذين لم يدخنوا أو يتعاطوا الكحول أبدا. \n والمعلوم أن الكحول هو العقار الأكثر اختيارا لدى الكنديين، حيث يستهلكه 60% من \"الراشدين\" بمقاطعة أونتاريو مثلا. \n بيد أن الأضرار المباشرة وغير المباشرة للإفراط في الكحول تكلف المجتمع 5.3 مليارات دولار سنويا في أونتاريو وحدها، ولا يفوق هذا العبء إلا عبء تكلفة تدخين التبغ على المجتمع. \n ويشير الباحثون إلى أهمية إجراء مزيد من الأبحاث حول تأثير الإقلاع عن الكحول على مخاطر الإصابة بأنواع أخرى من السرطان، خاصة سرطانات الثدي والكبد والقولون والمستقيم، حيث صنّفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان الكحول كمسرطن بالنسبة لهذه السرطانات الأخيرة. \n كذلك، ينبغي الاهتمام بحثيا بتأثير أنماط التعاطي ونوع الكحول على مخاطر السرطان، والتأثير المشترك للإقلاع عن تعاطي الكحول والتدخين معا.