د.مازن النجار \n\nمنذ إصدار هيئة الغذاء والدواء الأميركية تحذيراتها حول بعض الأدوية الشائعة كمضادات للالتهابات مثل سيليبريكس, تحول 40% تقريبا من مرضى التهاب المفاصل الأميركيين إلى استخدام وسائل الطب البديل والمكمل، بما في ذلك المكملات الغذائية والعلاجات البديلة.\n\nلكن فعالية الكثير من مكونات هذه المكملات لم تدرس بما يكفي. ومما يزيد الأمر تعقيدا، أن معظم هذه المكملات، التي تصرف بدون وصفة طبيب، لا تخضع في إنتاجها وترخيصها لنفس معايير ترخيص الأدوية، كما يتفاوت تركيب المكملات بشكل واسع.\n\nبيد أن دراسة جديدة أجراها فريق بحث من جامعة أريزونا قد اختبرت تأثير وآلية عمل مسحوق الكركم الأصفر على التهاب المفاصل، والكركم هو بهار ومكمل نباتي يعتقد منذ القديم بخصائصه المضادة للالتهابات. وتنشر الدراسة في العدد الحالي من مجلة \"التهاب المفاصل والروماتيزم\"، وأصدر الناشرون خلاصة لها أتاحتها هيئة \"يوركاليرت\".\n\nكان الباحثون -بقيادة جانيت فنك وباربرا تيمرمان- قد أظهروا في دراسة سابقة أن الكركم يمكن أن يمنع التهاب المفاصل في فئران المختبرات. أما في الدراسة الجديدة، فقد وسعوا بحثهم للمقارنة بين التركيب الكيميائي لمستخلص الكركم التجريبي ومكملات الكركم الغذائية المتوافرة تجاريا بدون وصفة طبيب. \n\n\"\nيبدو أن الكركم يمنع ردود الفعل الالتهابية المبكرة، كما يتضح من حقيقة أنه كان فعالا عندما بدأ استخدامه بعد استحداث التهاب المفاصل لدى حيوانات التجارب بثلاثة أيام\n\"\n كذلك، قام الباحثون باختبار جرعة من نسخة الكركم التجريبية على التهاب وعطب المفاصل، وتحديد تأثيره على مسببات الالتهاب، وتأكدوا من الآلية التي يقي بها الكركم المفاصل لدى مرضى التهاب المفاصل (arthritis).\n\nبينت النتائج الأولية للدراسة الجديدة أن نسخة من مستخلص الكركم الخالي من الزيوت الأساسية كان لها تأثير ملموس على التهاب المفاصل، وشابه تركيبها إلى حد كبير تركيب مكملات الكركم المتوافرة تجاريا. استخدمت هذه النسخة من الكركم في التجارب اللاحقة، وظهرت قدرتها على منع التهاب المفاصل الحاد والمزمن، حتى لدى تناولها بعد استحثاث أو استحداث هذه الحالة المرضية لدى حيوانات اللتجارب.\n\nآليات ونتائج\nكذلك، قلل الكركم بدرجة هامة من عطب المفاصل الناجم عن التهابها وبروتين (ب) المسيطر على التعبير الجيني (الوراثي) لمواد مثل NF-B التي تتسبب في الاستجابات الالتهابية. كما بدل الكركم تعبيرات مئات الجينات مسؤولة عن تورم وعطب المفاصل ومنع زيادة خلايا تفتيت العظام في المفاصل.\n\nوهذه الدراسة هي الأولى التي توثق تكوين مركب يحتوي على الكركم وهو مشابه لمنتجات الكركم المتوافرة تجاريا، كما وثقت الآليات التي يخفض الكركم بموجبها أضرار التهاب المفاصل.\n\n\"\nخلص الباحثون إلى أنه قبل التوصية باستخدام مكملات الكركم طبيا، ينبغي إجراء تجارب إكلينيكية للتحقق أو تحديد ما إذا كانت جرعات كافية من مستخلص الكركم مكتمل الخصائص تستطيع فعلا منع أو كبح تفاقم مرض التهاب المفاصل الروماتزمي\n\"\n\nويرى الباحثون أن مكملات الكركم الغذائية فيما يبدو تشترك في نفس آلية الفعل الموجودة لدى العلاجات الصيدلانية المضادة لالتهاب المفاصل. ومن المحتمل أن مكملات الكركم تعترض جينات كاي في مرحلة التطور والتي تستهدف مسارات NF الالتهابية الأخرى، نظرا لتعقيدها الكيميائي.\n\nإمكانات واعدة\nويبدو أن الكركم يمنع ردود الفعل الالتهابية المبكرة، كما يتضح من حقيقة أنه كان فعالا عندما بدأ استخدامه بعد استحداث التهاب المفاصل لدى حيوانات التجارب بثلاثة أيام، بينما لم يظهر نفس الفعالية لدى استخدامه بعد ثمانية أيام كما لاحظ الباحثون.\n\nويرى الباحثون أن الكركم يتيح إمكانات واعدة في علاج التهاب وعطب المفاصل. ويلفتون إلى أن التأثيرات النباتية المضادة للالتهاب يمكن الاستفادة منها فقط إذا ما تم تحليل محتواها الكيميائي.\n\nويخلص الباحثون إلى أنه قبل التوصية باستخدام مكملات الكركم طبيا، ينبغي إجراء تجارب إكلينيكية لأجل التحقق أو تحديد ما إذا كانت جرعات كافية من مستخلص الكركم مكتمل الخصائص تستطيع فعلا منع أو كبح تفاقم مرض التهاب المفاصل الروماتزمي، ولأجل استكشاف أي فوائد ممكنة لمكملات الكركم الغذائية في منع صور أخرى أكثر شيوعا من التهاب المفاصل بين السكان بشكل عام.